في ظل تصاعد التغيرات المناخية وتزايد التأثيرات السلبية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر، كشف تقرير حديث أعدته 'منظمة الأبحاث المناخية المركزية' أن هناك 10 مدن حول العالم معرضة لخطر الغرق بحلول عام 2050. هذه المدن تواجه تهديدات بيئية مباشرة قد تؤدي إلى غمر أجزاء كبيرة منها بالمياه، مع تأثيرات غير مسبوقة على سكانها واقتصاداتها.
التغيرات المناخية وتأثيرها على كوكب الأرض
مع ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الأنهار الجليدية، يشهد العالم تغيرات مناخية خطيرة تؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحار والمحيطات. هذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على المدن الساحلية، التي تعاني بالفعل من مخاطر الفيضانات والتآكل الساحلي. وبحسب البيانات المجمعة من هيئات حكومية في دول مختلفة، فإن هناك مدناً كبرى حول العالم قد تختفي تحت الماء في أقل من ثلاثة عقود.
الإسكندرية: خطر الغرق يهدد التراث المصري
مدينة الإسكندرية، التي تعد من أهم المدن الساحلية في مصر وواحدة من أقدم المدن في العالم، تواجه خطر ارتفاع مستوى سطح البحر بما يصل إلى 68 سم بحلول عام 2050. هذا الارتفاع قد يؤدي إلى غمر أجزاء كبيرة من المدينة وتعرض المناطق الساحلية للتآكل، مما سيؤدي إلى تسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية، مهدداً بنية المدينة التحتية ومواردها الطبيعية.
البصرة: المدينة العراقية مهددة بالفيضانات
تقع مدينة البصرة على نهر شط العرب، وتحيط بها شبكة واسعة من القنوات والجداول، مما يجعلها عرضة لخطر الغرق مع ارتفاع مستوى مياه البحر. ومع استمرار التغيرات المناخية، قد تتعرض هذه المدينة التاريخية لموجات من الفيضانات التي ستؤثر بشكل كبير على حياة سكانها واقتصادها، خصوصاً أنها تعد من أهم الموانئ العراقية.
المدن العالمية الأخرى المهددة بالغرق
إلى جانب الإسكندرية والبصرة، يشير التقرير إلى مدن أخرى حول العالم تواجه نفس التهديد، ومنها:
1.أمستردام (هولندا):المدينة المنخفضة التي تواجه خطر ارتفاع مستوى البحر.
2. البندقية (إيطاليا): المدينة الشهيرة التي تغرق بمعدل مليمترين سنوياً.
3.بانكوك (تايلاند):مهددة بالغرق رغم ارتفاعها الطفيف عن سطح البحر.
4.نيو أورليانز (الولايات المتحدة): التي تغرق بمعدل 5 مليمترات سنوياً.
5.كالكوتا (الهند): المدينة التي قد تغمرها الفيضانات الموسمية.
6. شنغهاي (الصين):تعاني من هبوط خطير في الأراضي منذ قرن على الأقل.
7.ماليه (جزر المالديف): مهددة بأن تصبح غير صالحة للسكن بحلول 2050.
8.ريو دي جانيرو (البرازيل): قد تغمرها الفيضانات بشكل كبير في العقود القادمة.
مواجهة التحديات المستقبلية
مع تصاعد المخاطر المناخية، أصبح من الضروري أن تتخذ الحكومات والمؤسسات العالمية إجراءات عاجلة للحد من تأثيرات التغير المناخي. وتشمل هذه الإجراءات تقوية البنية التحتية للمدن الساحلية، تطوير أنظمة الحماية من الفيضانات، والانتقال إلى سياسات بيئية مستدامة لخفض انبعاثات الكربون.