أثارت شركة 'Spines' الناشئة موجة من الانتقادات في الأوساط الأدبية، بعد إعلانها عن خطط لنشر 8000 كتاب في العام 2025 باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تواجه الشركة التي تفرض رسوماً تتراوح بين 1200 إلى 5000 دولار على المؤلفين مقابل نشر كتبهم، اعتراضات حادة من الكتاب والناشرين الذين يصفونها بأنها تضع الربح قبل الجودة والأصالة.
اتهامات بالاستغلال والتجاهل لجودة الكتابة
قال الناشر المستقل 'كانونغيت' في منشور له: 'هذه الشركات لا تهتم بالكتابة أو الكتب، بل تركز فقط على أتمتة النشر بأقل مستوى من الاهتمام'، مشيرًا إلى أن عملية نشر الكتب في 'Spines' تتسم بالسطحية. من جهتها، وصفت الكاتبة سويي ديفيز أوكونجبوا الشركة بأنها 'استغلالية ورأسمالية' قائلة: 'هم لا يهتمون بالكتب أو القراءة، فقط يبحثون عن الربح السريع'.
"Spines" تدافع عن نموذجها
رغم الانتقادات، دافع المؤسس المشارك لشركة 'Spines'، يهودا نيف، عن نموذج الشركة قائلاً: 'لسنا شركة نشر ذاتي، بل منصة نشر مبتكرة تهدف إلى تسريع العملية'، وأكد أن المؤلفين سيحتفظون بنسبة 100% من حقوق الملكية الفكرية لأعمالهم. كما أشارت الشركة إلى أنها حصلت على تمويل بقيمة 16 مليون دولار في جولة استثمارية حديثة، وهي تسعى لتسريع نشر الكتب عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليص الوقت المستغرق من شهور إلى أسابيع.
مخاوف بشأن الأصالة وجودة المحتوى
في المقابل، حذرت جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة من المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في نشر الكتب، مشيرة إلى أن هذا قد يؤدي إلى تراجع في جودة العمل الأدبي. وقالت آنا جانلي، الرئيسة التنفيذية للجمعية: 'من المرجح أن هذه التقنيات لن تفي بتوقعات المؤلفين، حيث قد يفتقر المحتوى للأصالة والجودة المطلوبة'. كما أبدت القلق من استخدام محتوى محمي بحقوق الطبع والنشر في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المحررين البشر
على الرغم من الانتقادات، تؤكد 'Spines' أنها لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل، وأن المحررين البشريين سيظل لهم دور رئيسي في عملية تحرير الكتب. الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين أسلوب الكتابة وتحديد طول المخطوطات، ولكنها تؤكد أن المراجعة النهائية ستكون دائمًا بواسطة محرر بشري.
رؤية طموحة لدعم المؤلفين
وفقًا لممثل عن 'Spines'، تسعى الشركة إلى تقديم حل سريع وأقل تكلفة للمؤلفين الذين يواجهون صعوبة في النشر التقليدي. وأضاف أن 'هدفنا هو تمكين مليون مؤلف من نشر كتبهم بطريقة مبتكرة، مع الحفاظ على حقوقهم ومساعدتهم على التركيز على ما يفعلونه أفضل: الكتابة'.