المستشفيات الملاذ الامن للمرضي بحثا عن العلاج ولكنه في احيان قد تتحول لكابوس مرعب ويتعرض فيها المرضي لاعتداءات مروعة ،فأحدي المستشفيات في بيريطانيا للصحة العقلية للاطفال متهمة بأساءات جسيمة في معاملة المرضى
ووفقا لصحيفة 'اندبندنت' فأن مستشفى للصحة العقلية للأطفال في المملكة المتحدة، كان قد تعرض لفضيحة بعدما كشف تحقيق أجرته الصحيفة عن مزاعم بإساءات جسيمة في معاملة المرضى، قد يعاد فتحه خلال أشهر بسبب ثغرة قانونية.
وسيجرى إغلاق 'مستشفى تابلو مانور' Taplow Manor Hospital في مدينة ميدينهيد في إنجلترا، في شهر مايو (أيار) المقبل، بعدما كشفت 'اندبندنت' عن ادعاءات بـ 'بإساءة معاملة منهجية' وسوء رعاية، تقدم بها أكثر من 50 مريضاً سابقاً. وتجري الشرطة البريطانية في الوقت الراهن تحقيقين في أداء المستشفى - أحدهما في وفاة مريض، والثاني في اغتصاب مزعوم لطفلة تورط فيه موظفون.
تعرضوا لجرعات دوائية مفرطة، وإصابات أثناء تقييد حركتهم
وتبين من التحقيقات التي أجرتها 'اندبندنت' أيضاً أن:
• مرضى زعموا أنهم 'عوملوا كحيوانات'، وتعرضوا لجرعات دوائية مفرطة، ولإصابات أثناء تقييد حركتهم
• هيئة 'الخدمات الصحية الوطنية' (أن إتش أس) NHS والجهات المنظمة تجاهلت لأكثر من عقد من الزمن، مؤشرات تحذير تتعلق بسوء الرعاية في المستشفى
• الأفراد من فريق عمل المستشفى الذين أبلغوا عن حدوث مخالفات، زعموا أن السبب في تعرض المرضى لأذى كبير'، يعود إلى الانخفاض المزمن في عدد العاملين
اقرأ ايضا:شنقت طفليها وأنهت حياتها.. حادث مروع يهز بريطانيا
استبدال بعض أجنحة المستشفى بخدمات علاج الحالات الحادة للبالغين
وكانت مجموعة 'أكتيف كير' Active Care Group التي تدير المستشفى، قد أكدت الأسبوع الماضي أنها ستقوم بإغلاقه، إلا أنها قالت في رسائل بعثت بها منذ ذلك الحين إلى موظفين، إنها تتطلع إلى إعادة تدريبهم في إطار خطط 'لإعادة فتح قسم لعلاج الحالات الحادة للمرضى البالغين'، وذلك في غضون أشهر.
وجاء في رسائل المجموعة: 'سنقوم باستبدال بعض أجنحة المستشفى، بخدمات علاج الحالات الحادة للبالغين، بالتالي لن نغلق المستشفى. وهذا يتطلب إجراء مزيد من التدريب لزملاء العمل أثناء انتقالنا إلى هذه الخدمة الجديدة'.
يشار في هذا الإطار إلى وجود ثغرة قانونية في اللوائح التنظيمية، تتيح لمقدمي الرعاية الصحية التقدم إلى هيئة الرقابة في هذا المجال، وهي 'لجنة مراقبة جودة الرعاية' Care Quality Commission (CQC)، لإعادة فتح المستشفى، وذلك على رغم إثارة مخاوف جدية في شأن العمليات التي أدت إلى إغلاقه.
لارا جونسون ممثلة مكان العمل في 'مستشفى تابلو مانور' لدى نقابة 'جي أم بي' GMB (وهي نقابة عمالية تضم أكثر من 460 ألف عضو يعملون في جميع القطاعات ومنها مرافق الرعايتين الصحية والاجتماعية)، كشفت للصحيفة عن 'مخاوف جدية في شأن الطريقة التي يمكن من خلالها لأية جهة أن تفكر بالسماح بمعاودة تكليف ’مستشفى تابلو مانور‘ تقديم خدمات الصحة العقلية للبالغين، عندما لا يتم التأكد من حصول أعضاء نقابتنا على جوانب الدعم والموارد التي يفتقرون لها حتى الآن'.
ولفتت إلى أن الموظفين أثاروا على نحو روتيني مخاوف تتعلق بالإفراط في الاعتماد على موظفين غير مدربين وعديمي الخبرة جرى التعاقد معهم، مما شكل ضغطاً على أعضائها الذين سبق أن تولوا أدواراً صعبة.
واعربت السيدة جونسون: عن املها في أن تفكر مجموعة ’أكتيف كير‘ في الأسباب التي تجعلها مسؤولة عن إيقاف ’مستشفى تابلو مانور‘ عن تقديم ’خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين‘ Child and Adolescent Mental Health Services (CAMHS)، بدلاً من سعيها إلى استبدال مجموعة من المرضى تقع تحت طائلة مسؤوليتها الجماعية... وإذا ما قامت بالتفكير بهذه الطريقة، فستصل إلى النتيجة نفسها التي توصل إليها كل عضو تحدثت معه هذا الأسبوع. وأرى أنه يتعين على المجموعة إغلاق ’مستشفى تابلو مانور‘ وتفادي الإخفاق مرة أخرى في الارتقاء إلى مستوى الرعاية الذي تدعي به على صفحات منشوراتها الترويجية البراقة'.
