كلنا تابعنا خلال الساعات الماضية التوتر الإقليمي بين إيران ودولة الاحتلال الصهيــ..يوني بسبب ضرب السفارة الإيرانية في سوريا منذ أيام مما استوجب على طهران الرد بقوة فجاء عن طريق ارسال مسيرات إلى قلب تل أبيب كرد على هذه الذريعة التي حدثت، لكن هل هذا الهجوم الإيراني هجوم حقيقي أم مجرد تمثيلية لحفظ ماء الوجه خصوصًا أن دول المنطقة لا تريد التصعيد لحرب عالمية قد لا يحمد عقباها، دعونا نتعرف على التفاصيل في السطور التالية في تحليل من عبده فايد على موقعكم المفضل صحيفة السعودي اليوم.
هل الهجوم الإيراني على الاحتلال الصهيوني حقيقي أم مجرد تمثيلية ؟
إيران بدأت هجومها على إسرائيل...هل الهجوم الإيراني حقيقي؟..أم مجرد تمثيلية؟..سوف أجيبك..من أين نبدأ؟..من الثورة الإيرانية..
منذ اللحظة الأولى لثورة الخوميني أدركت إيران أنها لا تستطيع إدارة حربها مع القوى العظمي، بصدام مباشر، لأن فارق القوة العسكرية كان ساحقًا، خصوصًا بعد عملية إعادة هيكلة الجيش والتخلص من بقايا نظام الشاه في العسكرية الإيرانية..كيف تدير إيران مواجهتها،خصوصًا ضد الولايات المتحدة الأميركية؟..إما بطريق غير مباشر أو من خلال حلفاء إيران الُجدد..وأين تدور رحى تلك الحرب..في ساحتين..الخليج ولبنان..
نبدأ من مواجهة إيرانية-أميركية خفيّة خلال الحرب العراقية-الإيرانية..إيران صبّت جام غضبها علي الكويت منذ نهايات العام 1986، بسبب سماح الكويت للعراق باستخدام ميناء الشيبة لشحن أسلحة سوفياتية، فضلًا عن إفساح المجال أمام البحرية العراقية لإستخدام الممر المائي بين الكويت وبوبيان..الكويت شعرت بالقلق فتوجّهت إلي القطبين، الإتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وطلبت منهما رفع أعلامهما علي الناقلات الكويتية، بحيث ترفع موسكو أعلامها علي 7 ناقلات، في حين يُرفع العلم الأميركي علي 6 ناقلات، ولأن واشنطن كانت تخشي من مزاحمة موسكو لها في منطقة نفوذ تاريخية كالخليج، فقد وافقت علي رفع أعلامها علي كل الناقلات الكويتية، بموجب اتفاق وُقّع بين البلدين في 2 مارس 1987.
في ذلك الوقت كانت البحرية الإيرانية قد تكبّدت خسائر كبيرة إبان الحرب مع العراق، علي صعيد الأفراد، فقدت كوادر مُدرّبة بسبب حملات التطهير التي أعقبت الثورة، وعلي صعيد العتاد، فقدت فرقاطتين وكاسحتي ألغام وغواصة، ولم يكن بمقدورها شراء سفن جديدة، والأسوأ أنها واجهت مشاكل في صيانة ما تبقي لديها من قطع بحرية، أما علي صعيد التسليح، فقد انتهي العُمر الإفتراضي للصواريخ البحرية العائدة لزمن الشاه، وتبقّي لدي إيران ترسانة معظمها من طراز السفن البريطانية الهجومية ‘‘Saram Class‘‘، فضلًا عن ترسانة من صواريخ سي كيلر الإيطالية.
أدركت طهران سوء وضع البحرية، وبالتبعية استحالة التورط في مواجهة مباشرة مع البحرية الأميركية التي تؤمن الناقلات الكويتية، فلم يكن أمامها سوي حل وحيد، وهو زراعة ألغام مغناطيسية وصوتية عائمة بواسطة فرع بحري جديد للحرس الثوري الإيراني مكوّن من 20 ألف شخص، ومزوّد بعدد كبير من السفن الصغيرة والزودياك المطاطية وسفينة اعتراض سويدية بطول 42 قدم، وتلك القوة كُلّفت بزرع الألغام فضلًا عن تنفيذ أعمال انتحارية ضد السفن الكُبري.
