على مدار 11 يوم، لا صوت يعلو فوق أصوات الرصاص على الأراضى السودانية، التى تشهد تصاعدًا فى حدة الاشتباكات المسلحة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم ، بعد فشل محاولات التهدئة فى وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتشهد العاصمة السودانية إنهيار الخدمات الأساسية وشح المواد الغذائية، نظرًا لتوقف محطات الكهرباء والمياة عن العمل، وفرار المعتلقين من عدد من السجون منها سجن كوبر حيث يقبع الرئيس السابق عمر البشير، حيث يواجه أحكاما بالسجن بتهم الفساد وغسيل الأموال وتنفيذ انقلاب عام 1989.
تزامن مع تلك التطورات، تراشق السلطات السودانية وقادة الدعم السريع،اتهامات بشأن إطلاق سراح سجناء من بينهم رموز النظام السابق، وزاد مخاوف القوى المدنية من عودة نفوذ الرئيس المخلوع عمر البشير وأنصاره، تأكيد الجيش نقل البشير من سجن كوبر بالخرطوم إلى مستشفى عسكري مع خمسة على الأقل من مسؤولي نظامه السابق، قبل اندلاع القتال في 15 أبريل.
شهادة الناجون من الموت
وبحسب شهادة الناجون من الموت، تتناثر جثثًا في الشوارع ومبان تحترق ومناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال، والتى أسفرت حتى الآن عن 459 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 4000 آخرين وتدمير مستشفيات والحد من توزيع المواد الغذائية في الدولة الشاسعة التي يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية.
وساطة جنوب السودان
واتصالًا لجهود التهدئة، تجرى دولة جنوب السودان مباحثات مكثفة مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو 'حميدتي'، منذ الثلاثاء، لإجراء لقاء بين الجانبين وحل الأزمة الراهنة.
ولفت وزير خارجية جنوب السودان، إلى موافقة البرهان مبدئيا على إمكانية إجراء محادثات مع قائد قوات الدعم السريع، ذاكرا أن رئيس جنوب السودان يحاول التواصل مع حميدتي لعرض إمكانية اللقاء مع البرهان.
قلق منظمة الصحة العالمية
من جهتها، تتابع منظمة الصحة العالمية تداعيات سيطرة أحد الطرفين المتحاربين في الخرطوم على مختبر تتواجد فيه عينات معدية جداً مثل الحصبة، وقال مايكل راين المكلف برنامج منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ خلال مؤتمر صحافي في جنيف 'الفريق على الأرض فضلاً عن فرقنا المكلفة بالمخاطر البيولوجية والأمن البيولوجي تجري تقييماً معمقاً للمخاطر'.