دور الفنون في تعزيز القراءة: كيف تلهم الأعمال الفنية الجمهور لاستكشاف الأدب والتراث؟


فنون سينمائية وأعمال مسرحية تجذب مشاهديها إلى القراءة

الاثنين 30 سبتمبر 2024 | 10:38 مساءً
 فنون سينمائية وأعمال مسرحية تجذب مشاهديها إلى القراءة
فنون سينمائية وأعمال مسرحية تجذب مشاهديها إلى القراءة
واس

تعد الأعمال الفنية، من أفلام ومسرحيات، نافذةً أساسية تفتح للمتلقين أبوابًا لاستكشاف عوالم الأدب والتاريخ والتراث، مما يدفع البعض للبحث عن الأصول والكتب التي استُمدت منها تلك الأعمال. ومع انتشار الأفلام والمسلسلات المستوحاة من الروايات والأحداث التاريخية، بات من الطبيعي أن يُثير العمل الفني رغبة لدى المشاهدين للغوص أكثر في تفاصيل القصة المكتوبة. هذه العلاقة الوثيقة بين الفن والأدب تجلت بوضوح في معارض الكتب حول العالم، حيث أصبح البحث عن الكتب التي ألهمت تلك الأعمال جزءًا مهمًا من اهتمام الزوار.

الفن والأدب: حافز لاستكشاف المعرفة

أصبح من المألوف أن يبحث الجمهور عن كتب التراث والسير التي استوحت منها الأفلام أو المسرحيات، خاصةً تلك التي تسرد قصصًا تاريخية أو شخصيات أثرت في مسار الأحداث العالمية. ويعكس هذا التوجه مدى تأثير الفنون البصرية في إحياء التراث الأدبي وربطه بالجمهور، حيث تسهم الأعمال الفنية في تعزيز الرغبة بالعودة إلى المصادر الأصلية.

في هذا السياق، يُعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 أحد أهم المنصات التي تلبي هذه الحاجة، حيث يعرض مجموعة متنوعة من الكتب التي تتناسب مع ميول القراء الذين تأثروا بالأعمال الفنية. كما تسهم دور النشر المشاركة في المعرض في تلبية تلك الرغبات من خلال تقديم إصدارات غنية بالمحتوى الثقافي.

تأثير الفنون في تعزيز القراءة

لعل من أبرز الجوانب التي تُظهر تأثير الفنون في تعزيز شغف القراءة، هو الإقبال الكبير على الكتب التي تم تحويلها إلى أفلام أو مسرحيات. هذه الظاهرة لوحظت بشكل كبير في العالمين العربي والعالمي، حيث تُعتبر الفنون وسيلة قوية لجذب الجمهور إلى الكتب التي لم يكن من السهل الوصول إليها في البداية.

وتحدث المشاركون في معرض الرياض تقرأ عن أهمية دمج الفنون في تنمية الوعي الثقافي، حيث قالت إسراء القرني، مديرة النشر في دار نشر كويتية: 'إن الفنون تُسهم بشكل كبير في تعزيز شغف القراءة، لا سيما عندما تقدم الكتب في إطار ثقافي أو فني'، مشيرة إلى أن الفعاليات الثقافية التي تترافق مع الأعمال الفنية تُحفز الجمهور لاستكشاف المزيد من العناوين.

من جانبه، أشار حسين العتيبي، العارض في دار الأفق، إلى أن مبيعات الكتب التي استندت إليها أعمال فنية شهدت إقبالًا كبيرًا. وقال: 'لقد رأيت كيف تجعل الفنون الكتب تنبض بالحياة، مما يزيد من اهتمام الزوار'.

تجارب الزوار: الفن كجسر للأدب

كما شارك العديد من زوار المعرض تجاربهم الشخصية حول تأثير الفنون في تعزيز شغفهم بالقراءة. فقد ذكرت ريم الكيلاني، إحدى الزائرات، أنها شعرت برغبة قوية في قراءة كتاب بعد مشاهدتها لفيلم سينمائي مقتبس عنه، مؤكدة أن الفنون تجعل القصة أكثر تفاعلًا وواقعية.

على الجانب الآخر، أوضح محمد العتيبي، زائر آخر، أن الفنون تفتح آفاقًا جديدة لفهم النصوص الأدبية بشكل أعمق، مشيرًا إلى أن قراءة الكتب المرتبطة بالأعمال الفنية تعد تجربة تثري العقل وتوسع المدارك.

الفنون والشعر العربي

وتطرّق خالد الأحمد، أحد زوار المعرض، إلى تجربته في اكتشاف الشعر العربي من خلال الأفلام السينمائية التاريخية مثل 'الزير سالم' و'الحجاج'. وأوضح أن هذه الأفلام كانت مليئة بالأبيات الشعرية التي دفعته للبحث عن القصائد الأصلية لفهم المعاني والمضامين التي تحتويها. وأكد أن المشاهد الدرامية ساعدته في استيعاب الكثير من التفاصيل الشعرية التي كانت تبدو معقدة.

دمج الفنون والثقافة: فرصة لتعزيز القراءة

تتضح من خلال هذه التجارب والآراء أن دمج الفنون والثقافة في القراءة يمثل فرصة قوية لتعزيز الوعي الثقافي والفكري. الفعاليات الثقافية التي تواكب تلك الفنون تلعب دورًا حيويًا في خلق بيئة محفزة للقراءة، مما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل. هذه العلاقة بين الأدب والفن تُشكل ركيزة أساسية في بناء ثقافة غنية ومتنوعة تساهم في استمرارية الحركة الثقافية وتقدم المجتمع نحو آفاق جديدة من المعرفة والفهم.

اقرأ أيضا