تعاني الكثير من النساء في سن الشباب من مشكلات صحية مختلفة قد تكون ناتجة عن خلل هرموني، وتشمل هذه المشاكل تغيرات مفاجئة في الوزن، تقلبات مزاجية، أو اضطرابات في الدورة الشهرية، والتى يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بالشكل الصحيح.
ما هو الخلل الهرموني؟
يشير الخلل الهرموني إلى التغيرات غير الطبيعية في مستويات الهرمونات في الجسم، فالهرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الغدد وتلعب دورًا كبيرًا في تنظيم العديد من الوظائف الجسدية مثل الدورة الشهرية، النمو، والتمثيل الغذائي، وعند حدوث خلل في مستويات هذه الهرمونات، قد تبدأ النساء في سن الشباب بالشعور بتأثيرات سلبية تشمل الجسد والمزاج على حد سواء.
علامات الخلل هرموني عند المرأة
اضطرابات الدورة الشهرية:
واحدة من أكثر العلامات شيوعًا لوجود خلل هرموني هي التغيرات المفاجئة في الدورة الشهرية، وقد تشمل هذه التغيرات تباينًا في فترات الدورة، نزيفًا غير منتظم، أو غياب الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر.
تقلبات مزاجية حادة:
النساء اللواتي يعانين من اختلالات هرمونية قد يشعرن بالاكتئاب، القلق، أو التوتر بشكل غير مبرر، ويمكن أن تكون هذه التغيرات مرتبطة بمستويات غير متوازنة من هرمون الإستروجين أو هرمونات الغدة الدرقية.
زيادة أو نقصان مفاجئ في الوزن:
من الممكن أن تساهم الاضطرابات الهرمونية في زيادة الوزن أو خسارته بشكل مفاجئ، فعلى سبيل المثال، خلل في هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض النشاط الأيضي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، بينما قد يؤدي الخلل في هرمون الأنسولين إلى صعوبة في فقدان الوزن.
مشاكل الجلد والشعر:
قد تواجه النساء اللواتي يعانين من خلل هرموني ظهور حب الشباب بشكل مفاجئ أو تساقط الشعر، لذلك قد يكون هرمون الأندروجين، الذي يوجد عادة بتركيزات أعلى لدى الذكور، له تأثير كبير في هذه الحالة.
التعب والإرهاق المستمر:
الشعور بالإرهاق المستمر رغم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يكون مؤشرًا على اختلال هرمونات الغدة الدرقية أو زيادة أو نقصان مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر).
صعوبة في الحمل:
في بعض الحالات، قد يتسبب الخلل الهرموني في صعوبة الحمل. في حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، قد تؤدي الهرمونات غير المتوازنة إلى صعوبة في التبويض.
الأسباب المحتملة للخلل الهرموني
تختلف الأسباب التي قد تؤدي إلى خلل هرموني، لكن من أبرزها:
- التوتر المستمر يمكن أن يغير توازن هرمونات الجسم، مثل الكورتيزول والأدرينالين.
- سوء التغذية أو نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤثر سلبًا على إنتاج الهرمونات.
- الاضطرابات في الغدة الدرقية سواء كان ذلك فرط نشاط أو قصورًا في عمل الغدة الدرقية، فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على الهرمونات.
- قد تكون بعض الاضطرابات الهرمونية نتيجة لعوامل وراثية، مثل متلازمة تكيس المبايض أو مشاكل الغدة الدرقية.
- التعرض المستمر للمواد الكيميائية التي تحتوي على مواد شبيهة بالهرمونات قد تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم.
كيفية علاج الخلل الهرموني
- أول خطوة في علاج الخلل الهرموني هي استشارة طبيب مختص، لتحديد الهرمونات غير المتوازنة، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة.
- في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاجات الهرمونية لتعويض الهرمونات المفقودة أو لتقليل إفراز الهرمونات الزائدة، وقد يتضمن العلاج استخدام حبوب منع الحمل، أو الأدوية التي تحتوي على هرمونات الغدة الدرقية، أو حتى الأدوية التي تعالج متلازمة تكيس المبايض.
- النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات الهرمونات. يجب على النساء تناول غذاء غني بالفواكه، الخضروات، الألياف، والبروتينات الخالية من الدهون، مع تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية للحفاظ على التوازن الهرموني.
- ممارسة الرياضة بانتظام لا تساعد فقط في تحسين الصحة العامة، بل أيضًا تساهم في تنظيم مستويات الهرمونات، خاصة الهرمونات المرتبطة بالتوتر مثل الكورتيزول، وخاصة تمارين التأمل واليوغا.
- بما أن التوتر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى اضطراب الهرمونات، فإن من المهم تعلم كيفية إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.