شهدت وسط أوروبا كارثة بيئية نتيجة منخفض جوي عنيف أطلق عليه اسم "بوريس"، تسبب في هطول أمطار غزيرة على مدار عدة أيام، مما أسفر عن فيضانات شديدة في العديد من الدول. وأدى هذا الوضع إلى إجلاء آلاف السكان من منازلهم، ومصرع خمسة أشخاص حتى الآن، فيما تستعد السلطات لمزيد من التدهور في الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة.
في جمهورية التشيك، التي تعتبر من أكثر الدول تضرراً، اضطر المسؤولون إلى إجلاء الآلاف من السكان مع استمرار الفيضانات في تدمير الممتلكات وقطع الكهرباء عن أكثر من ربع مليون منزل. وقال أحد سكان قرية فيشنوفا شمال العاصمة براغ، فرديناند جامبل: "من المحتمل أن تزداد الأمور سوءًا؛ لأنهم أبلغوا بأن المياه قادمة من جبال جيزيرا. فعندما تمطر هناك، ستصل المياه إلى هنا خلال خمس أو ست ساعات".
وفي بولندا، لقي شخص مصرعه غرقًا في مقاطعة كلودزكو، وهي من أكثر المناطق تضررًا في البلاد. وانهار جسر تاريخي في بلدة غلوخولازي، فيما جرفت المياه أحد المنازل وتسببت في أضرار بالغة للبنية التحتية. وقد أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن الفيضانات تجاوزت مستويات قياسية تم تسجيلها عام 1997، عندما تسببت كارثة مماثلة في مقتل 56 شخصًا.
وفي النمسا، لقي أحد رجال الإطفاء مصرعه أثناء محاولته التعامل مع تداعيات الفيضانات في مقاطعة النمسا السفلى، والتي تم إعلان حالة الكارثة فيها. وقال نائب المستشار فيرنر كوغلر إن الوضع هناك يتطلب تدابير عاجلة لحماية السكان والبنية التحتية.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، تتواصل جهود الإغاثة والإنقاذ في جميع أنحاء المنطقة. استخدمت السلطات في التشيك طائرات هليكوبتر لإجلاء الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل، حيث تم إجلاء أكثر من 10000 شخص في عموم البلاد. وتواجه فرق الإغاثة تحديات كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات في بعض المناطق المتضررة.
وعلى الجانب الآخر من الحدود في المجر، تستعد العاصمة بودابست لمواجهة أحد أكبر الفيضانات التي شهدتها في السنوات الأخيرة. يتوقع المسؤولون أن يرتفع منسوب نهر الدانوب إلى مستويات قريبة من الرقم القياسي البالغ 8.91 متر الذي تم تسجيله في عام 2013. وقال رئيس البلدية غيرغيلي كاراسكوني: "نحن مستعدون للتعامل مع هذا الوضع الطارئ، ونتوقع أن تكون الأيام المقبلة حاسمة في السيطرة على الوضع".
تُظهر هذه الفيضانات المتكررة مدى هشاشة بعض البنى التحتية أمام الكوارث الطبيعية في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية الدول الأوروبية لمواجهة التغيرات المناخية المتطرفة التي تؤثر على أنماط الطقس بشكل متزايد.