تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع الفنون التراثية والفلكلورية، حيث تعكس كل منطقة موروثها الثقافي. ومن أبرز هذه الفنون 'العرضة السعودية'، التي تجسد جمال الأداء والأهازيج العميقة المرتبطة بالتاريخ والتراث.
العرضة: رمز التلاحم بين القيادة والشعب
تعتبر العرضة تجسيدًا للتلاحم بين القيادة والشعب، حيث يؤديها الرجال كوسيلة لإظهار الولاء وحب الوطن. تاريخيًا، كانت العرضة تستخدم كوسيلة للتحضير للحرب، إذ يقوم القائد باستعراض جنوده لرفع معنوياتهم، مما يخلق أجواءً من الشجاعة والحماسة.
العرضة في التاريخ السعودي
ظهرت العرضة في ملحمة توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الذي حرص على أدائها قبيل بدء عمليات التوحيد. ومع استتباب الأمن، أصبحت العرضة تعبيرًا عن الفرح ورمزًا ثقافيًا يُحتفى به في المناسبات الرسمية.
أداء العرضة: مجموعة من الفنون والتقاليد
تنقسم العرضة إلى مجموعتين: مجموعة منشدي قصائد الحرب ومجموعة حملة الطبول. يبدأ الأداء بحوربة أو شوباش، حيث يُدعى العارضون للتجمع في صفوف متقابلة. يتبع ذلك نظام موحد يتضمن تمايل الصفوف ورفع السيوف، حيث تؤدى الحركات بتناسق عالٍ.
استخدام الطبول وتأثيرها على الأداء
تستخدم في العرضة نوعان من الطبول، الكبيرة والصغيرة، والتي تضيف حماسة للأداء. ويتضمن الأداء حركات متناسقة ترافق إيقاع الطبول، مما يخلق جوًا من الطاقة والحماس.
نخوة العوجا: قصيدة مميزة في العرضة
تعد 'نخوة العوجا' واحدة من أشهر قصائد العرضة، حيث تعكس الفخر والانتماء لعائلة آل سعود. لا زالت تُغنى حتى اليوم، وتُستخدم لإلهام الحماسة في الجمهور.
الملابس التقليدية وتأثيرها على الهوية الثقافية
تتميز الملابس المستخدمة في العرضة بالألوان البراقة وفنون التطريز، مما يعزز الهوية الثقافية. تشمل الملابس الدقلة، والسديري، والبشت، بالإضافة إلى السيوف والبنادق.
دعم الحكومة للتراث الثقافي
تلقى العرضة اهتمامًا كبيرًا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تم إدراجها في قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو. كما تم تأسيس المركز الوطني للعرضة السعودية في 2017 لتعزيز الثقافة والهوية الوطنية.