احتفى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) باليوم العالمي للغة العربية على مدى أربعة أيام متواصلة، تناول خلالها جوانب متعددة من اللغة العربية وأثر أدب الرسائل عليها، وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين.
جلسات حوارية تناقش الأدب والتراث العربي
افتتحت الفعاليات بجلسة حوارية أقيمت يوم الأربعاء في مكتبة إثراء، أدارها المهندس فؤاد الذرمان، رئيس اللجنة الاستشارية لمجلة القافلة. الجلسة تركزت حول كتاب 'الأمثال العربية لجيل الألفية' الذي تم تدشينه خلال المناسبة.
الكتاب يتضمن 150 مثلًا عربيًا مختارًا من بين 1000 مثل متداول في المجتمعات العربية، وتمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لتعزيز التواصل مع الثقافات الأخرى.
كيت ديلون، الباحثة في شؤون المحتوى والعلاقات، أشارت إلى أن الكتاب يمثل مرجعًا غنيًا لفهم الأمثال العربية وعلاقتها بالثقافات العالمية. فيما أوضح معجب الشمري، شريك ومؤسس دار تشكيل، أن الكتاب يتكون من ثمانية فصول تم العمل عليها لمدة عامين، مؤكدًا أن الأمثال العربية قادرة على أن تصبح وسيلة فعّالة للتعبير عن الثقافات وتبادلها.
أدب الرسائل بين الماضي والحاضر
واصل المركز فعالياته يوم الخميس بجلسة حوارية أدارتها الكاتبة والناشطة الثقافية عهود عبدالكريم، بمشاركة الكاتب والشاعر والباحث حمود الصاهود.
تناولت الجلسة أدب الرسائل باعتباره أدبًا تطور عبر الزمن وفقًا للحاجة، مع التأكيد على بصماته الأدبية التي جعلته يتكيف مع مختلف الظروف.
محمد الضبع، المستشار الثقافي في الكتابة والترجمة، تناول العمق الأدبي للرسائل المكتوبة، موضحًا أن الترجمة تتيح استكشاف فكر الكتّاب ومضامينهم، مما يجعل الرسائل المكتوبة تختلف عن نظيراتها الإلكترونية، كونها تمثل 'ماضيًا مقروءًا' يعكس الأعمال الأدبية الأخرى.
ختام الفعاليات بأنشطة ثقافية متنوعة
اختتم مركز إثراء احتفالاته أمس بمجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية، شملت:
'رسائل البريد'، فعالية تستعرض تطور المراسلات البريدية.
'قصة مع رسالة'، نشاط يدمج بين القصة والرسالة المكتوبة.
'حرف حرف'، برنامج تعليمي عن الحروف العربية.
ورشة عمل بعنوان 'على متن بطاقة بريدية' في مكتبة إثراء، حيث استعرض المشاركون طرق الإبداع في كتابة البطاقات البريدية.
إثراء وتعزيز الثقافة العربية
يأتي هذا الاحتفاء ضمن دور مركز إثراء في دعم الثقافة العربية، وتعزيز المعرفة عبر أنشطة متنوعة تسهم في دعم الحراك الثقافي بالمملكة. ومن خلال هذه الفعاليات، يبرز المركز مكانة اللغة العربية كجسر للتواصل بين الماضي والحاضر، وبين الثقافات المختلفة.