أداء فريضة الحج 1444.. كيف يكون الإحرام من الميقات؟


الثلاثاء 20 يونية 2023 | 04:59 مساءً
الحج
الحج
فريق - السعودي اليوم

أداء فريضة الحج 1444.. مع بدء العد التنازلي لشهر ذي الحجة، يأتي الحجاج من كل بقاع الأرض إلى الأراضي المقدسة استعدادا لبدء مناسك الحج، والذي يعد أحد أهم أركان الإسلام الخمس.

فريضة الحج 1444

حيث يتساءل العديد من المسلمين عن كيف يكون الإحرام من الميقات، وحرصا من صحيفة 'السعودي اليوم' لخدمة قرائها ومتابعيها ننشر لكم في السطور التالية كيف يكون الإحرام من الميقات، وكل ما يخص أداء هذه الشعيرة المباركة خطوة بخطوة:

كيفيّة الإحرام من الميقات

يُستحَبّ للحاجّ أو المعتمر أن يُحرِم على الصفة التي أحرم بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وتتلخّص في ثلاث نقاطٍ، وهي كما يأتي:

النية

يُستحَبّ للمحرِم أن يذكُر نُسكه؛ فيقول إن كان مُعتمراً: 'لبّيك عمرةً'، ويقول إن كان مُنفرداً: 'لبّيك حجاً'، ويقول إن كان قَارناً: 'لبّيك عمرةً وحجّا'، وإن كان مُتمتّعاً يقول: 'لبّيك عمرةً'، ويدعو الحاجّ قائلاً: 'اللهمّ هذه حجّةً لا رياء فيها ولا سُمعةً'. 

الاغتسال

يُستحَبّ للرجل عند إحرامه للحجّ أو للعُمرة أن يغتسل، ويتنظّف، ويُعطّر بَدنه، ولا يُعطّر ثوبه، وأن يكتسيَ بإزارٍ ورداءٍ أبيضَين نظيفَين، وأن يتجرّد تماماً من المَخيط، ثمّ يرتدي نعلَيْه. وأمّا للمرأة فإنّه يُستحَبّ لها الاغتسال إن أرادت الإحرام، حتى وإن كانت على حيضٍ أو نفاسٍ، ثمّ ترتدي ما شاءت من الملابس الساترة مُتجنِّبةً لباس الشُّهرة واللباس الضيّق، وتحذرَ من التشبُّه بلباس غير المسلمين، ولا ترتدي النِّقاب، ولا القفّازات. 

الإحرام بعد الصلاة

يُستحَبّ للمُحرِم أن يُحرِم بعد الصلاة المفروضة، وليس للإحرام صلاةٌ خاصّةٌ به، فلا حرج عليه أن يُحرِم بعد ركعتَي سُنّة الوضوء، أو ركعتَي تحيّة المسجد، أو بعد صلاة الضحى، وعليه أن يستحضر النيّة في قلبه للدخول في النُّسك؛ سواء كان حجّاً، أو عمرةً، ويُستحَبّ إحرامه وإهلاله بعد الصلاة في المسجد. 

ما حكم الإحرام قبل الميقات

اتّفق الفقهاء على جواز الإحرام قبل الميقات، إلّا أنّه تعددت آرائهم في التفضيل بين الإحرام قبل الميقات، أم منه، وتفصيل ذلك كما يأتي: الجمهور ذهب المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى كراهة الإحرام قبل الميقات، وأنّ الأفضل الإحرام منه؛ واستدلّوا على ذلك بأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته -رضوان الله عليهم- كانوا يُحرمون من الميقات، وهم لا يفعلون إلّا الأفضل، وأنّه يُشبه الإحرام بالحجّ قبل دخول أشهره، فهو مكروهٌ مثله. 

أما الحنفيّة قالوا: إنّ الأفضل الإحرام قبل الميقات، بشرط أن يأمنَ على نفسه مُخالفة أحكام الإحرام؛ واستدلّوا على ذلك بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أهلَّ مِن المسجدِ الأقصى بعمرةٍ غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه)، وقالوا إنّ الإحرام قبل الميقات تكون فيه المَشقّة أكبر، والتعظيم أوفر، فيكون بذلك أفضل. 

