برفيسور امريكي يتوقع زوال حكومة نتنياهو ..ويطالب إسرائيل بانهاء الصراع مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين


وصف تصريحات وزير المالية الاسرائيلي حول الفلسطنيين ..بالبغيضة

الجمعة 31 مارس 2023 | 01:06 مساءً
رئيس الوزراء الاسرائيلي مع وزير ماليته
رئيس الوزراء الاسرائيلي مع وزير ماليته
فريق_السعودى اليوم

توقع البروفيسور ألون بن مئير، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك وزميل بمعهد السياسة الدول زوال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،قائلا أن التصريحات البغيضة التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي مؤخرًا تظهر الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو وعدم مسؤوليتها والأضرار التي ألحقتها بإسرائيل،وسيستمر هذا الضرر طالما بقيت هذه الحكومة القومية المتطرفة في السلطة.

ادانة دولية لتصريحات وزير المالية الاسرائيلي

وزير المالية الاسرائيليوزير المالية الاسرائيلي

واضاف الكاتب فى مقال له فى شبكة CNN الأمريكية أن التصريح الأخير المستنكر الذي أدلى به وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن قرية حوارة الفلسطينية 'ستُمحى'، هو أمر لا يُستهان به. وبعد أسبوع فقط صرح بأنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أثار بحق إدانة دولية واسعة النطاق موضحا أن تصريحات سموتريتش المرعبة للغاية لن تقوض بشدة عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية التي تعيش في سلام مع إسرائيل فحسب، بل ستمنع أيضًا أي دولة عربية أخرى من تطبيع العلاقات مع إسرائيل طالما كانت حكومة نتنياهو في السلطة.

وتابع فى مقاله ان مثل هذه الأقوال القبيحة ستجعل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في مقدمة ومركز الصراع، وهو الأمر الذي أرادت إسرائيل، وخاصة هذه الحكومة المتعصبة، تجنبه لأنها تتظاهر بأن الاحتلال أمر طبيعي وأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي استمرّ حتى الآن 75 عامًا لا عواقب له.

واستكمل البروفسور بن مئير ان خطورة ما قاله سموتريتش، زعيم الحزب الصهيوني الديني القومي المتطرف، من المهم أن نقتبس منه حرفيا. في المقام الأول قال: 'أعتقد أن قرية حوارة يجب أن تُمحى. أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك'، الأمر الذي أثار احتجاجات دولية غير مسبوقة.

وتابع :بدلاً من إدانته بأشد العبارات، زاد رئيس الوزراء نتنياهو الطين بلّة من خلال وصف إعلان سموتريتش الصادم في تغريدة بعد أربعة أيام، بأنه 'غير مناسب'. غير مناسب؟ القول بأن إسرائيل يجب أن تمحو قرية فلسطينية بأكملها بها ما يقرب من 6000 رجل وامرأة وطفل هو أمر غير مناسب؟ لكن نتنياهو شكر بعد ذلك وزيره على التراجع عن تصريحه بدلاً من توبيخه. كم هو سخيف ومثير للاشمئزاز!

واضاف :وفي باريس، بعد أسبوع واحد فقط، أدلى سموتريتش بتأكيده الثاني الأكثر إثارة للغضب، حيث قال: 'لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني'، مجادلًا: 'من كان أول ملك فلسطيني؟ ما هي لغة الفلسطينيين؟ هل كانت هناك عملة فلسطينية من قبل؟ هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا شيء'. وفي حين أن هذا التصريح كان غريبًا، فإن ما أثار غضب الأردن على وجه الخصوص والدول العربية الأخرى بما يتجاوز الكلمات هو أن المنصة التي كان يقف عندها كانت مزينة بأشكال مختلفة من الأعلام الإسرائيلية وكانت تظهر خريطة مكبرة لإسرائيل شملت الضفة الغربية وغزة، ومعظم مناطق الأردن.

