طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. قصة طموح دكتورة جزائرية في عمل أكبر مركز طبي للعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة


الاثنين 14 أكتوبر 2024 | 02:44 مساءً
قصة طموح دكتورة جزائرية في عمل أكبر مركز طبي للعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
قصة طموح دكتورة جزائرية في عمل أكبر مركز طبي للعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
مهند أدهم

دائمًا قصص النجاح أبطالها يمتلكون أمورًا مميزة دونًا عن باقي البشر، هذه الأمور قد تكون بطبيعة الحال ليست شيئًا خارقًا للعادة مثل الطيران أو التحكم في قوى الطبيعة لكن يمتلكون ما هو أفضل من ذلك وهي القوة بداخلهم لتجاوز كل التحديات الصعبة لتحقيق أحلامهم نابع من الإيمان بالله عز وجل أنه لا يضيع أجر المحسين، هذه القصة من الواقع الذي نعيشه لا تتشابه تفاصيلها مع أي نسيج آخر في أي قصة لأنها قصة فريدة من نوعها قد لا تتكرر كثيرًا، دعونا ندخل في التفاصيل دون أي مقدمات في السطور التالية على موقعكم المفضل صحيفة السعودي اليوم.

قصة طموح دكتورة جزائرية في عمل أكبر مركز طبي للعناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

واقعنا بالتحديد خلال هذه الحقبة الزمنية يشهد تحديات فوق الوصف ولم ولن تخطر على بال الكثير من الأجيال التي سبقتنا، وربما هي سنة الحياة أن نشهد حقب سيئة وحقب جيدة لكن هي طبيعة الحياة لابد أن نعيشها في جميع أحوالها، بطلة قصتنا أو بالتحديد أميرة قصتنا هي كباقي البشر عند النظر إليها في الوهلة الأولى لكن عند التدقيق فهي ليست كذلك فالعيب والعتب كما نقول على النظر وليس فيها، فالماسة اللامعة تحتاج إلى خبير ليدرك قيمتها ويقدرها قدرها المناسب لها وإلا فستكون في مهب الرياح، حسنًا من هنا تنطلق الحكاية، تصقل شخصيات البشر بالمواقف والتحديات، فما يصنع المجد ليس الطريق السهل بل التحديات الصعبة التي تجعل للنجاح لذة لا مثيل لها، في ضواحي العاصمة الجزائرية حيث زحام السيارات صباحًا ومساءًا تتحرك البطلة سيرين بين ثناياها حتى تصل إلى وجهة عملها في الصباح لتتجه إلى أداء مهمتها التي تبرع بها وهي معالجة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة ومتابعتهم في العيادة التي تعمل فيها، عملها قد يراه الكثير صعب وممل ومتعب كذلك لكنها تؤديه بشكل رائع مبهر وببسمة جميلة تعتلي وجهها المشرق، فالله عز وجل يجازي كل من يتقن العمل في أن يرى ثمرتها في هذا العمل، هل يمكنك أن تخبرني بكم دكتور يعمل في هذا المجال حول العالم ؟ الآلاف ؟ الملايين ؟ أعداء غفيرة بالطبع، هل يمكنك أن تذكر اسم واحد منهم علق في ذهنك ناجح في هذا المجال ؟ أنا سأخبرك، بطلة قصتها هي واحدة منها.

قد يستغرب البعض وتأتي علامات الإستفهام التي يتميز بها وطننا العربي الحبيب حول دلائل نجاح بطلة قصتنا سيرين، يا صديقي الحقيقة هي ما ترى وليس ما تسمع، يكفي نظرة الطفل الصغير الذي وجد طبيبة ومعالجة لديها السلاسة في معرفة القصور الذي لديه لتضع يدها عليه لتصل لحل له، فبجلسات محددة يجد الطفل نفسه في تقدم وبثقة أكبر في التعامل من جديد مع المجتمع والناس من حوله، توفيق الله عز وجل لا يأتي لكسول نائم في بيته بل لكل من يضع في باله أن العلم الذي تعلمه هو أمانة وتطبيقه فرض ليجعل المجتمع من حوله أفضل بإذن الله، حالات كثيرة من الأطفال ورسائل مميزة من أولياء الأمور تشكر وتشجع سيرين على عملها الدؤوب في تحويل حياة أطفالهم من قوقعة الضيق والحزن إلى التفاؤل بمستقبل جميل.

