يعد سوق السبت ببلجرشي مزار سياحي تاريخي, وذلك نظراً لأنه لا يزال يعقد في مكانه وزمانه منذ 4 عقود ويختزن بداخله قصصاً وحكايات ترويها عراقة التراث القديم، وشعبية المكان ذي الإرث الكبير .
سوق السبت ببلجرشي بين الماضي والحاضر
سوق السبت يعود تاريخة لأكثر من 400 عام ومستمر حتي الآن
ويشار إلي أن سوق السبت, يعتبر من أكبر أسواق المنطقة الشعبية، ولا يزال يحتفظ برونقه التاريخي وطابعه القديم لأكثر من 400 عام، وقد كان السوق مقصداً تجارياً مهماً وموقعاً للصلح بين القبائل والخصوم، ومقصداً لطلب العلم، وموقعاً مهماً للتبادل التجاري، وممراً للحجاج العابرين عبر جبال السروات ذهاباً وإياباً.
وحتي الآن السوق ينعقد في موقعه القديم مطلع كل أسبوع حتى يومنا، إذ يجتمع فيه الباعة والمشترون رجالاً ونساء، يعرضون بضائعهم المصنعة محلياً والمستوردة، إضافة إلى ما تنتجه مزارعهم.
سوق السبت ببلجرشي بين الماضي والحاضر
تواجد النساء في سوق السبت
وللنساء نصيب من سوق السبت، حيث يحضرن لبيع البيض البلدي والحمام والدجاج وبعض الورقيات، فيما شاركت الأسر المنتجة في إعداد العديد من الأكلات الشعبية والموائد الطازجة التي تشتهر بها منطقة الباحة.
سوق السبت ببلجرشي بين الماضي والحاضر
أسباب شهرة سوق السبت
ونظراً لموقعه المميز في طريق الحجاج ووسط القرى المحيطة وسهولة وصول البضائع إليه من مرفأ القنفذة البحري، عبر عقبة حميدة وقوافل الحجاج القادمة من اليمن، فقد كان الموقع نقطة التقاء لعرض السلع، وكان الأهالي يعرضون ما لديهم من حبوب وثمار وفواكه، مما تنتجه أرض الباحة ودواجن ومواشٍ، ويشترون الحلي والصبغيات والأواني الفاخرة من تلك القوافل.
وقد زادت شهرة سوق السبت , علي أثر تطبيقه معايير صارمة للمتلاعبين بالمكاييل والموازين، وضبط النظام داخل السوق، فضلاً عن كونه منتدى ثقافياً لنقل أخبار القرى والقوافل.
كان للسوق حرمته وهيبته، فيمنع الاعتداء على أحد في حرم السوق، أو إشهار السلاح وحتى الثأر ينتهي داخل السوق، لذا نشأ ما يعرف 'بعقادة السوق' وهو اصطلاح كان يقال في السابق لما يعرف حالياً بمجلس إدارة السوق، ومن اختصاصهم حل المشكلات التي تحدث في ساحة السوق، وخاصة القبلية منها، ما أكسب السوق استقراراً دائماً وشهرة واسعة وجعله مقصداً لجميع المتبضعين والتجار وعموم أبناء المنطقة والمناطق المجاورة، ومراقبة الموازين والمكاييل، ومن يخالف تلك الأنظمة يعاقب ويشهر به في السوق.
التنظيم في سوق السبت
وفي سوق السبت قسم وخانة لكل نوع من البضائع, فهناك 'المسعارة' لكل أنواع الحبوب وما يباع بالكيل وآخر للنجارة، وقسم ثالث لبيع آلات والجانبي والهراوات ومعدات الزراعة، وقسم لبيع السمن والعسل، وقسم آخر للحطب، وخصص موقع لبيع المفارش الصوفية، وآخر لبيع الخضار والفاكهة ومكان لبيع المواشي.
اقرا ايضا: بالصور.. شاهد سحر الطبيعة في محافظة المندق بـ الباحة وتعرف علي أبرز مقوماتها السياحية