قد يهمك: أداء فريضة الحج 1444.. تعرف على محظورات الإحرام للرجال والنساء

حكم الإحرام بعد تجاوُز الميقات

اتّفق العلماء على أنّ مَن جاوز الميقات دون إحرامٍ وهو قاصدٌ لنُسك الحجّ أو أداء العُمرة وجبَ عليه الرجوع إلى الميقات، والإحرام منه، وهو يأثم إن أحرم ولم يرجع إلى الميقات دون وجود عُذرٍ، وتترتّب الفِدية عليه إن أحرم بعد ذلك دون أن يعود، ولا تلزمه العودة إلى الميقات حينها، إلّا أنّه تعددت آرائهم في مَن تجاوز الميقات وأحرم بعده، ثمّ رجع إليه مُحرِماً؛ بلزوم الفِدية عليه، أم لا، وبيان ذلك على النحو التالي: 

القول الأول لزوم الفِدية عليه، وهو قول الإمام مالك، وزُفَر من الحنفيّة، وأكثر الحنابلة؛ واستدلّوا على ذلك بما ورد عن عبد اللهبن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ).

القول الثاني: إن رجع إلى الميقات مُلبِّياً لم تلزمه الفِدية، وإن رجع دون أن يُلبّي لزمته، وهو قول الإمام أبي حنيفة؛ واحتجّ بقوله على أنّ المتروك بمُجاوزة الميقات هي التلبية؛ فبالتلبية يكون قد أدرك ما فاته. 

القول الثالث: إن رجع قبل أداء عملٍ من أعمال الحجّ أو العُمرة؛ سواء كان رُكناً، كالوقوف بعرفة، أو سُنّةً، كطواف القدوم، سقطت عنه الفِدية، وإلّا لزمته، وهو قول جمهور الشافعيّة؛ واحتجّوا بلزوم الفِدية عليه بعد تلبُّسه بنُسُكٍ؛ لأنّه عاد بعد انتهاء وقت الإحرام. القول الرابع عدم لزوم الفِدية عليه؛ سواء لبّى، أم لم يُلَبِّ، وهو قول الإمامَين: أبو يوسف القاضي، ومحمّد بن حسن الشيبانيّ من الحنفيّة؛ واحتجّا على ذلك بأنّ حَقّ الميقات في مُجاوزته أن يكون مُحرِماً، وليس إنشاء الإحرام منه.

إحرام مَن لا يستطيع المرور بالميقات

بينّ العلماء حال إحرام مُريد الحجّ أو العمرة إن سلكا طريقاً خاليةً من المواقيت المكانيّة التي حدّدها الشارع، فعليه أن يُحرم بإحدى الطريقتَين الآتيتَين: الإحرام من مُحاذاة الميقات وهي الطريقة التي اتّفق عليها الأئمّة الأربعة؛ واستدلّوا على ذلك بما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال: (لَمَّا فُتِحَ هذانِ المِصْرَانِ أتَوْا عُمَرَ، فَقالوا: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدَّ لأهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وهو جَوْرٌ عن طَرِيقِنَا، وإنَّا إنْ أرَدْنَا قَرْنًا شَقَّ عَلَيْنَا، قالَ: فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِن طَرِيقِكُمْ، فَحَدَّ لهمْ ذَاتَ عِرْقٍ)، ويُراد بالمُحاذاة: المُوازاة، والمُقابلة.

الإحرام من الطائرة

يجوز لكُلٍّ من الحاجّ أو المعتمر الإحرام والدخول في النُّسك عند مُحاذاة الميقات عندما يُخبر عنه مُرشد الطائرة، ولا بأس أن يحتاط فيُحرِم وينوي الدخول بالنُّسك منذ بداية ركوبه في الطائرة.

حكم الإحرام من ميقاتٍ مختلف

بيّن العلماء عدم جواز أن يحرم الحاجّ أو المعتمر من ميقاتٍ غير ميقاته، فمن تجاوز ميقات منطقته لعذرٍ أو غير عذرٍ؛ لزمه أن يعود إلى الميقات مرّةً أخرى ويُحرم منه، أمّا إذا ترك الميقات وأحرم من ميقاتٍ آخر فتتوجّب في حقّه الفدية؛ لأنّه أخلّ بنسك الحجّ والعمرة الواجب؛ وهو الإحرام من الميقات.

وأمّا إن كان للمحرم أهل في منطقةٍ معيّنةٍ، ولم يكن في طريق زيارته إليهم ميقات؛ فيجوز له أن يحرم من ميقات المنطقة التي يسكن بها أهله، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ).

وأمّا إن مرّ بميقاتٍ في طريق الزيارة؛ فيتوجّب عليه أن يحرم منه، وذهب بعض علماء الأمّة إلى القول بجواز أن يؤخّر الحاجّ أو المعتمر الإحرام إلى ميقاتٍ غير ميقاته؛ إذا كان بُعد الميقاتين عن مكّة متساوياً، أو كان الميقات الآخر أبعد من ميقاته.

الحج
الحج
الحج
الحج
الحج

اقرأ أيضا