البنك الدولي :الصراع في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع لـ90دولار للبرميل خلال الربع الأخير من 2023.. و السلع الأولية تتراجع بنسبة 4.1% العام المقبل


الخميس 16 نوفمبر 2023 | 02:27 مساءً
البنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلع
البنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلع
بندر الزهراني

توقع  البنك الدولي،  أن يبلغ متوسط أسعار النفط 90 دولارًا للبرميل في الربع الحالي من العام قبل أن يتراجع إلى 81 دولارًا للبرميل في المتوسط في السنة القادمة مع تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.

اقرأ ايضا:عاجل| البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي إلى 4.1% خلال عام 2024

إنخفاض أسعار السلع الأولية بوجه عام بنسبة 4.1% العام المقبل

وأشار البنك في تقرير له أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأولية بوجه عام بنسبة 4.1% في السنة القادمة. ومن المتوقع أيضا أن تنخفض أسعار السلع الزراعية في السنة القادمة مع زيادة الإمدادات. كما من المتوقع أن تنخفض أسعار المعادن الأساسية بنسبة 5% في 2024. ومن المتوقع أيضا أن تستقر أسعار السلع الأولية في 2025.

الصراع بالشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية تدفع أسواق السلع لحالة من عدم اليقين

البنك الدولي يتوقع ارتفاع أسعار النفط ل90دولار للبرميلالبنك الدولي يتوقع ارتفاع أسعار النفط ل90دولار للبرميل

وأوضح  أحدث إصدار للبنك الدولي من نشرة 'آفاق أسواق السلع الأولية' بأنه على الرغم من أن الاقتصاد العالمي في وضع أفضل بكثير مما كان عليه في سبعينيات القرن العشرين لمواجهة صدمة كبيرة في أسعار النفط، فإن تصعيد الصراع الأخير في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الاضطرابات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية قد يدفع أسواق السلع الأولية العالمية لحالة من عدم اليقين.

وأكد التقرير على ضرورة  احتواء آثار هذا الصراع لتكون في أضيق الحدود، وعدم اتساع دائرته مشيرا إلى أن الصراع على أسواق السلع الأولية العالمية محدودة حتى الآن. وارتفعت أسعار النفط بوجه عام بنحو 6% منذ بداية الصراع. ولم تتعرض أسعار السلع الزراعية ومعظم المعادن والسلع الأولية الأخرى لتأثير يُذكر.

تعطل امدادات النفط بشكل محدود

ووفقا للتقرير ستصبح آفاق أسعار السلع الأولية سلبية بسرعة إذا حدث تصعيد في الصراع. ويحدد التقرير ما يمكن أن يحدث في ظل 3 سيناريوهات للمخاطر استنادًا إلى التجارب التاريخية التي شهدها العالم منذ سبعينيات القرن الماضي. وستتوقف آثار كل سيناريو على درجة تعطل إمدادات النفط. ففي سيناريو 'التعطل المحدود'، ستنخفض إمدادات النفط العالمية بمقدار 500 ألف برميل إلى مليوني برميل يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا الانخفاض الذي شهدته الحرب الأهلية الليبية عام 2011، وفي ظل هذا السيناريو، سيرتفع سعر النفط مبدئيًا بين 3% و13% مقارنة بمتوسط الفترة ربع سنوية الحالية بواقع 93 و 102 دولار للبرميل.

سيناريو "التعطل المتوسط" لإمدادات النفط

البنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلعالبنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلع

وفي سيناريو 'التعطل المتوسط' - وهو ما يعادل تقريبًا حرب العراق في عام 2003 - ستتراجع إمدادات النفط العالمية بما يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين برميل يوميًا، مما يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة 21% إلى 35% في البداية بواقع 109 دولارات و 121 دولارا للبرميل. أما في سيناريو 'التعطل الكبير' - على غرار الحظر النفطي الذي فرضته الدول العربية في عام 1973 - ستنكمش إمدادات النفط العالمية بمقدار 6 ملايين إلى 8 ملايين برميل يوميًا، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع بنسبة 56% إلى 75% في البداية بواقع 140 دولارا و 157 دولارا للبرميل.

