"نيوم".. مشروع طموح يعزز الاستدامة مع تخصيص 95% من مساحتها كمحميات طبيعية


الاربعاء 14 اغسطس 2024 | 08:18 مساءً
نيوم
نيوم
ياسر الزهراني

في قلب رؤية المملكة العربية السعودية 2030، تبرز مدينة 'نيوم' كواحدة من أكثر المشاريع الطموحة والابتكارية في العالم. يمتد مشروع 'نيوم' على مساحة شاسعة في شمال غرب المملكة، ويمثل مسروع 'نيوم' نموذجًا متكاملاً للتنمية المستدامة التي تجمع بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة. ومن بين أبرز عناصر مشروع ' نبوم' تأتي المحميات الطبيعية التي تشكل 95% من مساحة نيوم، مما يعكس التزام المشروع العميق بحماية البيئة وتعزيز التنوع البيولوجي.

حماية الطبيعة في نيوم: رؤية بيئية شاملة

تحتل المحميات الطبيعية جزءًا كبيرًا من مساحة نيوم، إذ تقرر أن تكون 95% من أراضيها محمية من أجل الحفاظ على الطبيعة وتنوعها الحيوي. يهدف هذا النهج إلى خلق بيئة مستدامة تحافظ على الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، وتساهم في تحقيق التوازن البيئي. وتعتمد نيوم في خطتها على تبني أساليب مبتكرة لإدارة الموارد الطبيعية، مما يجعلها رائدة في مجال الاستدامة البيئية على مستوى العالم.

نيوم

مبادرات الاستدامة البيئية في نيوم

تعتمد نيوم على تقنيات حديثة لتطوير مشاريع البنية التحتية والخدمات، مع الالتزام الكامل بحماية المحيط الطبيعي. وتشمل هذه المبادرات استخدام الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتقليل الانبعاثات الكربونية وضمان استدامة الموارد الطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، تهدف نيوم إلى تطبيق ممارسات زراعية مستدامة، تعتمد على تقنيات الزراعة العمودية والزراعة المائية، مما يسهم في تقليل استهلاك المياه وزيادة كفاءة استخدام الأراضي الزراعية.

5 % من المساحة للاختراعات المعمارية المستدامة

على الرغم من تخصيص معظم مساحة نيوم للمحميات الطبيعية، فإن الـ5% المتبقية ستكون مخصصة للابتكارات المعمارية المستدامة. ستكون هذه النسبة الصغيرة مساحة لتطوير بنى تحتية ومباني حديثة تتناغم مع الطبيعة المحيطة وتتكامل معها. وستعتمد هذه المنشآت على مواد بناء صديقة للبيئة وتقنيات تقلل من استهلاك الطاقة والمياه، مما يعزز من تجربة العيش المستدام داخل المشروع.

أهمية المحميات الطبيعية في تعزيز السياحة البيئية

من المتوقع أن تلعب المحميات الطبيعية في نيوم دورًا رئيسيًا في جذب السياح الباحثين عن تجربة فريدة في التفاعل مع الطبيعة. ستوفر هذه المحميات فرصة لاستكشاف البيئات الطبيعية المتنوعة والتعرف على الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات التي تعيش في المنطقة.

وسيتم توفير مسارات خاصة للمشي وركوب الدراجات، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للتخييم والمغامرات البيئية، مما يتيح للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة بشكل مستدام ومسؤول.

حتى الآن، لم يتم الانتهاء من المحميات الطبيعية في نيوم بشكل كامل، حيث إن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير. ومع ذلك، تشمل خطط نيوم لإنشاء محميات طبيعية عدة مواقع تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي والمحافظة على البيئة الطبيعية في المنطقة. بعض المحميات المخطط لها في نيوم تتضمن:

1.منطقة خليج العقبة: تعد من أهم المناطق التي ستركز عليها نيوم في تطوير المحميات الطبيعية. تتميز هذه المنطقة بتنوعها البيئي الفريد واحتضانها للشعاب المرجانية والأنواع البحرية النادرة.

2.وادي طيب اسم: هذه المنطقة ذات الأهمية الجيولوجية والطبيعية، تقع في شمال غرب المملكة، وتعتبر منطقة ذات قيمة بيئية عالية. ستكون محمية طبيعية تهدف إلى الحفاظ على النباتات والحيوانات البرية في المنطقة.

3.جبال السروات : تقع هذه الجبال في جنوب نيوم، وتتميز بتنوعها البيئي الفريد. يتم التخطيط لتحويل جزء من هذه الجبال إلى محمية طبيعية لحماية الأنواع النادرة التي تعيش في هذه البيئة الجبلية.

4.محميات الشواطئ والجزر: نيوم تطمح إلى حماية شواطئها وجزرها الطبيعية، التي تتميز بتنوعها البيئي. ستسهم هذه المحميات في الحفاظ على البيئة البحرية والأنواع النادرة التي تعيش في مياه البحر الأحمر.

المحميات الطبيعية في نيوم ستكون جزءًا لا يتجزأ من رؤية المشروع لحماية البيئة وتعزيز الاستدامة. مع مرور الوقت، يتوقع أن تصبح هذه المحميات وجهات سياحية بيئية عالمية توفر تجربة فريدة للزوار الراغبين في استكشاف الطبيعة والتمتع بجمالها.

يمثل مشروع نيوم رؤية طموحة لمستقبل المدن المستدامة، حيث يتم التوازن بين التقدم التكنولوجي وحماية البيئة. إن تخصيص 95% من مساحة المشروع كمحميات طبيعية يعكس التزام المملكة بالحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الموارد الطبيعية، في حين تتيح الـ5% المتبقية مجالاً للابتكار المعماري المستدام. من خلال هذه الرؤية المتكاملة، تسعى نيوم إلى أن تكون نموذجًا عالميًا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة والعيش المتناغم مع الطبيعة.

اقرأ أيضا