دخلت الهند فى مواجهة غير مباشرة مع الغرب بالوكالة عن روسيا، بعدما قررت زيادة وارداتها من شحنات النفط الروسى، رغم العقوبات المفروضة على صادرات موسكو من الطاقة مطلع عام 2022.
تستورد 80% من احتياجاتها النفطية
ونظرًا لما تواجهه الهند من أزمة فى تأمين احتياجاتها من النفط الخام، حيث لا يتعدى إنتاجها المحلى 20% بينما تستورد النسبة المتبقية بنحو 80% من الخارج، رفعت حجم تعاقداتها لتصبح أكبر مشتر للنفط الروسى الرخيص خلال عام 2022، رغم تصاعد حدّة الانتقادات الغربية تجاهها، ووصل الأمر إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضدّها.
تواجه الهند اتهامًا بانتهاك العقوبات المفروضة على صادرات موسكو من قبل دول مجموعة الـ7 -بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- التى حددت سقفًا على أسعار النفط الروسي منذ أواخر العام الماضي (2022)، ضمن العقوبات المفروضة على روسيا، بعد حربها على أوكرانيا في فبراير 2022.
النفط الروسى أعلى من سقف الغربي
عزز من الغضب الأوروبى، اقتناص نيودلهي الغالبية العظمى من صادرات موسكو من النفط في 2022 بأسعار أعلى من سقف السعر الغربي البالغ 60 دولارًا للبرميل، واعتبرت أوروبا سلوك الهند في هذا الإطار تحديًا صريحًا لعقوبات فرضتها على موسكو بغية تجفيف منابع تمويل حربها على أوكرانيا، وهو ما حدا بالسلطات مؤخرًا إلى البحث عن إجراءات فاعلة لتقييد واردات النفط الروسي إلى أوروبا عبر الهند.
وفى هذا الصدد، دعا الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهند؛ عقابًا لها على إعادة بيع النفط إلى أوروبا في صورة وقود مكرر وبخاصة الديزل إلى دول القارة العجوز.
ضاعفت وارداتها 22 مرة من النفط الروسى
وبحسب بيانات شركة كبلر لبيانات الطاقة، بلغ متوسط واردات الهند من النفط الروسى 154 ألف برميل يوميًا قبل الحرب الروسية فى أوكرانيا، لترتفع إلى 200 ألف برميل يوميًا، بعد حظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الروسي بدءًا من 5 فبراير 2023، بينما أعلنت موسكو ، نهاية شهر مارس الماضي، أن واردات الهند من النفط الروسي ارتفعت 22 مرة خلال العام الماضي (2022).
أرباح ضخمة من تكرير النفط الخام
التحركات الهندية الأخيرة، فسرها بوريل بقيام مصافي التكرير الهندية بشراء كميات ضخمة من الخام الروسي، وتكريره وتحويله إلى وقود، ثم بيعهه إلى أوروبا، واستطاعت الهند تحقيق هوامش ربح ضخمة، بشرائها الخام الروسي الرخيص والمحظور في أوروبا، وإعادة بيعه لأوروبا بالسعر الكامل.
وأقرّ بوريل بأن سقف الأسعار ساعد في خفض إيرادات روسيا النفطية، كما أبدى تفهّمه لرغبة الهند في الاستفادة من الخام الروسي الرخيص، بحسب وكالة رويترز.
فى المقابل، رأى سوبرامانيام جايشانكار وزير الهند للشئون الخارجية، أنه من واجب الحكومة الأخلاقي توفير نفط أرخص للمواطنين، بحسب منصة 'ذا ناشيونال'.
دعمت الموقف ذاته وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان، التي قالت في منتصف أبريل الماضي، 'لدينا تعداد سكاني ضخم، ولذلك، سنضطر إلى البحث عن أسعار مناسبة لنا'.