تُظهر بيانات البنك الدولي (World Bank) لعام 2023 حول معدلات الخصوبة (عدد المواليد لكل امرأة) تباينات واضحة بين مناطق العالم. ويعكس هذا التفاوت عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية وصحية تؤثر بشكل مباشر في النمو السكاني واستدامته.
مناطق الخصوبة المرتفعة
تتركز أعلى معدلات الخصوبة، بواقع 4 مواليد وأكثر لكل امرأة، في القارة الإفريقية وخاصة دول إفريقيا جنوب الصحراء. ويعود ذلك إلى عدة عوامل من أبرزها:
ارتفاع معدلات النمو السكاني.
ضعف برامج تنظيم الأسرة.
العادات والتقاليد الاجتماعية التي تشجع على الإنجاب.
محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والوعي الصحي.
مناطق الخصوبة المتوسطة
تشهد بعض الدول في آسيا وجنوب أمريكا معدلات خصوبة متوسطة تتراوح بين 2 إلى 3.9 مولود لكل امرأة. هذه المعدلات غالباً ما تعكس انتقالاً تدريجياً نحو معدلات نمو سكاني أكثر استقراراً مع تحسن الظروف المعيشية والصحية.
مناطق الخصوبة المنخفضة
تظهر الخريطة أن معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا إضافة إلى بعض دول آسيا تسجل معدلات خصوبة منخفضة، بين 1.0 و1.9 مولود لكل امرأة. ويُعزى ذلك إلى:
ارتفاع مستويات التعليم وخاصة بين النساء.تأخر سن الزواج والإنجاب.
التغيرات في أنماط الحياة والاقتصاد.
الاعتماد المتزايد على سياسات دعم الأسرة والهجرة لتعويض النقص في النمو السكاني.
معدلات دون مستوى الإحلال السكاني
تسجل بعض الدول معدلات أقل من 1.0 مولود لكل امرأة، مثل كوريا الجنوبية، وهو ما يمثل تحدياً ديموغرافياً كبيراً يهدد بانكماش سكاني على المدى الطويل، ما لم تُتخذ سياسات فعالة لدعم الإنجاب والهجرة.
تكشف بيانات الخصوبة العالمية لعام 2023 عن اتجاه متباين:
أفريقيا تظل القارة الأكثر خصوبة.
أوروبا وشرق آسيا تواجهان تحديات الانخفاض الحاد في معدلات المواليد.
بعض الدول النامية في آسيا وأمريكا اللاتينية تسير في اتجاه وسطي نحو الاستقرار السكاني.
ويشير هذا الواقع إلى ضرورة صياغة سياسات متوازنة تأخذ في الاعتبار التحديات الاقتصادية والاجتماعية لكل منطقة، لضمان تحقيق التوازن بين النمو السكاني ومتطلبات التنمية المستدامة.