انقضى أول شهر رمضان المعظم، الشهر الذي يحمل معه منح وعطايا الله سبحانه وتعالى للناس، وسنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، منها السحور، الذي كام بدوام عليه خير البرية.
فوائد وفضل سُنة السحور
حرصا من صحيفة 'السعودي اليوم' على توفير التغطية الخدمية الشاملة لقُرائها في الشهر الكريم، ننشر لكم فوائد وفضل سُنة السحور.
فوائد وفضل سُنة السحور
دعانا رسولنا الكريم بعدم تجاهل سنُة السحور، لما لها من فوائد عديدة سواء من الناحية النفسية أو الجسدية.
ما السحور؟
فضائل وبركات وأهمية السحور في رمضان
ما الوقت الصحيح للسحور؟
السحور استحضار لرحمة الله عزّ وجلّ بعباده، وهو طعام يتناوله المسلم في وقت محدد يسمى (وقت السَحَرْ) ليتقوّى فيه على صيام النهار في شهر رمضان المبارك، حيث يبدأ من منتصف الليل وحتى أذان الفجر، قال الشافعي: “وقت السحور بين نصف الليل وطلوع الفجر”.
وقد حث الرسول ﷺ على القيام بهذه السُّنة لما لها من فوائد وأهمية للصائم بشكلٍ خاص في شهر رمضان، ولمن يرغب في صيام النوافل (كصيام يومي الاثنين والخميس من كل شهر) بشكلٍ عام.
ما فضائل السحور؟
مع أن هناك بعضًا من الأشخاص الذين لا يُعيرون هذه السُّنة الكثير من الأهمية، إلا أن معرفة فضائل السحور سوف تغير لديهم هذه المفاهيم، ومن هذه الفضائل:
١.الزيادة في الخير والصحة والوقت
في حديث عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن النبي ﷺ أنه قال: 'تسحَّروا فإن في السَّحور بركة'.
٢.بركة للمسلم في صحته التي يجب ألا يستهين بالعناية بها، وبركة في الوقت، وبركة في اجتماع العائلة على طاولة واحدة قبل أداء فريضة صلاة الفجر، وبركة في أن جميع أفراد العائلة سيصلون الفجر حاضرًا وجماعة، مما يزيد من رحمات الله وبركاته وغفرانه على أهل هذا البيت.
٣.يساعد السحور على تقوية المرء لأداء فريضة الصوم، في حديث عن ابن عباس (رضي الله عنه)، عن الرسول (ﷺ) أنه قال: “اسْتَعِينُوا بِطعام السَّحَر على صِيام النَّهار، وبالقَيلولة على قيام اللَّيْل”. أخرجه ابن ماجه.
٤.يعمل السحور على تهيئة الجسم لتحمل مشقة الصوم الطويل ويزيد من نشاطه، فضلًا عن أهميته في تقوية العبد المسلم على طاعة الله جل جلاله.
٥.السحور استحضار لرحمة الله عزّ وجلّ بعباده، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: عن عبد الله بن عمر (رضى الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: 'إن الله وملائكته يُصلّون على المتسحّرين'، المحدث ابن حبان، والحديث صحيح.
٦.يستطيع العبد في وقت السحور والهدوء الذي يملأ هذا الوقت، يستطيع التقرب من الله والدعاء له، حيث أن الله سبحانه وتعالى وملائكته يُصَلّون في وقت السحور على العباد، كما ويتفاخر سبحانه وتعالى أمام ملائكته بهؤلاء العباد الذين يَدعون نومهم وراحتهم ليقوموا ويتواصلوا بعبادتهم مع الله عزّ وجلّ، ويؤدوا أوامر رسوله ﷺ، وبالتالي يعتبر السحور من أفضل الأوقات للتقرب لله والتجلي بحضرته.
٧.السحور وقت إجابة الدعاء، حيث في فترة السحور ينزل الله عزّ وجلّ (بقدسيّته وجلاله نزولًا يليق بعظمته فليس كمثله شيء) إلى السماء الدنيا حتى طلوع الفجر، ويقول عزّ من قائل: 'هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبُ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له'.
٨.وقت السحور هو ساعات قليلة يجب أن يستغلها العبد في الذكر والاستغفار والتسبيح، إضافة لتناول هذه الوجبة الخفيفة، والدعاء لله عزّ وجلّ بكل ما يحتاجه من أمور الدنيا أو الآخرة، قهي من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء وبإذن الله تعالى كلها مستجابة.
٩.السحور مخالفة لأهل الكتاب من النصارى واليهود: من أكثر بركات وفضائل السحور أن المسلم باتباعه هذه السنة، يُخالف اليهود والنصارى الذين لم يكن عندهم هذه المنحة، فقد كان الرسول ﷺ يحرص على الاختلاف والتميز عن أهل الكتب السماوية الأخرى في العبادات المشتركة بيننا وبينهم.
وروى عمرو بن العاص (رضي الله عنه) عن النبي (ﷺ) أنه قال: 'إن فَصْلُ ما بيْنَ صيامِنا وصيام أَهل الكتاب أَكْلَةُ السَّحَر'. المحدث: مسلم، في صحيح مسلم وهو حديث صحيح. ومعنى (أَكْلَةُ السَّحَر) أي تناول الطعام وقت السَّحَر.
وثبت أن أهل الكتاب (من يهود ونصارى) كانوا إن أفطروا بعد صيامهم ثم ناموا لا يحل لهم معاودة تناول الطعام أو الشراب، أما الدين الاسلامي فقد أعطى للمسلم الرخصة في تناول الطعام والشراب منذ الإفطار حتى آذان الفجر، بدليل قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية (187): {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}.
ما فوائد تناول السحور؟
١.يخفف السحور الإحساس بالجوع والعطش خلال نهار الصيام، وخاصة عندما يكون الصيام في الجو الحار.
٢. حثنا الرسول ﷺ على تناول السحور، لأنها تمنع الشعور بالصداع، والتعب وما يرافقه من إعياء خلال النهار.
٣.تخفف من الشعور بالخمول والنعاس والكسل.
٤.تعمل وجبة السحور على إبقاء الجهاز الهضمي نشيطًا، صحيًا، ويتهيأ لاستقبال وجبة الفطور بقوة.
هل يجوز تأخير السحور؟
شرّع الرسول ﷺ في حديثه التالي تأخير السحور وذلك ليعطي للنفس الفرصة في أخذ القوة والنشاط والتزود لمواصلة عبادة من عبادات الله عز وجل (وهي الصوم) خلال النهار.
وكان صحابة الرسول يؤخرون السحور ويُعجلون في الإفطار، فقد كان الصحابي عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) يقول: “هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع”.
وفي حديث لأبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) قال: أن النبي (ﷺ) قال: “لا تزال أمتي بخير ما أَخَّروا السّحور وعجَّلوا الفطر”. رواه أحمد، والحديث صحيح.