القصة لا تنتهي هنا، بل عليك بفنجان القهوة المفضل لديك فمازلنا في البداية، نجاح تلو الآخر وبخطوات ثابتة تتحرك سيرين نحو حلم أكبر وأفضل نحو عيادتها الخاصة التي ستكون مركز موثوق ليس في دولتها فقط بل في منطقة الشرق الأوسط بإذن الله، نقطة إنطلاقة لعلاج الكثير من الأطفال من أمراضهم، نقطة إنطلاقة لترك بصمات جميلة في نفوسهم ونفوس أهلهم، الحلم الكبير يتطلب الكثير من الجهد نعم لكن الأهم هو أن يكلل هذا الجهد بثقة كبيرة في الله عز وجل في أن لكل إنسان مهمة ووظيفة في هذا الكون الشاسع والدكتورة سيرين تعرف وجهتها وتسير إليه بلا شك في ذلك، قد تقابلها مجموعة من المعوقات ؟ لما لا ؟ فلا نجاح بدون صعوبات، لكن دائمًا الهدف النبيل يجد الطريق للنور، والتاريخ سرد لنا الكثير والكثير من قصص النجاح حول ذلك.

هل انتهيت من الفنجان الأول بهذه السرعة ؟ حضر الثاني وتجهز لنكمل الحكاية بل الوصف الدقيق لها في سرد تفاصيل هذا الحلم الجميل التي بدأت تظهر علاماته في أرض الواقع، السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما دورنا تجاه الأحلام الكبيرة ؟ السؤال قد يبدو سهلًا للوهلة الأولى لكنه السهل الممتنع لأننا وللأسف تنتشر فينا صفة النقد اللاذع وهدم الأحلام ووضع المشاكل أمامها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر - إلا من رحم ربي - وعند نجاح صاحبها وتجاوز كل ذلك والنجاح بشق الأنفس نجد منتقد الأمس يصفق اليوم ! هل يعقل كانت الاستراتيجية منذ البداية هو كسر المجاديف لجعل الرحلة تستحق وثمرة النجاح لذيذة في آخر المطاف !! دعونا لا نكون من هذا الصنف الصعب الذي لا يبرع إلا الهدم وليس البناء، نحن هنا وأقصد دوري الشخصي كمحرر وكشخص يحب الطموحات والأحلام أدعم بكل قوة حلم الدكتورة سيرين في عمل عيادة تتفوق على العيادات الأوروبية والعالمية وجميع أنحاء العالم بأيادي عربية خالصة لتتوافد إليها كل الحالات من أجل الثقة الكبيرة في خبرتها وبتوفيق من الله عز وجل قبل كل ذلك.

هل الحلم يستحق ؟ نعم يستحق ويستحق وقوفنا بكل قوة من أجل دعمه، فالنبتة تحتاج إلى رعاية وكذلك الدعم المستمر وما أحوج أوطاننا إلى مثل هذه النماذج المميزة لنكون من مصاف الدول التي يضرب بها المثل في حب العمل وإتقانه ونتائجه التي ترى في أرض الواقع وليس على الورق.

رسالة تحية وتقدير إلى هذا الحلم الجميل وسأكون من كبار الداعمين له بإذن الله حتى يرى النور ويتخطى كل الصعوبات والتحديات ويكون واجهه متميزة لأكبر مركز طبي لعلاج ومتابعة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي والعالم كله بإذن الله.

اقرأ أيضا