استطاعت الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة خلال عام 2023 تحقيق أرقاماً مميزة وإنجازات غير مسبوقة أسهمت في تطوير صناعة النقل الجوي محليا وإقليميا ودوليا، وأسهمت في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
ملامح التطور بقطاع الطيران
وباتت تجربة المملكة الاستثنائية تشهد تطورا كبيرا بوتيرة سريعة فخلال الفترة من يناير وحتى أبريل من العام الجاري، حققت المملكة مجموعة من الإنجازات ما بين تأسيس شركات ومشروعات، بالإضافة إلى زيادة عدد الرحلات إلى 263 ألف رحلة وزيادة عدد وجهاتها إلى 131 وجهة، بالإضافة إلى حصول عدد من المطارات على جوائز دولية
هذا بجانب إطلاق ناقل وطني جديد لمنافسة كبريات شركات الطيران في العالم، من أجل تحسين البنية التحتية لقطاع الطيران المدني السعودي، وتطوير المطارات الجديدة.
كما شهدت منظومة الطيران في المملكة، انتعاشاً ملحوظاً على مدى العام، إذ سجلت 3 مسارات دولية ضمن أكثر 10 مسارات نشاطاً حول العالم ' القاهرة – جدة، ودبي – الرياض، ودبي - جدة '، إلى جانب المسار الداخلي الأكثر نشاطاً خارج قارة آسيا 'الرياض-جدة.'
وعلى جانب آخر حقق قطاع السفر الجوي بلغة الأرقام معدلات تعافي تصاعدية نتيجة رفع قيود السفر بعد جائحة كورونا وتضاعف حركة السفر جوًا وازداد إقبال الركاب على السفر
منظمة الطيران المدني الدولي
ونظراً لمجهودات المملكة في الأرتقاء بمنطومة الطيران لتحاكى كبريات الدول في العالم فعلى الصعيد الدولي، فازت المملكة بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي 'الإيكاو' لفترة 2023م - 2024م - 2025م وذلك ضمن أعمال الجمعية العمومية الـ 41 للمنظمة التي أقيمت في مونتريال بكندا، وقبلها فوزها بالإجماع في انتخابات مجلس 'الإيكاو'؛ لتكون ممثلاً عن المجموعة العربية خلال اجتماع الجمعية العامة العادية للمنظمة العربية للطيران المدني الـ27 التي عُقدت في العاصمة المغربية الرباط، وكذلك فوزها باستضافة المكتب الجديد للمجلس العالمي للمطارات 'ACI' في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط في مدينة الرياض، ممثلة بشركة مطارات القابضة، وحصولها خلال مؤتمر مستقبل الطيران على الجائزة العربية للطيران المدني والتي تمنحها المنظمة العربية للطيران المدني للشركات والمؤسسات والهيئات التي تعمل على تحقيق التميز وتنفيذ إجراءات الجودة بنجاح مما يعكس بكل وضوح المكانة الدولية المرموقة التي تتمتع بها المملكة في المحافل الدولية ذات العلاقة بالطيران المدني.
مطار العلا
ولمواكبة وتوطين أحدث التقنيات والأنظمة، تم اعتماد مطار العلا الدولي كأول مطار في الشرق الأوسط يستخدم أنظمة أبراج المراقبة الجوية عن بُعد حيث وقعت شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية مذكرة اتفاق مع شركة إندرا سيستيماس الإسبانية، لتركيب وتشغيل نظام برج المراقبة الجوية الافتراضي في مطار العلا الدولي، وذلك في إطار التطور الذي يشهده قطاع الطيران المدني لمواكبة وتوطين أحدث التقنيات والأنظمة تماشياً مع رؤية المملكة لعام 2030 م، إضافة إلى دخول نيوم في شراكة استثمارية مع 'شركة فولوكوبتر' الرائدة في حلول التنقل العمودي بالمركبات الكهربائية الطائرة عمودية الإقلاع والهبوط، بما يعزز ريادتها في ابتكار حلول التنقل المستقبلية، وتطوير صناعة النقل الجوي المتقدمة في المملكة والهادفة إلى تقديم خدمات التاكسي الجوي الكهربائي في نيوم، بما يسهل الربط بين مناطقها المختلفة، بما فيها 'ذا لاين' و'أوكساچون' و'تروجينا'.
