تُعتبر محافظة الجموم، التابعة لمنطقة مكة المكرمة، واحدة من المناطق الغنية بالتراث والتاريخ في المملكة العربية السعودية، حيث تحتفظ بعدد من المواقع التاريخية التي تعود إلى ما قبل الإسلام وما بعده. تتميز المحافظة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الغني بالآبار والعيون، مما جعلها نقطة توقف مهمة للقوافل التجارية في الماضي، بالإضافة إلى كونها تقع على طريق الحج القديم.
معالم تاريخية بارزة
الدكتور فواز الدهاس، مدير مركز تاريخ مكة المكرمة سابقًا، أشار في حديثه مع وكالة الأنباء السعودية إلى عدد من المعالم التاريخية في الجموم. من بينها جبال الضيق، المعروفة اليوم بـ 'طريق الضيق'، وهو ممر ضيق سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوقف أبا سفيان يوم فتح مكة، ليشهد قوة المسلمين. وأوضح أن 'مُر' تشير إلى القرية و'الظهران' هو الوادي.
سوق مجنة
أحد المعالم التاريخية المهمة هو سوق مجنة، الذي يعد من الأسواق العربية التقليدية وكان يُعقد في شهري ذي القعدة وذي الحجة. يُعتبر هذا السوق نقطة تواصل تجارية بارزة، حيث يتم بعد الانتهاء من سوق عكاظ الرئيسي، الذي يُقام في العشر الأواخر من شهر ذي القعدة.
الهجرة النبوية
كما أضاف الدكتور الدهاس أن الرسول صلى الله عليه وسلم سلك طريقه إلى المدينة المنورة من الجموم خلال الهجرة النبوية، وأقام في مخيم يُعرف اليوم بـ مسجد الفتح، الذي يُعد واحدًا من أهم الجوامع في المحافظة. وقد قدم الرسول إلى الجموم في العام السادس للهجرة، بمناسبة صلح الحديبية.
التركيبة الإدارية والسكانية
تتكون محافظة الجموم من 22 قرية، منها (الزبارة، دف زيني، ودف خزاعة)، بالإضافة إلى 9 مراكز إدارية مثل (عسفان، مدركة، هدى الشام، رهاط، عين شمس، الفوارة، الريان، القفيف)، والتي تتبعها نحو 40 قرية.
الموارد الطبيعية
تُعتبر محافظة الجموم غنية بالعيون المائية، حيث يوجد بها أكثر من 30 عينًا، ويمر بها وادي فاطمة، الذي يُعد من أكبر أودية الحجاز، حيث تتدفق مياهه من سفوح جبال السروات. وقد كانت محافظة الجموم تمثل محطة رئيسية للحجاج القادمين من المدينة المنورة إلى مكة والعكس.
الربط بين المدن
تقع محافظة الجموم في شمال مدينة مكة المكرمة، حيث تربطها شبكة طرق قوية مع المدينة المنورة ومدينة جدة، مما يُعزز من أهميتها التجارية والدينية.
بهذه الخصائص التاريخية والجغرافية، تُعد محافظة الجموم منطقة ذات أهمية خاصة، حيث تجمع بين التراث العريق والموقع الاستراتيجي.
