موسم الحج 2023.. هل يجوز ترك المبيت بـ"منى" والتوجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة؟


السبت 24 يونية 2023 | 06:58 مساءً
الحج
الحج
فريق - السعودي اليوم

موسم الحج 2023.. الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمس الذي فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وبعد جائحة كورونا التى ضربت العالم خلال الثلاث سنوات الماضية والتي أدت إلى غلق المسجد الحرام، شهدت المملكة هذا العام 1444 هجريا زحاما شديدا في الحرم.

موسم الحج 2023

ويتسأل الكثير من المسلمون عن حكم المبيت بمنى والتوجه إلى عرفات وحرصًا من صحيفة 'السعودي اليوم' لخدمة قرائها ومتابعيها نجيب لكم في السطور التالية عن هل يجوز ترك المبيت بـ'منى' والتوجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة؟.

يوم التروية 1444

يوم التروية هو يوم الثامن من ذي الحجة، وسمِّي بذلك لأن الحجيج كانوا يستريحون فيه في مِنًى ويُرِيحون فيه دوابهم وهَديهم ويروونها بالماء في طريقهم إلى عرفة؛ استعدادًا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق.

ترك المبيت بـ منى والتوجه إلى عرفات مباشرة يوم الثامن من ذي الحجة

وفي جواب سؤال: هل يجوز للحاج أن يتوجه إلى عرفات يوم الثامن من ذي الحجة بدلًا من التوجه لِمِنًى؛ وذلك نظرًا للزحام الشديد الذي يحصل عند الصعود إلى عرفات؟، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أنه يُسَنُّ فقط -ولا يجب- للحاج أن يذهب فيه إلى مِنًى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضًا، فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفًا من الزحام فلا شيء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبًّا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشيء الذي لولا العذر لفعله، وإنما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة.

حكم ترك المبيت بمنى

ترك المبيت بمنى بغير عذر عند جمهور الفقهاء يترتب عليه دم، ويجب ذلك في حال ترك المبيت ليلة فأكثر عند المالكيّة، أمّا عند الشافعيّة والحنابلة فالدم لمن ترك المبيت كلّه، وترك ليلة واحدة يوجب إخراج مُدّ من طعام، وترك ليلتين يوجب مُدَّان، ويشترط للمبيت في منى أن يكون الحاجّ قد أحرم؛ فلا يصح المبيت من غير إحرام؛ لأنّ الإحرام هو أساس الحج، وعليه تُبنى كل أعمال الحج.

ولا يصحّ المبيت من غير وقوفٍ في عرفة، كما أنّه لا يمكن المبيت في وقتٍ غير الوقت الذي نصّ عليه الشارع وهي ليالي أيّام التشريق الثلاثة لمن تأخّر، والأولى والثانية لمن تعجّل، بالإضافة إلى شرط المكان؛ فلا يصحّ المبيت في غير حدود منى المقررة لها، والمبيت يتحقق عند مكوث الحاجّ أكثر الليل؛ فإذا مكث بمنى مدّة تزيد على نصف الليلة فقد أدّى ركن المبيت، ويستحب للحاجّ أيام المبيت بمنى الإكثار من الذكر.

ويجوز للحاجّ التعجل في اليوم الثاني من أيام الرمي؛ فيسقط عنه المبيت ورمي الجمار في اليوم الثالث؛ لقوله -تعالى-: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، ولكنّ التأخر والمبيت بمنى ليلة الثالث عشر من ذي الحجّة ورمي جمرات هذا اليوم أفضل وأعظم أجراً؛ فالتعجيل رخصة لمن كان لديه عذر.

والأكمل هو إتمام المبيت بمنى؛ اقتداءً بفعل النبي -عليه السلام-، فقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أفاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن آخِرِ يَومِه حين صلَّى الظُّهرَ، ثم رجَعَ إلى مِنًى، فمكَثَ بها لياليَ أيَّام التَّشْريق يَرمي الجَمرةَ، إذا زالتِ الشَّمْسُ)،[٩] ومن غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو في منى؛ وجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر ورمي جمرات هذا اليوم.

أحكام متعددة للمبيت في منى

حكم المبيت خارج منى يسقط عن الحاجّ المبيت بمنى في حال تعذّر عليه المبيت فيها لعذر؛ لقوله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، وبناء على ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- بقوله: (اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى، مِن أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فأذِنَ له)؛ ويسقط عن الحاج الوجوب عند عجزه عن إيجاد المكان، وقد قال المالكيّة يسقط عنه الوجوب مع وجوب إخراج البدل، وذلك فدية يذبحها ويوزّعها على فقراء مكّة المكرّمة وليس عليه إثم، وذهب الجمهور من الشافعيّة والحنفيّة والحنابلة إلى القول بسقوط الدم عن أصحاب الأعذار كأهل السقاية والرعاء، والمرضى ومن خشي على نفسه أو ماله.

حكم الخروج من منى نهاراً والمبيت فيها ليلاً

يتحقق الواجب من مبيت الحاجّ في منى عند مبيته فيها ليلاً، ولا حرج عليه إذا ذهب خلال النهار إلى سكنه، بشرط أن يعود إلى منى ويبات فيها ليلاً، والأفضل بقاؤه في منى بالليل والنهار؛ اقتداءً بفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ورغبةً في نيل ثواب الله -عز وجل- ورضاه.

اقرأ أيضا