تعرف على نائل "الطفل المحبوب" الذي أشعل بمقتله فرنسا و جعلها محط أنظار العالم


السبت 01 يوليو 2023 | 03:09 مساءً
المشهد
المشهد
فريق-السعودي اليوم

يحمل نائل ملامح طفولية ناعمة لدرجة أن من يراه يعتقد أنه في سنوات مراهقته الأولى و ابتسامته تكاد تضئ و التي لا تغادر محياه تبعث بمشاعر من اللين و الألفة مع كل من يعرفه ولا يعرفه.

قبلة الوداع الأخيرة

أشعل نائل المرزوقي بمقتله فرنسا وجعلت أعين العالم عليها لمراقبة ذلك الحدث ,لم يعلم أنه حين قبّل والدته فى ذلك اليوم، ستكون قبلة الوداع الأخيرة.

ووثق مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي مقتل شاب من أصول جزائرية، و انتشر كالنار لتطال ألسنة اللهب العديد من الأحياء و المدن و يعود للواجهة جدل عنصرية الشرطة فى فرنسا.

و لقي نائل حتفه برصاص شرطي أطلق النار عليه الثلاثاء الماضي أثناء عملية تدقيق مروري في نانتير بالضاحية الغربية للعاصمة باريس , بعد إن خرج الفتى الصغير من منزله لكنه لم يكن فى الحسبان أنه لم يعد إليه مرة أخرى.

و بجانب الاحتجاجات، زادت أعمال الشغب و العنف فى الأيام الأخيرة في العديد من مدن فرنسا، و ظهرت النيران و هي تلتهم سيارات الشرطة، المشاهد الرئيسية على شاشات القنوات المحلية و عبر العالم .

فمن هو نائل مرزوقي ؟

فتى في 17 من عمره، يعيش مع والدته فقط و لم يكن يعرف والده حتى لقى حتفه، و كان أيضا حسن السيرة، و محبوبا جداً في الحي، وفق محامي عائلته ,ودائم الإبتسامة.

ويعمل نائل في توصيل البيتزا بمدينة نانتير، و في صباح ذلك اليوم الذي سيلقى فيه حتفه، استيقظ كعادته ، و حين دخل لتحية والدته كان على تمام الأهبة للخروج.

قالت والدته 'قبلني قبلة كبيرة'،وهي تروي في مقطع فيديو اللحظات الأخيرة التي جمعت بينها وبين ابنها، و قال لي: أمي أنا أحبك. قلت له: أحبك، اعتن بنفسك'.

آخر الكلمات و آخر مرة تراهٌ فيها قبل أن يصلها النبأ العظيم، بدت في حالة ذهول و صدمة و هي تسأل نفسها بعد دقيقة من الصمت: 'ماذا سأفعل؟' و تتذكر أخر قبلة منه.

خرج نائل و بعدها كان يقود سيارة من نوع مرسيدس مستأجرة رغم أنه لم يكن لديه رخصة قيادة ، لكنّ محامي الأسرة يؤكد ' أن الحكومة سجلت للتو مرور رخصة القيادة لعمر 17 عاماً '.

و من أجل تدقيق مروري اوقفته الشرطة، كان نائل يبدو صغيراً لدرجة أن من يراه لن يتخيل أبدا بأنه في 17 سنة ، ويبدو أن هذا ما أثار شكوك الشرطة التي أوقفته من أجل تدقيق مروري .

وكل ما يدركه نائل  أنه ارتكب مخالفة بقيادته السيارة دون رخصة ، حاول الفرار ، إلا أن رصاص شرطي لاحقه ليصيبه في صدره و يموت دون أن يتمكن المسعفون من إنقاذه ,أما والدته المنهمرة فى البكاء فكانت آخر كلماتها عنه 'كان حياتي، كان أعز أصدقائي، كان ابني، و كان كل شيء بالنسبة لي, كنا نساند بعضنا'.

طفل محبوب جداً لدى كل من يعرفه أو لا يعرف

قال محامي عائلته الذي تحدثوا صباح يوم العيد الأضحى الأربعاء  على قناة 'بي أف أم تي في' أنه كان محبوب جداً لدى عائلته.

يلعب نائل رياضة الرغبي لمدة ثلاث سنوات، ولم يكن لديه سجل جنائي ، فلقد كان فتى مسالماً محبوباً بعيداً عن تعاطي المخدرات أو جميع ما يمكن أن يجنح إليه مراهق في سنه .

يمتلك نائل السيرة الحسنة و أكد  رئيس نادي جمعيات، بالقول: 'كان شخصً لديه الإرادة للتوافق اجتماعيًا ومهنيا، وليس طفلا عاش متهورا ارتكب جرائم سرقات أو تعاطى مخدرات' , و فى تصريحات لإعلام محلي أضاف المسؤول الرياضي : 'كان مراهقاً 'يصغي و يصمم على تدبر الأمور '.

ووضح أشخاص مقربين منه يقولوا إنه كان لديه  إرهاب من الشرطة، و هذا ما يفسر رفضه الإمتثال لعناصرها، و قد يفسر أيضا محاولة هروبه قبل مقتله بلحظات.

اقرأ أيضاً :حصيلة جديدة من المعتقلين في إحتجاجات فرنسا.. والحكومة أمام إختيارات مفتوحة "تفاصيل"

و رفض نائل أمراً لشرطي بالتوقف فأطلق عليه الطلقات من سلاحه، فتوفي الفتى بعد وقت وجيز من إصابته برصاصة في صدره على الرغم من تدخل المسعفين الذين قدموا له كل الإسعافات الممكنة لإنجاده من الموت .

والدة نائل
نائل
منفذ عملية القتل
المشهد
المشهد
المشهد

اقرأ أيضا