يولي الإسلام اهتمامًا بالغًا بتنظيم العلاقات الأسرية على أسس من الرحمة والمودة والتكامل بين الزوجين. وتأتي واجبات الزوجة تجاه زوجها كجزء من المنظومة الشرعية التي تسعى لتحقيق الاستقرار الأسري والسعادة الزوجية. فكما للزوج حقوق على زوجته، فإن للزوجة حقوقًا على زوجها، وكل منهما يتعاون مع الآخر لبناء حياة أسرية قائمة على الحب والاحترام يستعرض موقعكم المفضل 'السعودي اليوم' هذة الواجبات لكلا الزوجين.
أهمية الطاعة في حدود الشرع
تُعتبر الطاعة من الأسس الهامة في العلاقة الزوجية في الإسلام، بشرط أن تكون في إطار ما هو مشروع ولا يتعارض مع أوامر الله ورسوله.
فالطاعة ليست تسلطًا، بل هي مظهر من مظاهر التعاون والتنظيم الأسري.
يقول الله تعالى في سورة النساء: 'فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ'.
طاعة الزوجة لزوجها فيما يرضي الله من الأمور التي تُحافظ على تماسك الأسرة وتعزز من روح المودة بين الزوجين.
حفظ الزوج في غيابه وحضورها
من أهم واجبات الزوجة في الإسلام أن تحفظ زوجها في غيابه وحضوره، سواء كان ذلك في الحفاظ على شرفه وكرامته، أو في إدارة شؤون منزله وأمواله.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: 'خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره'.
فحفظ الزوج في غيابه من أهم علامات وفاء الزوجة واحترامها للعلاقة الزوجية.
المودة والرحمة في التعامل
الزوجة المثالية هي تلك التي تُظهر المودة والرحمة لزوجها، وتحاول قدر الإمكان أن تكون مصدر سعادته وراحته.
فالإسلام يحث على معاملة الزوجة لزوجها بلطف وحنان، كما قال الله تعالى: 'وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً'.
التعبير عن المودة قد يكون بالكلام اللطيف، أو الاهتمام بشؤون الزوج، أو حتى بتوفير جو من الراحة والهدوء في المنزل، وهذا من الواجبات التي تقع على عاتق الزوجة لضمان حياة زوجية هادئة ومستقرة.
الاحترام المتبادل بين الزوجين
الاحترام هو الأساس المتين لأي علاقة زوجية ناجحة.
فالزوجة في الإسلام مطالبة باحترام زوجها وتقديره، سواء في وجوده أو في غيابه.
الاحترام المتبادل يعزز من العلاقة ويؤسس لشراكة قائمة على الحب والتفاهم.
ومن صور الاحترام، عدم التلفظ بما يسيء إلى الزوج، وعدم التقليل من شأنه أمام الآخرين، سواء في وجوده أو في غيابه.
العناية بالمنزل وتربية الأبناء
من الواجبات الرئيسية للزوجة في الإسلام العناية بشؤون المنزل وتربية الأبناء على القيم والأخلاق الإسلامية.
فالمنزل هو مملكة الزوجة، وهي المسؤولة عن ترتيبه وتدبير أموره بشكل يحافظ على راحة جميع أفراد الأسرة.
تربية الأبناء تعد أيضًا من أعظم الأدوار التي تلعبها الزوجة في بناء جيل صالح ومجتمع قوي.
كما أن تعاون الزوجة مع الزوج في تربية الأبناء يساعد على خلق بيئة أسرية مستقرة وآمنة.
الاحترام لرغبات الزوج المعقولة
من الواجبات أيضًا أن تراعي الزوجة رغبات زوجها واحتياجاته في إطار المعقول والمشروع.
سواء كان ذلك يتعلق بحاجته للراحة أو تلبية احتياجاته النفسية والعاطفية، فالزوجة المسلمة تُعتبر شريكًا في إسعاد زوجها وتقديم ما يحتاجه بما يتوافق مع قيم الإسلام وأحكامه.
ومن صور هذا التعاون أيضًا الحرص على تلبية احتياجات الزوج من المأكل والملبس والرعاية المنزلية.
الدعم في أوقات المحن والشدائد
لا تقتصر واجبات الزوجة على الأمور المادية فقط، بل تتعداها إلى دعم الزوج في أوقات المحن والشدائد.
فالزوجة الصالحة هي التي تقف بجوار زوجها وتسانده في لحظات الضعف وتدعمه في اتخاذ القرارات المهمة في حياته.
هذا الدعم قد يكون معنويًا من خلال كلمات التشجيع، أو ماديًا إذا لزم الأمر.
إن واجبات الزوجة تجاه زوجها في الإسلام ليست مجرد التزامات قانونية، بل هي تعبير عن حب ووفاء ومشاركة في بناء الحياة الزوجية.
والإسلام يُشدد على التوازن والعدل في العلاقات الزوجية، حيث يُلزم الزوج أيضًا بالعديد من الواجبات تجاه زوجته.
بتطبيق هذه الواجبات المتبادلة، يُحقق الزوجان حياة زوجية سعيدة ومستقرة، ويُساهمان في بناء أسرة قوية تساهم في تطوير المجتمع ككل