بدأ الإطلاق التاريخي للقاح AstraZeneca لفيروس كورونا في أوائل عام 2021، وتوالت من بعدها التقارير عن سلسلة من الوفيات بين متلقي الحقنة.
كما كشفت التحقيقات في وقت لاحق أن العشرات من البريطانيين أصيبوا أو لقوا حتفهم بسبب مضاعفات نادرة من اللقاح أدت إلى إصابتهم بجلطات دموية خطيرة.
علماء بارزون عالميًا من جامعة أكسفورد بدأوا العمل على لقاح كورونا في غضون أسابيع من ظهور الوباء، وقرروا التعاون في النهاية مع شركة الأدوية العملاقة أسترازينيكا، التي وعدت بالمساعدة في إجراء التجارب وإنتاج أي لقاح ناجح على نطاق واسع.
طريقة عمل لقاح أسترازينيكا؟
اختارت AstraZeneca نهجًا مجربًا ومختبرًا، على عكس اللقاحات المنافسة التي ابتكرتها شركات أخرى، وذلك عن طريق استخدام نسخة ضعيفة من الفيروس الغدي، وهو العامل الممرض الذي يسبب نزلات البرد لدى الشمبانزي، ومن ثم تعديله وراثيا ليكون غير قادر على إصابة البشر بالمرض، علاوة على ذلك، فهو يحمل أيضًا مادة وراثية من SARS-CoV-2، العامل الممرض الذي يسبب مرض كوفيد.
وتم الإشادة بلقاح AstraZeneca، الذي تم تناوله على جرعتين بفاصل يصل إلى 12 أسبوعًا، باعتباره يغير قواعد اللعبة في الوباء، وعلى عكس بدائله الهشة المعتمدة على التخزين في وحدات تجميد تحت الصفر، ويمكن تخزين اللقاح في درجات حرارة الثلاجة المنزلية، وهذا ما جعل توزيعه أسهل بكثير، خاصة في الدول الفقيرة التي لا توجد بها هذه المرافق.
الآثار الجانبية للقاح أسترازينيكا
وتشمل الآثار الجانبية الشائعة، التي يمكن أن تؤثر على أكثر من 10% من المتلقين، التعب، وأعراض شبيهة بالإنفلونزا، وألم في الذراعين أو الساقين، وكانت آلام المعدة والطفح الجلدي والتعرق الزائد غير شائعة، فأصابت نحو واحد من كل 100 شخص يتم تطعيمهم، وشملت المشكلات النادرة، واحدة من كل 1000 تقريبًا، وكانت عبارة عن تدلي الوجه على جانب واحد.
وتسبب لقاح أسترازينيكا في تكوين جلطات دموية بأجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين والكلى والساقين، فيما يعرف باسم VITT، وهو المصطلح الذي يطلق على اضطراب الدم النادر، كما إنها حالة طبية طارئة عاجلة.
يمكن أن تكون جلطات الدم هذه، مثل أي جلطات أخرى، مميتة اعتمادًا على مكان تشكلها أو ما إذا كانت تتفكك وتنتقل إلى أجزاء من الجسم مثل الدماغ، حيث تسبب نزيفًا في الدماغ أو سكتات دماغية عن طريق انسداد الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى إعاقة دائمة، تؤدي إلى بتر الأطراف، إذا قطعت الجلطة تدفق الأكسجين إلى الجسم.
معدلات الوفاة بسبب لقاح أسترازينيكا
وأشارت هيئة مراقبة الأدوية في المملكة المتحدة، أن اللقاح أدى لوفاة ما لا يقل عن 81 بريطانيًا بسبب مضاعفات تجلط الدم المرتبطة بجرعة AstraZenca، ورفع نحو 90 شخص دعوى قضائية ضد AstraZeneca بشأن الوفيات والإصابات التي يقولون إنها مرتبطة بالحقن.
عانى جيمي سكوت، رجل بريطاني، من نزيف الدماغ في اليوم التالي لجرعة أسترازينيكا الأولى، مما أدى إلى إصابته بتلف دائم في الدماغ، وتستند الدعوى القضائية إلى قانون حماية المستهلك، أن اللقاح منتجًا معيبًا، ولم يكن آمنًا على المستهلكين.