كان الإختبار الأول لتلك الاستراتيجية في 21 يوليو 1987 عندما بدأت الإتفاقية الأميركية-الكويتية دخول حيز النفاذ، بعد 4 أشهر من توقيعها، أمضتها الولايات المتحدة في تجهيز القوة الحربية المرافقة للناقلات، والتي أطلقت عليها اسم العملية Ernst Will، وبدأت قوة أميركية مكوّنة من 4 فرقاطات و3 طرادات ومدمّرة في مرافقة الناقلات، لكن القوة الأميركية كانت عاجزة عن التعامل مع الألغام الإيرانية، التي دمّرت أول ناقلة نفط كويتية وهي بريدجتون..ومن هنا بدأت المواجهة الإيرانية-الأميركية..بينما كان الخوميني في الأمم المتحدة، اكتشفت طلعات الهيلكوبتر الأميركية سفية إيرانية صغيرة تحمل اسم Iran Air، تقوم بزراعة الألغام، فصوّرت أنشطتها حتي انتهت، ثم أغارت عليها، فقتلت خمس من طاقمها وأسرت 26 وعرضت القصة أمام العالم، وأحرجت الخوميني في القاعات الأممية، بينما اكتفي هو بالتكذيب والنفي..
بحلول نهايات 1987 كانت إيران قد امتلكت ورقة ضغط أخري علي الكويت، وهي صواريخ جديدة حصلت عليها من الصين من طراز Silk Warm، زنة 3000 كجم، ومدي 95 كم، وقادرة علي حمل رأس متفجّرة ما بين 500-1000كجم، وكانت أول أهدافها هي سفينة بترول ليبيرية أمام الشواطئ الكويتية في أكتوبر 1987، ثم ناقلة بترول كويتية تحمل العلم الأميركي قرب ميناء الأحمدي، وهنا ردّت المقاتلات الأميركية بتدمير منصتي بترول إيرانيتين.
لكن العام 1988 كان الأسوأ في المواجهة، عندما نجح لغم إيراني في إغراق المدمرة الأميركية صمويل روبرتس، فكان الرد الأميركي كبيرًا بإطلاق عملية ‘‘ Praying Mantis‘‘ التي استهدفت المياه الإقليمية الإيرانية ودمّرت 6 سفن حربية ومنصتي نفط، قبل أن تبلغ واشنطن في انتقاميتها حد استهداف المدنيين في يوليو من نفس العام، بقصف طائرة ركاب إيرانية أثناء إقلاعها من مطار بندر عباس متوجهةّ إلي مطار دبي، ما أسفر عن مقتل 290 فرد..وهنا يُمكنك العودة في معظم التفاصيل لكتاب المشير عبد الحليم أبو غزالة ‘‘ الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988‘‘، تحديدًا فصل ‘‘حرب الإستنزاف تستمر والغرب يدخل الحرب‘‘، ص:ص 203-235.
الحرب الأهلية اللبنانية كانت ساحة موازية لإيران للرد علي الغرب عمومًا والأميركيين بالأخص..الحوادث الأشهر كانت تفجير السفارة الأميركية ومقتل 44 من عناصرها ثم التفجير الهائل الذي هزّ بيروت عام 1983 والذي أودي بحياة 299 جندي من بينهم 241 من المارينز الأميركيين، و58 جندي فرنسي، ولم يتوقف استخدام لبنان كساحة تصفية حسابات، لكن ما تطوّر هو إضافة سلاح إيراني جديد، الرهائن الأجانب..
وليم فرانسيس باكلي مدير محطة الإستخبارات الأميركية في بيروت كان أشهر ضحاياها المقتولين، وهو الذي عهدت إليه واشنطن بتأسيس المحطة الإستخباراتية الجديدة في بيروت، بعد تفجير السفارة، لكن الإيرانيين لم ينخدعوا في الهوية التي كان يتجوّل بها بوصفه دبلوماسي، وكانت بحوزتهم أدلّة من وقت اقتحام السفارة الأميركية في طهران، تُشير لهويته الإستخباراتية، فاختطف وعُذّب وتم تصوير التعذيب وإرساله علي 3 شرائط فيديو لواشنطن، وفي الأخير قُتل.
أما صحافي الأسوشيتيد برس تيري أندرسون كان أشهرهم من حيث طول مدة الإختطاف التي جاوزت خمس سنوات..إيران كانت المسئولة عن خطف 44 أجنبيًا من بينهم 17 أميركيًا، قُتل منهم 3، والباقي موزّع بين جنسيات أجنبية أخري، واستخدمت إيران بعضهم في معارك سياسية أوروبية، والحادثة الأكثر ترويعًا بمعني كلمة ترويع، يُمكنك مراجعتها من شهادة الدبلوماسي الفرنسي ‘‘إيريك رولو‘‘ في حديثه لبرنامج ‘‘رحلة في الذاكرة‘‘ علي روسيا اليوم، في حلقة حملت عنوان ‘‘كواليس اختطاف الرهائن الفرنسيين في لبنان‘‘، وهو يتحدث عن فترة تكليفه من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران للعب دور المفاوض في عملية الإفراج عن 5 رهائن فرنسيين في لبنان.
