شهدت أسعار الذهب خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا، حيث تجاوزت حاجز الـ 2,600 دولار للأوقية، مدفوعة بعوامل عديدة منها اضطرابات السوق العالمية، وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة. يعتبر هذا الارتفاع مستوىً قياسيًا جديدًا، مما زاد من التكهنات حول توجهات أسعار الذهب خلال الربع الرابع من 2024، خاصة في ظل التوقعات بمزيد من التذبذب في الأسواق المالية بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية.
العوامل التي تدعم بقاء الذهب فوق مستوى 2,600 دولار
من المتوقع أن تبقى أسعار الذهب مرتفعة خلال الفترة المتبقية من 2024، مدفوعة بعدة عوامل أساسية. أولًا، يؤثر التباطؤ الاقتصادي العالمي وتوقعات الركود المحتمل في بعض الدول الكبرى على قرارات المستثمرين الذين يتجهون نحو الذهب كملاذ آمن. تواصل البنوك المركزية سياسة التيسير النقدي ورفع أسعار الفائدة، مما يضغط على أسواق الأسهم ويعزز جاذبية الذهب.
كذلك، تستمر البنوك المركزية حول العالم، وخاصة في الصين وروسيا، في زيادة احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجيتها لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار الأمريكي. وفقًا لمحللين، هذا الدعم من جانب البنوك المركزية سيبقي على قوة الطلب، وبالتالي سيحمي أسعار الذهب من التراجع السريع في المستقبل القريب .
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب
تزيد التوترات الجيوسياسية في مناطق عديدة من العالم من جاذبية الذهب كاستثمار آمن. الأحداث الجارية في الشرق الأوسط والتوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى تسهم في تحفيز الطلب على الذهب، مما يعزز من قيمته ويزيد من احتمالية استمراره في الارتفاع. أيضًا، المخاوف من عدم استقرار النظام المالي العالمي تدفع بالمستثمرين نحو الذهب كوسيلة لحماية أصولهم المالية.
احتمالات التراجع: هل سيتراجع الذهب في نهاية العام؟
رغم الدعم القوي، هناك بعض التوقعات بأن الأسعار قد تشهد تصحيحًا نسبيًا قبل نهاية العام إذا استقرت الأوضاع العالمية وانخفضت المخاوف الاقتصادية. يعتقد بعض المحللين أن تراجعًا في أسعار الذهب ممكن إذا انخفضت معدلات التضخم وتراجعت سياسات التشديد النقدي في البنوك المركزية، مما يقلل من الضغط على الأصول الآمنة مثل الذهب. في حال ظهور أي إشارات على تهدئة الصراعات الدولية أو استقرار في الأسواق المالية، قد نشهد حركة تصحيحية معتدلة دون أن تتخطى التراجع الكبيريعني هذا للمستثمرين؟
بالنظر إلى التوقعات المتباينة، يُنصح المستثمرون بالتركيز على الاتجاهات طويلة الأجل والحذر من تقلبات الأسعار قصيرة المدى. يمكن للذهب أن يستمر في تقديم عوائد إيجابية كمخزن للقيمة، خاصة في ظل المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. وقد ينصح خبراء الاستثمار بتنويع المحفظة وعدم الاعتماد كليًا على الذهب رغم تحقيقه مكاسب كبيرة.
نظرة عامة على الربع الأخير
بشكل عام، من المحتمل أن يستمر الذهب في الحفاظ على قيمته المرتفعة على المدى القريب نظرًا للدعم القوي من عوامل السوق والمخاوف العالمية، وقد تتراوح أسعاره حول مستوى الـ 2,600 دولار. مع ذلك، فإن أي تطورات إيجابية غير متوقعة على الصعيد الاقتصادي أو السياسي قد تؤدي إلى تعديل هذا المسار.