على مدار أكثر من 12 ساعة، تحولت السودان إلى بؤرة اهتمام عالمى تتوالى بشأن البيانات والتغريدات الرسمية من مختلف دول العالم والمنظات الدولية، على إثر اندلاع اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم السبت بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى عدد من المدن السودانية.
ومع تصاعد الأحداث فى السودان، توالت التداعيات العالمية، من الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقى، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسياـ بريطانيا، ومصر، والمملكة السعودية والكويت غيرها من بلدان العالم.
الأمم المتحدة تندد ومطالب بوقف القتال
فمن جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، داعيًا قادة الجيش السوداني والدعم السريع لوقف القتال فوراً وبدء الحوار لحل الأزمة، محذراً من أن أي تصعيد إضافي في القتال سيكون له تأثير مدمر على المدنيين ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد.
وحذر السفير الأميركي في السودان، جون جودفري، من أن تصاعد التوترات داخل المكون العسكري في السودان قد يؤدي إلى قتال مباشر، واعتبر أن الأمر بات 'في غاية الخطورة'، داعياً كبار القادة إلى وقف القتال. وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أنه احتمى بالسفارة مع باقي الموظفين.
كما عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن بالغ قلقه إزاء تقارير عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.
وتابع على تويتر: 'نحن على اتصال بفريق السفارة في الخرطوم وجميعهم بخير... نحث جميع الأطراف على وقف العنف فوراً وتجنب المزيد من التصعيد أو تعبئة القوات ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة'.
ووصفت روسيا تلك الأحداث بالمؤسفة والتى تثير قلقاً عميقاً في موسكو. ندعو أطراف الصراع إلى إظهار إرادة سياسية وضبط النفس واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار'، داعية إلى 'إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار' في السودان.
كذلك، أعلنت السفارة البريطانية مراقبة ما يجري في الخرطوم والمناطق الأخرى، التي تدور فيها اشتباكات.
مطالبات مصرية بضبط النفس
وعلى الصعيد العربى، توالت تعليقات الحكومات العربية، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلق المملكة البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية 'واس'.
دعت المملكة المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة.
حثت على توحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه.
كما طالبت الخارجية المصرية كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وكشفت عن أنها تتابع بقلق تطورات الوضع في السودان.
إيجاد حل سلمي
من جانبها دعت الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار، وأكدت على موقف الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة، وفق وكالة أنباء الإمارات 'وام'.
تغليب صوت الحكمة والحوار
بدورها أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن قلق الدولة البالغ جراء اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان.
ودعت كافة الأطراف المعنية إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والقتال وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات، بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره، بحسب وفق وكالة أنباء الكويت 'كونا'.
التعاون الإسلامى تدعو لوقف الاشتباكات
انضمت أيضًا المنظمات العربية والإسلامية، إلى التحركات العالمية، حيث دعت منظمة التعاون الإسلامي للوقف الفوري للاشتباكات المسلحة في السودان والعودة لمسار الحوار وتغليب صوت الحكمة، كما عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، عن قلقه البالغ جراء حالة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، داعياً إلى التهدئة وضبط النفس.
ودعا البديوي جميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار بما يساهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق في ظل الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجب الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه، ويجنب المدنيين تبعات القتال.