نتائج التحقيقات حركت لجنة المراقبة والجودة
وكانت النتائج التي توصلت إليها تحقيقات 'اندبندنت' قد حركت 'لجنة مراقبة جودة الرعاية' ودفعتها إلى إجراء تدقيق في أداء المستشفى، لتصنفه في وقت لاحق بأنه 'غير ملائم'. وحذرت الهيئة إدارته من أنها ستقوم بإغلاقه إذا ما فشلت في إجراء التحسينات المطلوبة. وقد قررت مجموعة 'أكتيف كير' في وقت لاحق إغلاقه.
يجدر التذكير هنا بأن مجموعة 'أكتيف كير' كانت قد تسلمت المسؤولية عن المستشفى من مجموعة 'هانتر كومب' Huntercombe Group في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2021، وتدير مستشفيات أخرى أثيرت حيالها أيضاً مخاوف تتعلق بالرعاية التي تقدمها، من بينها وحدة أطفال في مستشفى 'أيفيتسي بانك هوسبيتال' Ivetsey Bank Hospital في ستافوردشير، حيث كشف التقرير أيضاً عن أن الشرطة كانت تحقق في اعتداء جنسي مزعوم على مريضة.
وتصنف 'لجنة مراقبة جودة الرعاية' 'مستشفى تابلو مانور' بأنه غير ملائم جاء بعدما كشفت 'اندبندنت' عن مزاعم تتعلق بسوء الرعاية فيه .
ديبورا كوهين الرئيسة التنفيذية لمؤسسة 'إنكويست' Inquest الخيرية (تعنى بحالات الوفاة التي تتسبب بها الدولة)، التي تمثل العائلات في تحقيقات الطب الشرعي عقب الوفاة، لفتت إلى أن إعادة فتح 'مستشفى تابلو مانور' تشكل 'مصدر قلق بالغ'.
ورأت أنه 'في ظل مخاوف تتعلق باستخدام مقدمي خدمة الرعاية من القطاع الخاص، وبإشراف من هيئة ’أن إتش أس‘ و’لجنة مراقبة جودة الرعاية‘، لا بد من أن تشكل إعادة فتح هذا المستشفى لأي شخص يزيد عمره على 18 سنة، مصدر قلق شديد، خصوصاً بعدما تم الكشف عن وجود انتهاكات منهجية فيه'.
القوانين البريطانية تجيز اعادة فتح المستشفي
وبموجب القوانين البريطانية مرعية الإجراء في الوقت الراهن، فإنه يحق لمقدمي الرعاية الذين يغلقون خدمة ما، إعادة فتحها كخدمة بديلة، لكن يتعين عليهم التقدم بطلب الحصول على ترخيص جديد.
وخلال هذه العملية، يخضع المركز المزود للخدمة لأعمال التدقيق نفسها التي تخضع لها خدمة تم فتحها حديثاً، قبل الموافقة على منحها الترخيص وتسجيلها. لكن لن يتم تطبيق أي تقييمات سابقة للأداء على الخدمة الجديدة، كتصنيف 'غير ملائم'، الذي حصل عليه 'مستشفى تابلو مانور'.
وتقول توجيهات 'لجنة مراقبة جودة الرعاية' إنها تأخذ في الاعتبار التاريخ التنظيمي للخدمة، ونتائج التدقيق في أدائها، وتاريخ تسجيل المستشفيات المتاحة، من خلال إدارجه على موقعها الإلكتروني.
متحدث باسم مجموعة 'اكتيف كير' قال: 'نحن الآن في صدد تحديد الخيارات لـ ’مستشفى تابلو مانور‘. وسنناقش مع الزملاء العاملين في المستشفى أي خطط، ما أن تتوافر لدينا'.
وأكد أن 'أية خدمات محتملة جديدة في المستقبل، ستتبع جميع الإجراءات المناسبة، وسيتم بالطبع تنفيذ خطط التدريب الكاملة لها، قبل تطبيق أي تغيير في الخدمات المقدمة'.
اقرأ ايضا :بريطانيا: مواطنو دول الخليج أول المستفيدين من التأشيرة الجديدة
المراقبة والجودة تشترط الوفاء بالمعايير الاساسية
أما 'لجنة مراقبة جودة الرعاية' فأوضحت بلسان متحدث باسمها أن الهيئة الرقابية لديها أنظمة قوية نافذة، لضمان الموافقة فقط على الطلبات التي تشكل نموذجاً مناسباً وتثبت المستوى المطلوب من الجودة في الرعاية.
وأضاف المتحدث أن 'هذا يشمل على وجه التحديد، التدقيق في مدى ملاءمة المركز المزود للخدمة وجدارته في تقديم الأنشطة المنظمة، وقدرته على الوفاء بالمعايير الأساسية. ويشمل أيضاً التحقق من عمليات التوظيف التي يقوم بها مزود الخدمة، وما إذا كانت توجد لديه مستويات مناسبة من الموظفين المدربين والمؤهلين والعاملين من ذوي الخبرة على النحو المطلوب، إضافة إلى النظر عن كثب في التاريخ التنظيمي للخدمة ومقدم الطلب'مشيرا الى انه إنه سيتم رفض الطلب إذا ما فشل مزود الخدمة في الوفاء بالتوقعات والتشريعات التنظيمية المحددة.