توجّه رولو لطهران، والتقي بمحسن رفيق دوست من الحرس الثوري، واتفقا علي شروط الإفراج، مليار $ لطهران، فضلًا عن إقناع صدام بالإفراج عن إثنين عراقيين موالين لطهران، سبق وسلمتهما باريس لبغداد، واتفق الجانبان فعلاً، قبل توقف المفاوضات لسبب مذهل، وهو توجه المعارضة الفرنسية بطلب من زعيمها شيراك إلي طهران لتعطيل الإفراج عن مواطنيهم الفرنسيين، حتي يبدو ميتران في موقف ضعيف، ويفوز الجمهوريون بالإنتخابات البرلمانية، ويتقاسم شيراك السلطة كرئيس وزراء مع الرئيس الإشتراكي ميتران، مقابل مضاعفة الإمتيازات الممنوحة لطهران، ومنها دفع المليار $ في 6 أشهر بدلًا من 3 سنوات.
والنتيجة تأخر الإفراج وفوز شيراك، الذي لم يف بوعوده للإيرانيين، فكان أن امتدت فترة اختطاف المواطنيين الفرنسيين في لبنان لأربع سنوات كاملة..وبالطبع كانت الأراضي الخليجية ساحة أخري للمواجهة من تفجيرات الكويت عام 1983، وحتي قتل 19 ظابطًا أميركيًا في تفجيرات الأبراج السكنية بالخبر السعودية عام 1996، على يد تنظيم ‘‘حزب الله الحجاز‘‘ ومن العام 2003 أصبحت العراق الساحة الميدانية الفُضلي لطهران لإستهداف القوات الأميركية، أو بإقناع بشار الأسد بفتح الحدود أمام حركة عبور المقاتلين السُنة إلي العراق.
السلوك الإيراني على الدوام في الصدام كان التحرك من وراء الستار..مع الولايات المتحدة..وبالتأكيد مع إسرائيل..لطالما تجنبت طهران خوض حرب مباشرة مع تل أبيب..أدراتها فقط من خلال الضغط الإقليمي وتأسيس شبكات شبه نظامية تحّل محل الشبكات الدولتية التي شكلتها دول الطوق خلال فترة المواجهة العربية الإسرائيلية..وسلاح إيران كان بالتأكيد سوريا، التي استخدمت كممر لتهريب التقنية الإيرانية الحديثة لأيدي حزب الله، الذي تنامت قوته المحلية ليصبح الفاعل الاهم في الساحة اللبنانية، والخطر الإقليمي الأكبر في مواجهة إسرائيل..وبالفعل أصبحت القوة العسكرية لحزب الله مهيبة..قرابة 200 ألف صاروخ منهم 30 ألف صاروخ جاد مدى 10-20 كم..80 ألف صاروخ من طرازات خيبر وفجر ورعد يصل مداها إلى 100 كم..40 ألف صاروخ من طراز فاتح 110 والذي يصل مداه ل 300 كم.
ليس فقط حزب الله..بل كذلك الأراضي الفلسطينية..كانت الحاضنة الرسمية على الدوام للمقاومة الفلسطينية هي الحاضنة العربية..تأسست منظمة التحرير من قلب القاهرة أواسط الستينات..وباشرت أعمالها العسكرية الميدانية من الأردن قبل استئصالها من الملك حسين، ثم من لبنان قبل أن تتحالف عليها القوى الرجعية المارونية من القوات والكتائب وتخرج من بيروت بعد الغزو الإسرائيلي..ثم تزايد الحصار بعد فقدان الدعم المالي الخليجي في أعقاب الانحياز العرفاتي لصدام في حرب الكويت..تجففت الحواضن الميدانية والموارد المالية فذهبت منظمة التحرير للتطبيع مع إسرائيل..وصعد على الساحة نجم جديد وهو الحركات الإسلامية التي رفضت التطبيع وأصرّت على خيار المقاومة..الأول هو الجهاد ومن بعدها حركة حماس.
حركة الجهاد الإسلامي التي أسسها فتحي الشقاقي أدارت عملياتها الكبرى بدعم إيراني مثل عملية بيت ليد..كان الشقاقي نفسه يذهب لطهران ويقيم في دمشق بعد إخراجه من قطاع غزة..وهنا تستطيع مشاهدة وثائقي الجزيرة ‘‘اقتلوه خارج دمشق‘‘..وبالفعل قُتل الشقاقي في قبرص في عملية اغتيال إسرائيلية، لكن الدعم الإيراني لحركة الجهاد لم ينقطع..حركة حماس كذلك..حوصرت من العرب أجمعين، ووجدت مبتغاها في ‘‘معسكر المقاومة‘‘..وشواهد الدعم الإيراني بالتأكيد كبيرة..لكن على سبيل المثال يمكنك الرجوع لوثائقي الجزيرة عن ‘‘الزواري‘‘ مهندس الطائرات المسيرة لحركة القسام..والذي تلقى قسطًا من التدريب في إيران.
