كشف باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام في دراسة جديدة عن ارتباط مقلق بين الوقت الذي يقضيه الشخص جالسًا خلال اليوم وبين زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
أضرار الجلوس المطولوأكدت الدراسة أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات ونصف يوميًا قد يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بقصور في القلب، حتى لو كان الشخص يمارس التمارين الرياضية الموصى بها.
زيادة الشيخوخة المبكرة للقلب
وفقًا للدراسة التي نُشرت في 'هيلث داي'، وجدت نتائج مماثلة لدراسة سابقة أشارت إلى أن شيخوخة القلب تتسارع بشكل ملحوظ عند الأشخاص الذين يمضون وقتًا أطول جالسين، وبالرغم من التزام هؤلاء الأشخاص بالتوصيات الخاصة بممارسة التمارين الرياضية، فإن هذا لا يقيهم من المخاطر المرتبطة بالجلوس الطويل.
تحليل بيانات 90 ألف شخص
في الدراسة الحديثة، قام الباحثون بتحليل بيانات حوالي 90 ألف شخص شاركوا في مشروع بحثي مستمر في 'البنك الحيوي البريطاني'، حيث تم متابعة حالاتهم لمدة 8 سنوات، وخلال هذه الفترة، أصيب حوالي 5% من المشاركين بضربات قلب غير منتظمة، و2% منهم بقصور في القلب، بينما أصيب أقل من 2% بنوبة قلبية. كما توفي 1% من المشاركين بسبب أمراض القلب.
10 ساعات ونصف من الجلوس
أظهرت الدراسة أن خطر الإصابة بقصور القلب والوفاة المرتبطة بالقلب يظل منخفضًا حتى يتجاوز الشخص 10.6 ساعة من الجلوس يوميًا، لكن عند هذه النقطة، يبدأ الخطر في الارتفاع بشكل حاد، وأكد الباحثون أن الجلوس المفرط لا يقتصر فقط على قلة الحركة، بل يشكل عبئًا كبيرًا على القلب بمرور الوقت.
التمارين الرياضية لا تكفي
الأمر الأكثر إثارة للقلق في هذه الدراسة هو أن ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيًا، وهي التوصيات التي تقدمها المنظمات الصحية العالمية، لا تكفي للتعويض عن الأضرار الناتجة عن الجلوس المطول. يظل الأشخاص الذين يمضون وقتًا طويلاً جالسين في خطر أكبر من الإصابة بالأمراض القلبية، حتى مع التزامهم بممارسة الرياضة.
يؤكد الباحثون أن الخطر الأكبر يكمن في العادات اليومية غير الصحية، مثل الجلوس لفترات طويلة، وينبغي على الأفراد الحرص على التوازن بين النشاط البدني والتقليل من فترات الجلوس المطول، يشير الخبراء إلى أن الحركة المستمرة خلال اليوم، حتى في شكل تحركات صغيرة أو فترات راحة قصيرة، يمكن أن تساهم في تقليل هذا الخطر.