صدمة في أسواق السلع بسبب الحرب الروسية الإوكرانية

وتعليقًا على ذلك، قال إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين والنائب الأول لرئيس البنك الدولي لشؤون اقتصاديات التنمية: 'يأتي هذا الصراع الأخير في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب أكبر صدمة شهدتها أسواق السلع الأولية منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الحرب الروسية الأوكرانية، ولهذا الصدمة آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، لذا سيتعين على واضعي السياسات توخي اليقظة والحذر، وإذا حدث تصعيد في هذا الصراع، فسيواجه الاقتصاد العالمي صدمةً مزدوجةً في مجال الطاقة للمرة الأولى منذ عقود، ليس فقط من الحرب في أوكرانيا، ولكن أيضًا من الشرق الأوسط'.

استمرار ارتفاع أسعار النفط يدفع أسعار الغذاء للارتفاع

وفي هذا السياق، قال أيهان كوسي نائب رئيس الخبراء الاقتصاديين ومدير مجموعة آفاق التنمية بالبنك الدولي: 'إن استمرار الارتفاع في أسعار النفط يعني حتمًا ارتفاع أسعار الغذاء، وإذا حدثت صدمة شديدة في أسعار النفط، فستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في أسعار المواد الغذائية وهي بالفعل مرتفعة في العديد من البلدان النامية، وفي نهاية عام 2022، كان أكثر من 700 مليون شخص - أي ما يقرب من 10% من سكان العالم - يعانون نقص التغذية، وتصعيد هذا الصراع سيزيد انعدام الأمن الغذائي، ليس في المنطقة فحسب، ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم'.

ترقب حذر لواضعي السياسات 

ويطالب التقرير واضعي السياسات أن يظلوا في حالة ترقب وحذر، فبعض السلع، وخاصة الذهب تشير إلى توخي الحذر بشأن التوقعات، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 8% منذ بداية الصراع. وأسعار الذهب لها علاقة فريدة بالمخاوف الجيوسياسية، حيث ترتفع في فترات الصراع وعدم اليقين، مما يشير في كثير من الأحيان إلى تراجع ثقة المستثمرين.

مخاطر تفاقم انعدام الأمن الغذائي

وأشار  التقرير  أنه إذا تصاعد الصراع، فعلى واضعي السياسات في البلدان النامية اتخاذ الاحتياطات أو الخطوات اللازمة للتعامل مع الزيادة المحتملة في التضخم العام. ونظرًا لمخاطر تفاقم انعدام الأمن الغذائي، على الحكومات أن تتجنب القيود التجارية مثل فرض الحظر على تصدير المواد الغذائية والأسمدة. وغالبًا ما تقود هذه التدابير إلى تفاقم تقلبات الأسعار وزيادة انعدام الأمن الغذائي. كما يجب عليها أيضًا عند التصدي لارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية أن تمتنع عن فرض ضوابط الأسعار أو دعمها. وهناك خيار أفضل يتمثل في قيام الحكومات بالارتقاء بمستوى شبكات الأمان الاجتماعي، وتنويع مصادر الغذاء، ورفع درجة الكفاءة في إنتاج المواد الغذائية وتجارتها. ويُمكن لجميع البلدان تعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل بتسريع وتيرة التحول إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة للتخفيف من الآثار المترتبة على صدمات أسعار النفط.

البنك الدولي يتوقع ارتفاع أسعار النفط ل90دولار للبرميل
البنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلع
البنك الدولي يتقع انخفاض أسعار السلع الأوليةإلي 4.1% العام المقبل
البنك الدولي يؤكد علي تأثير الصراع في الشرق الأوسط علي أسعار النفط والسلع

اقرأ أيضا