لكن ولا مرّة خاضت إيران حربًا مباشرة مع إسرائيل..استطاعت خلق وتمويل بؤر توتر طويلة الأمد تستنزف إسرائيل على النطاق الحدودي..وتضمن توجيه الجهد التعبوي الإسرائيلي لمواجهة مخاطرها، دون الالتفات للبناء التراكمي الاستراتيجي لإيران في صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليسيتية والأهم البرنامج النووي..بل كانت تلك الساحات ميدانًا لتجربة القدرة العسكرية الإيرانية وإعادة بناء قوة وسمعة إقليمية تضمن لها مكانًا أفضل على طاولة المفاوضات مع القوى العظمي..أما تلك المرة فهي مختلفة.
قد لا يكون الرد الإيراني عملاقًا من وجهة نظر الكثيرين..طائرات مسيرة تُطلق وتصل بعد 9 ساعات..وكان الأجدى أن تستخدم إيران ترسانتها الصاروخية الكبيرة لتوجيه ضربة قوية لإسرائيل..صحيح..لكن استراتيجيًا هذا تطور هائل في الصراع..إيران تواجه لأول مرة إسرائيل بصورة مباشرة..إيران تقصف إسرائيل من حيزها الإقليمي..إيران لا تعتمد على الحلفاء..بل قادرة على وضع المنطقة كلها في حالة تأهب وجرّ المنطقة كلها بل والعالم لحرب عالمية..وهذا وضع فُرض على إيران..لم يكن بإمكانها تجاهل الرد وفي نفس الوقت لا تستطيع الرد بصورة ساحقة..لأنها سوف تكون سياسة الأرض المحروقة..ستوجع إيران إسرائيل وسوف تفتح عليها حربًا هائلة من كل الجبهات..لكن في المقابل حرب أميركية-إسرائيلية شاملة تدمر القوى العسكرية الإيرانية..فكأنها وقتئذ عندما ترد عن نفسها فإنها تدمر نفسها كلية..وهذا تكتيكًا واستراتيجيًا غير منطقي.
إسرائيل تحاول منذ عقد ونصف استعداء أميركا ضد إيران..حاولت مرات وفشلت..وربما أرادت من قصف القنصلية الإيرانية إحداث حالة إرباك تدفع لرد إيراني قياسي، يسقط مئات وألوف القتلى الإسرائيليين، فتعيد إنتاج الوحدة الداخلية الإسرائيلية المفقودة من حرب غزة، ومن طرف آخر تستجلب أميركا للصراع، فتحقق هدفها الأكبر بإسقاط نظام الحكم في إيران..وتكون حرب غزة قد حققت أكبر أهدافها..قطع منبع التمويل والسلاح..وليس فقط مواجهة حركة حماس الصامدة..ولا يمكن لصانع القرار الإيراني الإنجرار لمثل هذا الفخ..فكانت الضربة بأهدافها المحدودة..إيصال رسالة بأننا نستطيع الوصول للعمق الإسرائيلي..نستطيع تجاوز الخطط الحمر بالضرب من أراضينا..نستطيع استنفار تلك المنطقة وجرها لخراب دائم..فإمان ضبط أميركي للسلوك الإسرائيلي وإما حرب الكل ضد الكل.
من ينتظر حربًا إيرانية شاملة..لن يجدها..ومن يقيس الحرب بضربات ساحقة مدمرة..فتلك مقاييس غير دقيقة..القوة أن تستمر في مشروعك..تستثمر في بناء قوتك الداخلية والإقليمية..وتكون ضرباتك على وزن الحدث..لا أقل منه ولا أكثر..وتنتظر..ذات مرة سئل الزعيم الصيني دينج شياو بينج عن الصمت الصيني في مواجهة العقوبات القاسية على الصين بعد أحداث تياننمين..فردّ وقال ‘‘ راقب بحذر، تمسَّك بالأرض التي تقف عليها، كن هادئًا، من السيئ بشدة أن تفقد الصبر، كن هادئًا من جديد، وحينما تسنح الفرصة، يجب أن ننقض لتحقيق شيء كبير لأنفسنا؛ للصين‘‘..وهذا بالظبط ما تفعله إيران..إيران تصبر ولا تنجر..تتحرك ببطء في حين يسرع الآخرون ويخطئون..تراكم قوتها في حين تفقد دول جوراها قوتهم تدريجيًا..بدأت ثورة منبوذة إقليميًا وانتهت لإحدى القوى الكبرى في الإقليم..وبالتأكيد ألف مرة..سوف تكتسب موقفًا أقوى حين تكون أول دولة منذ 40 عام تستهدف العمق الإسرائيلي من قلب أراضيها..وتلك خطوة لها ما بعدها.