الربط العالمي
وإسهامًا في رفع مستوى الربط العالمي والاستثمارات بين المملكة والعالم، وقعت الهيئة 20 اتفاقيات ثنائية في مجال الخدمات الجوية، بالإضافة إلى 9 اتفاقيات تفاهم محلية تخص المنطقة اللوجستية المتكاملة، منها 7 اتفاقيات تم توقيعها خلال حفل تدشين المنطقة بالرياض، وذلك بغرض التعاون المشترك في مجالات: الخدمات الجمركية والحوافز الضريبية، والمواصفات والمقاييس والجودة، والاستثمار، وإجراءات العمل والعمال، ومواصفات ومعايير مستودعات البضائع الطبية والغذائية، وخدمات الأعمال، والخدمات العدلية.
الأكاديمية السعودية للطيران المدني
وفي مجال التدريب الدولي ودعم البرامج وفق أعلى المعايير الدولية؛ حققت الأكاديمية السعودية للطيران المدني إنجازين دوليين بتجديد المنظمة الدولية للطيران المدني'الإيكاو' عضويتها الكاملة في برنامج التدريب الجوي المتقدم (TRAINAIR Plus) ، واعتمادها كمركز تدريب أمن طيران معتمد دولياً، وحصولها على ثلاثة اعتمادات دولية من (الآيزو ISO) في نظام إدارة الجودة وإدارة المنظمات التعليمية والجودة في إدارة الشكاوى ورضا العملاء والتي تعكس قدرة الكوادر السعودية المؤهلة و المتمكنة من تخصصاتها في تبادل الخبرات، ويبرز دور الهيئة كشريك فعّال في صناعة الطيران المدني على الصعيد الدولي.
مركز تحكم عمليات المطار
وعلى الصعيد المحلي قامت الهيئة بتدشين مركز تحكم عمليات المطار AOCC بمطار الملك خالد الدولي، بهدف تحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية واستدامة العمليات مما ينعكس بدوره على تعزيز تجربة المسافرين عبر مطار العاصمة، حيث يقوم بإدارة ما يقرب من 700 رحلةٍ يومياً للمسافرين والشحن الجوي والطيران الخاص ويهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لأكثر من 30 مليون مسافرٍ سنوياً.
وفي مجال أمن وحماية المطارات اعتمدت الهيئة تكنولوجيا الفحص الأمني بالذكاء الاصطناعي للاستخدام التشغيلي في مطارات المملكة، وتعد الأولى من نوعها على مستوى العالم إذ يتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراءة صور أجهزة التفتيش إلكترونياً لكشف المواد المحظورة آلياً والتعرف على عناصر الحقائب والطرود المختلفة، وتدشين برنامج التدقيق الأمني السنوي للعام 2022م ابتداءً من مطار الملك خالد الدولي بالرياض والذي يهدف لقياس امتثال الجهات العاملة بالمطارات لأحكام البرنامج الوطني لأمن الطيران المدني لتحقيق أعلى درجات المستوى الأمني.
وفي مجال الارتقاء بجودة الخدمات؛ أطلقت الهيئة برنامج تقييم أداء مطارات المملكة الدولية والمحلية وفقاً لأربعة عشر معياراً أساسياً لقياس الأداء أبرزها أوقات انتظار المسافرين في إجراءات السفر، والوقت الذي يقضيه المسافر أمام سير الأمتعة ومناطق الجوازات والجمارك، علاوة على معايير تتعلق بذوي الإعاقة، وعدة معايير أخرى وفق أفضل الممارسات العالمية والذي يأتي تطبيقاً للتوجُّهات الاستراتيجية التي تستهدف تجويد الخدمات المقدمة للمسافرين، ورفع مستواها، وتحسين تجربة المسافر في مطارات المملكة.
مطارات صديقة لذوي الإعاقة
ولم تغفل الهيئة العامة للطيران المدني فئة ذوي الإعاقة؛ إذ بحثت مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية سبل تحويل المطارات السعودية إلى مطارات صديقة لذوي الإعاقة، إلى جانب تنظيم ورشة عمل للتعرّف على أبرز التحديات التي تواجه المسافرين ذوي الإعاقة، بما يسهم في معالجة القصور في إجراءات السفر المخصصة لهم وتحسين تجربتهم في جميع مراحل السفر، وقد توجت الهيئة ممثلة بمطار الملك خالد الدولي بجائزة الملك سلمان العالمية لأبحاث الإعاقة - فرع الوصول الشامل- من بين 370 مرشحاً من 46 دولة ليؤكد حرص تهيئة بيئة المطار العمرانية وفق أفضل المعايير العالمية ليخدم فئات المجتمع جميعها بلا استثناء.