وحذرت وزارة الخارجية الأردنية الغاضبة من خطورة استمرار هذه الأعمال المتطرفة التي أصدرها الوزير ذاته، مضيفة أن تصرفات سموتريتش تنتهك معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن رد وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن إسرائيل 'ملتزمة باتفاقية السلام لعام 1994 مع الأردن وتعترف بوحدة أراضي الأردن' كان ضروريًا بوضوح، فإن البقعة التي تُركت وراءها ستظل باقية ما دام نتنياهو في السلطة.

وتابع البروفيسور ألون بن مئير: ينبغي في الواقع لنتنياهو أن يكون على علم بآراء وزيره منذ فترة طويلة في ازدراء الفلسطينيين وإنكار حقهم في دولة؟ هذا هو الوزير الذي كلفه نتنياهو أيضا، وليس بأقلّ من ذلك، بالوحدة الإسرائيلية التي تسيطر على المعابر الحدودية والتصاريح للفلسطينيين. يعتبر هذا الأمر أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بالأردن، وهو حساس للغاية لأي اقتراح بأن الأردن هو فلسطين، أو الأسوأ من ذلك أن الأردن جزء لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى، كما يرغب في ذلك العديد من القوميين الإسرائيليين المتطرفين. إن الادعاء بأن العلم البغيض كان مجرد زخرفة، كما حاول بعض المسؤولين الإسرائيليين التعليل به، فإن ذلك يصفع العالم في الوجه بخداع وتضليل نتنياهو وزمرته المراوغة.

تصريحات تحريضية، متناقضة مع القيم الأخلاقية والإنسانية

وتسائل البروفيسور وماذا عن ردود فعل المجتمع الدولي على وزير المدافع الفضفاض هذا الذي تسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه لمكانة إسرائيل في نظر أصدقائها وحلفائها؟ أعربت عشرات الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وتركيا وكندا وسويسرا، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، عن استيائها الشديد. لقد وصفوا تصريحات سموتريتش غير المنضبطة بأنها غير مسؤولة، بغيضة، غير مقبولة، لا تطاق، خطيرة، طائشة، تحريضية، متناقضة مع القيم الأخلاقية والإنسانية، محرضة، استفزازية، مخزية، وغير مفيدة على الإطلاق.

وتابع :سيكون لتصريحات سموتريتش تداعيات خطيرة على علاقات إسرائيل مع الدول العربية على عدد من الجبهات التي لا يمكن تخفيفها طالما نتنياهو وشركاؤه في السلطة، حيث لن تثق أي دولة عربية بما تقوله أو ستفعله هذه الحكومة. لقد فقدت حكومة نتنياهو مصداقيتها ولن تخفف أي ضمانات من مخاوف الدول العربية.

واستكمل :هذا من وجهة نظري سيسرع في زوال حكومة نتنياهو،و لن يقبل الوزيران الأكثر تطرفاً، سموتريتش وبن غفير، اللذان ، بأي انفتاح سلمي تجاه الفلسطينيين، خاصة الآن بعد هزيمة نتنياهو في جهوده لإخضاع القضاء الإسرائيلي لأهواء السياسيين، ومنهم هذان الاثنان المنشقان اللذان يُعتبران من أشد المؤيدين لذلك.

واختتم البرفسورألون بن مئير قائلا ، ما حدث في اسرائيل في الأيام الأخيرة قد يكون نعمة مقنّعة. قد يستيقظ الإسرائيليون على حقيقة أن ما يحتاجون إليه الآن هو جيل جديد من القادة الذين لديهم رؤية، ولكنهم أيضًا عمليون ويفهمون أن أمن إسرائيل ورفاهها في المستقبل يعتمد على تطوير علاقات متينة وتقدمية مع الدول العربية على أساس الثقة المتبادلة الحقيقية.

ولتحقيق ذلك، يجب على إسرائيل ألا تدخر جهداً لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، الذي سيكون مفتاح الاستقرار والسلام العربي - الإسرائيلي الشامل. 

اقرأ أيضا