عبرت هيئة كبار العلماء, عن إشادتها بالحملة الأمنية المشتركة لمكافحة المخدرات، فيما دعت الجميع بضرورة التعاون مع الأجهزة المعنية على التبليغ عن كل مَن يروّج لهذه السموم القاتلة بيعاً وشراءً واستيراداً.
نص بيان هيئة كبار العلماء
وقد جاء نص بيان هيئة كبار العلماء اليوم البيان كما يلي:
الحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فإن هيئة كبار العلماء في دورتها الثالثة والتسعين المنعقدة بمدينة الطائف يوم الأحد وتاريخ 24 / 10 / 1444هـ, لتحمد الله -عزّ وجلّ- على ما منّ به على هذه البلاد الطيبة المباركة المملكة العربية السعودية من تحكيم كتاب الله -عزّ وجلّ- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ما نتج عنه أمنها واستقرارها وازدهارها.
كما تحمد الله -عزّ وجلّ- على ما أنعم به من قيادتها الحكيمة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، وإلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-, حيث تحرص هذه القيادة الراشدة الحكيمة على كل ما يحقق لهذه البلاد مصالحها، ويدفع عنها المفاسد والشرور والفتن.
هذا و من جانبها, تشيد هيئة كبار العلماء، بالحملة الأمنية المشتركة لمكافحة المخدرات في جميع مناطق المملكة التي يقودها ولي العهد -أيده الله- بالمبادرة والمتابعة والإشراف، حماية لهذا الوطن المبارك في أبنائه وبناته، ومقدّساته ومكتسباته.
كما تحرص هيئة كبار العلماء عي تقديم الشكر لولاة الأمر -أيدهم الله- هذا التوجيه بهذه الحملة المباركة؛ لتوضح لعموم المسلمين الواجب نحو هذه الحملة، ونحو مكافحة هذه السموم القاتلة المخدرات، في الأمور الآتية:
أولاً: لا يختلف الناس على أضرار المخدرات، ولذلك تداعت دول العالم أجمع، وكل المنظمات والمؤسسات ذات الاختصاص من طبية واجتماعية وغيرها على التحذير منها، وسن الأنظمة والأحكام التي تحرّمها وتجرّمها، وهي في حكم الشريعة الإسلامية من المحرمات الكبيرة تعاطياً واستخداماً، وترويجاً وبيعاً؛ لأضرارها على الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهي في أوائل ما يندرج في الخبائث التي حرّمها الشرع الحنيف؛ لآثارها الخطيرة على الفرد والمجتمع قال الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ).
ثانياً: نوصي عموم المسلمين، ونخص بالذكر الشباب والفتيات بالحذر الشديد من هذه السموم القاتلة التي تدمّر حال التعاطي لها - حماهم الله ووقاهم- حياتهم وصحتهم ومستقبلهم، وروابطهم الاجتماعية، وأن يبتعدوا عن مواطن الشبه، وقرناء السوء الذين يزيّنون لهم التعاطي ويستجرونهم إلى الإدمان، نسأل الله تعالى السلامة والوقاية للجميع من هذه السموم وغيرها من المحرمات والخبائث.
ثالثاً: نُذكّر الجميع بأن استهداف بلادنا بهذه السموم القاتلة، ليس الهدف منه العائد المادي بالمقام الأول، بل هي حرب تستهدف الوطن في مقدراته ومكتسباته، وفي طليعة ذلك: قوام نهضته، وعماد مستقبله بإذن الله، المتمثل في أبنائه وبناته، وهذا ما يدعو لأن تكون مكافحة المخدرات ومحاربتها، مما يتعاون عليه الجميع، وتستنفر لذلك كل الطاقات، وفق توجيهات قيادتنا الحازمة؛ التي تدشن الحملة تلو الحملة في مواجهة هذه السموم القاتلة.
شعار هيئة كبار العلماء
رابعاً: ولأجل ما ذكر نهيب بالجميع وجوب التعاون مع الأجهزة المعنية على التبليغ عن كل مَن يروّج لهذه السموم القاتلة بيعاً وشراءً وإهداءً واستيراداً، وذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله تعالى به في قوله سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) وهو كذلك من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة) قلنا: لمَن يا رسول الله قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.
كما حرصت الهيئة, علي توجيه الشكر لـ منسوبي الأجهزة المعنية في مكافحة المخدرات، وكل مَن يقدّم لها الدعم والمساندة؛ لما يقومون به من جهود عظيمة في مكافحة المخدرات ومروّجيها، والقبض على مستورديها، وضبط شحناتهم، وهذا العمل الذي يقوم به منسوبو هذه الأجهزة المباركة، هو مما تعظم به الأجور، وترتفع به الدرجات عند رب الأرض والسموات؛ لما له من الأثر العظيم البالغ في حماية أبناء المسلمين وبناتهم، ومقدرات البلاد ومكتسباتها، وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر على أكمل الوجوه.
و إختتمت الهيئة بيانها, بقولها 'نسأل الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، خير الجزاء على هذه التوجيهات الكريمة المباركة، وأن يجزي منسوبي الأجهزة المعنية خير الجزاء لما يقومون به من عمل عظيم النفع، وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر وفتنة'.
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون علي البيان
فيما جاء في نهاية البيان توقيع كل من رئيس هيئة كبار العلماء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ, والدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي, والدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ, والدكتور صالح بن فوزان الفوزان, والدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى, و الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد, وعبد الله بن سليمان المنيع, وعبدالرحمن بن عبدالعزيز الكلية, والدكتور سعد بن ناصر الشثري, والدكتور عبدالله بن محمد المطلق, والدكتور يوسف بن محمد بن سعيد, و محمد بن حسن آل الشيخ, وسعود بن عبدالله المعجب, والدكتور عبد السلام بن عبدالله السليمان, والدكتور جبريل بن محمد البصيلي, والدكتور محمد بن محمد المختار, والدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة, والدكتور سامي بن محمد الصقير, والدكتور غالب بن محمد حامظي.