تضرب أزمة التضخم العالمية قطاع الاتصالات فى بريطانيا، إلى حد دفع واحدة العديد من الشركات العاملة فى القطاع إلى إعلان عزمها إلغاء آلاف الوظائف.
ومؤخرًا انضمت إليهم شركة بريتش تليكوم وهى واحدة من أكبر شركات الاتصالات البريطانية التى تنوى إلغاء 55 ألف وظيفة تمثل 42% من القوة العاملة للشركة بحلول نهاية العقد الحالي، لمواجهة التضخم.
وكانت الشركة قد حققت أرباح صافية 1.9 مليار جنيه بالعام التي تنتهي في مارس بزيادة 50%، إلا أن ذلك يعود إلى إجراء ضريبي يتخذ لمرة واحدة، وسجلت أرباح ما قبل الضرائب 1.7 مليار جنيه، بتراجع 12 في المائة عن الفترة ذاتها العام الماضي، بينما تراجعت الإيرادات 1 في المائة لتسجل 20.7 مليار جنيه.
بى تى تفقد 9% من أسهمها
وانعكس قرار إلغاء الوظائف سلبا على أسهمها، إذ فقدت 9% من قيمتها في تداولات بورصة لندن الصباحية، قبل أن تستعيد عافيتها خلال اليوم.
فودافون تلغى 11 ألف وظيفة
سبق تلك الخطوة، قرار مماثل من شركة 'فوادفون' عملاق الاتصالات فى بريطانيا ، بإلغاء 11 ألف وظيفة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، ما يشكل 10 % من قوتها العاملة.
أرجعت المحللة في 'إنتراكتيف إنفستور' فيكتوريا سكولار'، القرارات الأخيرة إلى ما تعانيه الشركتين من الضغوط المرتبطة بالتضخم خصوصا من قطاع الطاقة'.
إلغاء عشرات آلاف الوظائف التكنولوجية
طال قطاع التكنولوجيا أيضًا قرارات إلغاء عشرات آلاف الوظائف، من بينها شركات عملاقة مثل 'ميتا' مالكة فيسبوك، ضمن تبعات انعكاس الزيادة الحادة للتضخم على الاقتصاد العالمي.
ورأى فيليب جانسن الرئيس التنفيذي لشركة بى تى، أنه بحلول نهاية العقد الثالث من القرن 21 ستعول بي تي على قوة عاملة أصغر حجما بكثير وبكلفة أقل بكثير'، مشيرا إلى أن الشركة تحاول التعامل مع ظروف اقتصادية استثنائية، وعندما تصبح أصغر حجما ستكون شركة أكثر مرونة ذات مستقبل أكثر إشراقا.
وقال مات بريزمان المحلل في 'هارغريفز لانسداون'، إن العناوين ستتركز بلا شك على إلغاء الوظائف، مشيرا إلى أن هذا الإجراء جذري لكنه ليس مفاجئا بالكامل نظرا إلى التكاليف المتزايدة وضيق الهوامش في قطاع الأعمال.