على الطريقة الهندية.. كيف تغطى مصاريف رمضان والعيد معًا دون أزمات مالية:؟.. سعود بن بدر يجيب


الاثنين 03 ابريل 2023 | 04:51 مساءً
بدر بن سعود الكاتب
بدر بن سعود الكاتب
فريق- السعودى اليوم

يحبس البعض الأنفاس بحثًا عن حل لمعضلة نقص الموارد المالية فى شهرى رمضان وشوال، بعدما التهمت استعدادات استقبال شهر رمضان جزء كبير من الرواتب، خاصة مع تزايد معدلات استهلاك الأسر من الطعام والمشروبات خلال الشهر المبارك.

قدم الكاتب بدر بن سعود حلولًا سريعة لمن أوقع نفسه في ورطة نقص الموارد المالية في رمضان، وهو ترشيد النفقات إلى الحد الأدنى لتجاوز معضلة شوال، والتى تركز بشكل أساسى على الادخار بشكل مسبق من خلال الاستقطاع الجزئي المنتظم، ومن ثم يضعوها في صندوق طوارئ أو حساب مستقل لاستخدامها عند انقطاع الراتب، أو عند ترك الوظيفة بالاختيار أو بالإجبار، وعند الانتقال بين الوظائف، وبما يجعل الحياة تسير على نفس الوتيرة لأطول فترة ممكنة.

صندوق الطوارئ

وقال 'سعود'، خلال مقال له منشور في صحيفة 'الرياض' بعنوان 'لا تكن ضحية للخذلان في شوال'، إن الكلام عن توفير السعوديين من راتبي فبراير ومارس لتغطية مصاريف رمضان والعيد معاً، اقتراح مرتجل وبعيد عن أبسط أبجديات التخطيط المالي، لأن المشكلة ستكبر في العام المقبل، فالفارق بين العامين الهجري والميــلادي يزيد سنــــوياً، وبمعدل 11 يوماً في المتوسط، وفي كل 30 عاماً تصل الفجوة إلى عام كامل.

ترشيد النفقات

وأشار إلى أن الحل الممكن لمن أوقع نفسه في ورطة نقص الموارد المالية في هذا الرمضان، هو ترشيد النفقات إلى الحد الأدنى لتجاوز معضلة شوال، ما لم يتهور وينفقها بالكامل، بالإضافة لترتيب أموره المستقبلية بشكل أفضل، والتفكيـر في طريقة ذكية ومضمونة، كاتباع الطريقة الهندية في الادخار، وشراء قطعة ذهب في كل شهر وبمبلغ معقول، وتركها كاستثمار طويل الأجل، أو الاستثمـارات الصغيرة في الأصول التقليدية، كالعقارات والأسهم والسندات، ولا بد من استشارة العارفين.

تحفيز الادخار

وتابع: المســألة بالتأكيد تحتـاج إلى وقت وتجربة متراكمة يمكن تطويرها، ومن الأمثلة الجادة والجيدة، ما يقوم به صنـــدوق التنمية الاجتمـــاعية، وبإشراف من البنك المركزي السعــودي، وذلك بتطويره أداة لإدارة الدخل للبالغين اسمها (زود)، وثانية لمن تتراوح أعمارهم ما بين 6 أعوام إلى 18 عاماً يسمـــونها (زود الأجيال)، والأداتان تعملان على وضع ميزانية للادخار ومتابعة النفقات، وتعزيز السلوكيات المالية والادخارية السليمة بين الأطفال والمراهقيـــــن، وقد مكنت 170 ألف عميل من ادخار مبالغ تتجاوز قيمتها 91 مليـــــون و400 ألف دولار، وذلك في أقل من 4 أعوام، بحسب إحصاءات 2023.

الميزانية الشخصية

وتطرق 'سعود' إلى خطة الإنفاق الواعى التى أطلقها الكاتب الأميركي راميت سيثي فى عام 2009، بديلاً لفكرة الميزانية الشخصية، وقسم فيها الراتب لأربعة أجزاء، الأول يختص بالنفقات الثابتة وحصته 50 % مع إضافة 10 % لتغطية الاحتياجات غير المجدولة أو الطارئة، والثاني يتم ادخاره ونسبته 10 % ويوجه للمصروفات المستقبلية ولمواجهة التقلبات المالية غير المحسوبة، والثالث للاستثمار وبنسبة 15 % وبما يضمن دخلاً إضافياً مأموناً بشكل دوري، والرابع ونسبته 15 % يصرف على ما ترغب فيه العائلة، وإن كان من الكماليات، كالترفيه الأسبوعي، وشراء ملبوسات أو ماركات معينة، وسياسة الشراء في هذه الجزئية، يفترض أن تكون محكومة بالحافز والرغبة الفعلية، وبطريقة تبتعد عن العشوائية، وتهتم بقيمة الشيء لا سعره، ووجهة النظر السابقة مقبولة عندي.

الادخار عند السعوديين

وأضاف أن أن متـوسطي الـدخل من السعــوديين لديهم ظروف مركبة، والتزاماتهم المالية تستقطع ما نسبته 60 % من رواتبهم في كل شهر، ولا يتبقى لهم إلا 40 % للمصروفات الأساسية كالمواد الغذائية والماء والكهرباء.

وتابع: الادخار عند السعوديين، وفق إحصاءات 2021، وصل إلى 4 %، مقارنة بـ40 % في الصين، واليابانيون يصنفون من بين أفضل الشعوب المدخرة وبنسبة 35 % من الراتب الشهري، ضمن ما يعرف بفن الادخار الياباني أو (كاكيبو)، وتأتي في المرتبة الثالثة أميركا بعد كورونا وبنسبة 27 %، ومن ثم الهند بنسبة 23%. 

اقرأ أيضا