في ختام زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى جمهورية مصر العربية، صدر بيان مشترك يلخص نتائج الزيارة. جاء هذا البيان تأكيداً على الروابط التاريخية الراسخة والعلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، والتي تجسدها العلاقات بين قيادتي البلدين وشعبيهما.
أهداف الزيارة واللقاء الرسمي
بتاريخ 12 ربيع الآخر 1446هـ الموافق 15 أكتوبر 2024م، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي. جرى استقبال سموه في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته بالتقدم والرقي للشعب المصري. من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لجهود الملك سلمان وتمنياته الطيبة للمملكة العربية السعودية. وقد تناول الجانبان في جلسة المباحثات الرسمية سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في كافة المجالات.
تقدير للزيارات السابقة وإنشاء مجلس تنسيق سعودي مصري
أشاد الطرفان بنتائج الزيارات السابقة، التي عززت التعاون بين البلدين، سواء زيارة الأمير محمد بن سلمان في يونيو 2022 أو زيارة الرئيس السيسي للمملكة في مارس من العام نفسه. وتم توقيع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري برئاسة الأمير محمد بن سلمان من الجانب السعودي والرئيس السيسي من الجانب المصري، ليكون منصة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
الجانب المصري يثني على جهود السعودية في خدمة الحرمين الشريفين
أثنى الجانب المصري على الجهود التي تبذلها السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتقديم التسهيلات للحجاج والمعتمرين من مصر، مشيداً بمستوى التنسيق بين البلدين في هذا الصدد. وقدمت مصر التهنئة للسعودية بمناسبة فوز الرياض باستضافة معرض إكسبو 2030، وأكد الأمير محمد بن سلمان تقدير السعودية لدعم مصر في ترشحها لاستضافة كأس العالم 2034.
تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين
تناول البيان المشترك قوة الروابط الاقتصادية بين السعودية ومصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 8.4 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، بزيادة بلغت 41% عن نفس الفترة من العام السابق. تعد المملكة الشريك التجاري الثاني لمصر، وأكد الطرفان أهمية استمرار العمل على تعزيز حجم التبادل التجاري وإزالة أي عقبات قد تواجهه.
استثمارات مستقبلية مشتركة
تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين، ووقعت اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة لتعزيز الاستثمارات في مختلف المجالات. وشمل ذلك أيضاً دعم البيئة الاستثمارية للقطاع الخاص ومتابعة تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة، مما يسهم في توسع التعاون الاقتصادي.
التعاون في مجالات الطاقة
أشاد البيان بتقدم العمل في مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، وأكد الطرفان أهمية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بما يشمل التعاون في مشاريع الهيدروجين النظيف والتقنيات المتعلقة به. كما تناول البيان التعاون في مجال النفط ومشتقاته والبتروكيماويات.
الجهود في مواجهة التغير المناخي
أعربت مصر عن دعمها لجهود المملكة في مكافحة التغير المناخي، بما في ذلك تبنيها لنهج الاقتصاد الدائري للكربون. وأشادت السعودية بدور مصر في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ واستضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ 27 في شرم الشيخ.
تعزيز التعاون في القطاعات المختلفة
اتفق الطرفان على تعزيز التعاون في العديد من القطاعات بما في ذلك الاتصالات، الاقتصاد الرقمي، القضاء، العدل، مكافحة الفساد، السياحة، التعليم العالي، الإعلام، والصناعة. كما تم الاتفاق على تنسيق الجهود في المنظمات الدولية لتحقيق المصالح المشتركة.
التعاون الدفاعي والأمني
في الجانب الأمني، أكد الطرفان عزمهما تعزيز التعاون الأمني والدفاعي، بما يشمل مكافحة الإرهاب والمخدرات والجرائم العابرة للحدود. كما عبرا عن رغبتهما في تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني.
القضية الفلسطينية والتطورات الإقليمية
أعرب الطرفان عن قلقهما إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، ودعيا إلى ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع. أدان البيان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية، وأكد على ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
التطورات في لبنان واليمن
تناول البيان الوضع في لبنان واليمن، وأكد الطرفان دعمهما لاستقرار لبنان، وأهمية دعم جهود السلام في اليمن، مشيدين بدور السعودية ومصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتقديم المساعدات الإنسانية.
في ختام الزيارة، أكد البيان المشترك على عمق العلاقات بين البلدين، وأهمية مواصلة العمل المشترك لتعزيز التعاون في جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.