نهاية دامية لصداقة قديمة.. "البرهان" و"حمديتي" أقطاب الصراع على السلطة فى الرقصة الأخيرة


الثلاثاء 18 ابريل 2023 | 04:28 مساءً
البرهان وحمديتي
البرهان وحمديتي
فريق - السعودى اليوم

صداقة سريعة ثم عداوة ضارية، هكذا تطورت العلاقة بين اللواء عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو 'حميدتي'، قائد قوات الدعم السريع بشكل دراماتيكى بين أقطاب الصراع على السلطة فى السودان، اللذان وصلا إلى مشهد جديد ضمن لعبة الكراسى الموسيقية، التى تجسد الحكمة القائلة: لا صداقة دائمة ، ولا عداوة دائمة ، وإنما توجد مصالح دائمة'.

جاء الصدام الأخير وتبادل الاهتمامات علنًا، امتدادًا لخلافات استمرت لشهور، بذلت جهود كثيرة لاحتوائها والإبقاء عليها في الغرف المغلقة، وبرزت هذه الخلافات بين القائدين في أكثر من مناسبة الفترة الماضية، وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن، بعد توقيع 'الاتفاق الإطاري' المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

بداية العلاقة بين البرهان وحميدتى

كان المواجهة الأولى بين بين البرهان وحميدتي فى عام 2003، أثناء التمرد في إقليم دارفور وقت حكم الرئيس السابق، عمر البشير، حيث كان دقلو ضمن مجموعة مسلحة تسمى الجنجويد تحارب حركات مسلحة أخرى في الإقليم، بينما كان البرهان ينسق عمليات الجيش في دارفور.

تعاون الطرفان في عملية مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية عام 2015 ، حيث تشير التقارير إلى أن البرهان أشرف على مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، بقيادة دقلو، ثم تعززت العلاقة بينهما في 2019، حين اتفقا على الإطاحة بنظام عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد، بعد احتجاجات حاشدة طالبت بالديمقراطية وحل المشكلات الاقتصادية الطاحنة في البلاد.

وترأس البرهان رئاسة المجلس العسكري، بينما عين دقلو في منصب نائب رئيس المجلس، إلا أن الخلافات دبت بين المتحالفين القديمين إثر خلافات واضحة في طريقة إدارة البلاد، وكادت الأزمة بينهما أن تصل إلى حد رفع السلاح في وجه بعضهما في مايو 2021، إلا أن وساطة من رئيس مجلس الوزراء وقتها، عبد الله حمدوك، أنهت الأزمة، وتم التصالح بين القائدين في منزل حمدوك.

اتفاق 25 أكتوبر بداية الأزمة

اشتعل فتيل الأزمة، فى أواخر عام 2021، حينما أعلن البرهان حل الحكومة المدنية وفرض حالة الطوارئ، وتعهد بإجراء انتخابات عامة في يوليو 2023، رغم أن دقلو لم يكن معترضا على التحرك، حيث وقعا اتفاقا إطاريا مبدئيا مع المدنيين، تضمن استبعاد الجيش من السياسة وإصلاح قوات الأمن ودمج قوات الدعم السريع في الجيش، وحدد أول أبريل الجاري لتوقيع الاتفاقية لكن تم التأجيل مرتين ولم يحدد بعد موعد جديد لتوقيع الاتفاق.

اقرأ ايضا:نداء عاجل من نقابة الأطباء بالسودان: لم نتمكن من رفع الجثث وعلاج المصابين بالشوارع

ظهرت أولى ملامح الخلاف، مع إعلان 'دقلو' ندمه على المشاركة في 'انقلاب 25 أكتوبر' ضد المكون المدني، وأخفقت كل الوساطات بين الطرفين، إلى أن جاء يوم 13 أبريل عندما نشرت قوات الدعم السريع قواتها في الخرطوم وخاصة قاعدة مروي، وهو ما اعتبره الجيش الانتشار 'غير القانوني' وطالبها بالانسحاب.

ومنذ صباح السبت الماضى، اندلعت مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في منطقة المدينة الرياضية جنوبي العاصمة وفي عدة مناطق محيطة'، ليعلن الجيش السوداني حل قوات الدعم السريع، واعتبارها قوات 'متمردة'.

ويواصل الجانبان نشر البيانات عن الانتصارات التي يحرزها والخسائر التي يوقعها في صفوف الطرف الآخر. 

اقرأ أيضا