تعد المدينة المنورة، المدينة التي تحتضن التاريخ الإسلامي، موطناً لعدد من المعالم الجيولوجية المذهلة، حيث تتميز المنطقة بما يُعرف بـ 'الحرات البركانية'، التي تخلق مشهداً طبيعياً فريداً من السهول السوداء الناتجة عن الانفجارات البركانية القديمة، والتي تمتزج بجمال الجبال والهضاب المحيطة.
أكبر الحقول البركانية
تُعتبر حرة 'رهط' من أكبر الحقول البركانية، وتمتد من شمال مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وتجسد هذه الحرة تاريخاً طويلاً من النشاط البركاني، حيث يمكن للزوار رؤية آثار الثورات البركانية التي حدثت على مر العصور، بما في ذلك الثوران الذي وقع في القرن السابع الهجري.
فوهات بركانية مدهشة
بحسب الباحث عزالدين المسكي، تحتوي حرة رهط على العديد من الفوهات البركانية، مما يخلق لوحة طبيعية غنية. تتشكل اللابة عند تبريدها في أشكال متنوعة، مثل الأنابيب الطويلة والأمواج، إضافةً إلى الكهوف التي نشأت بفعل التعرية. تعكس هذه الظواهر تأثير الزمن والتغيرات البيئية.
رغم تحديات التضاريس، استطاع الإنسان التكيف مع هذه البيئة القاسية، مستفيداً من مواردها الطبيعية، إذ تحتوي الحرة على آثار استيطان قديم، حيث استخدم السكان المحليون صخورها في البناء وصنع الأدوات. كانت حرة رهط، بما تحمله من تاريخ وثقافة، نقطة التقاء للحضارات.
براكين خامدة فى السعودية
يؤكد الدكتور عبدالله المسند أن السعودية تحتوي على مئات البراكين الخامدة، وقد نشأت هذه البراكين قبل حوالي 25 مليون سنة، وتضم حرة رهط وحدها نحو 700 بركان، ويبلغ عدد البراكين في حرة خيبر فقط نحو 400 بركان، وعلى مستوى المملكة نحو 2000 بركان، مما يعكس غنى تاريخها الجيولوجي وأهميتها في فهم التطورات البيئية عبر الزمن.
