المملكة العربية السعودية على بعد خطوة من امتلاك أطول نهر في العالم، تتحدي به كل المستحيلات، وبين الأمس واليوم قامت حضارات واختفت أخري، وأهم العوامل التي تساعد على بناء البلدان هي البيئة، فالأنهار العذبة لا تمر في كل البلدان فمعظمها يعتمد على الأمطار والأبار الجوفية.
نهر السعودي العظيم
الأمطار والأبار الجوفية
وتعد المملكة العربية السعودية من البلدان التي تعتمد على الأمطار والأبار الجوفية، منذ قديم الزمن، ويرجع ذلك إلى الطبيعة الجغرافية كونها تحتوي على أكبر صحراء غربية في العالم، ومناخ قاسٍ في الصيف والشتاء فضلا عن عدم وجود أي أنهار فيها لذلك هي تعاني من ندرة المياه وحاليًا تعتمد في مصادرها على المياه السطحية كالتي توجد في المناطق الغربية والجنوبية الغربية وتوفر 10% من إمدادات المياه.
نهر السعودي العظيم
تعبئة المياه الجوفية
وتعمل السعودية على إعادة تعبئة المياه الجوفية في الأرض لتسد 84% من احتياجات المملكة والتي أيضًا تعتمد على المياة المحلاه كما تعتمد على 27 محطة لتحلية مياه البحار والتي شرعت فيها الرياض منذ ثمانينات القرن الماضي. وتوفر 5% من إمدادات المياه كما تعتمد على مياه الصرف الصحي المعالج والتي توفر 1% من المياه.
نهر السعودي العظيم
جفاف البحيرات
وفي أخر 4 عقود اعتمدت السعودية على المياه الجوفية كمصدر رئيسي لها خاصة بعد جفاف البحيرات التي كانت تملكها في محافظة الإفلاج، وساهمت التكنولوجيا الحديثة في توفير المياه الجوفية خاصة بعد الاستعانة بشركة الزيت السعودية 'أرامكو' والتي حددت أماكن المياه الجوفية العميقة للغاية وأكدت أنها تقع في العديد من أماكن لشمال وشرق السعودية.
محطة واصية
تعد 'واصية' هي أكبر طبقة مياه جوفية في المملكة وتحتوي على مياه أكبر من التي توجد في الخليج العربي ، ولذلك تعاونت الحكومة السعودية مع أرمكو والأمم المتحدة لاستغلال المياه الجوفية بشكل صحيح والتي يعتمد عليها القطاع الزراعي بشكل كبير في أوائل التسعينات.
وعلى مدار السنوات الأخيرة ازداد احتياج المملكة إلى المياه والأمر الذي لا تستطيع مواردها تغطيته، لذلك كان لابد من خطة جديدة لحل هذه الأزمة التي تعم السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، وهنا كان لابد من إنشاء نهر صناعي كبير على غرار النهر الصناعي الكبير الذي أقامة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قبل 40 عاما.
نهر السعودي العظيم
أطول أنهار العالم
وأعلنت السعودية أنها ستنشيء أطول نهر في العالم يصل طوله 12 ألف كيلو متر وبعمق 4 أمتار وعرض 11 متر لنقل المياه الصالحة للشرب، والذي سينافس نهر النيل الذي يعد أكبر مجري مائي معروف بعد الأمازون ويأتي ذلك ضمن الخطة الموضوعة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرؤية 2030.
تفاصيل المشروع
ومن المقرر أن يضع في مساحة النهر 3 أنابيب يصل قطرها الدائري 2.25 مترًا وهذه الأنابيب مضادة للتأكل والصدأ، وتجوب كل أنحاء السعودية لتغذيتها بالمياه العذبة لتصل إلى كافة المدن وسوف تكون واحدة من أكبر شبكات المياه المحلاه في العالم وتنتج 9.4 مليون متر مكعب يوميًا من المياه.
نهر السعودي العظيم
يغذي 35 مليون إنسان
ووفقا للاحصائيات فإن هذه المياه ستصل إلى 35 ميلون إنسان من سكان المملكة، وهذا المشروع لايفصله عن العمل إلا سنوات قليلة، وتتصدر المملكة العالم في انتاج المياه المحلاة من البحار حيث تنتج مليار و6 ملايين متر مكعب من المياه سنويًأ ويمثل 18% من الانتاج العالمي وتعد المؤسسة العامة لتحلية المياه هي أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وانعكس ذلك بشدة على الطاقة الكهرومائية المولدة من محطات المياه بزيادة تصل إلى 24 مليون و884 ألف ميجاوات في الساعة الواحدة.
فكرة النهر
يشار إلى أنه فكرة النهر الصناعي في السعودية لم تكن هي الأولي من نوعها فقد سبق وتم إنشائها في ليبيا، على يد معمر القذافي ووضع حجر أساسه منذ 40 عامًا في الوقت التي كانت تعاني فيه ليبيا من خطر الجفاف والعطش، كما أن مصر من الدول التي اتجهت إلى إنشاء نهر صناعي ، إلا أنه لم يتجاوز طوله 114 كيلو متر ورغم ذلك سيوفر المياه لمايسمي بـ 'الدلتا الجديدة'.
