ما بعد الأرض المحروقة.. سيناريوهان يحسمان "صراع الجنرالات" فى السودان ومخاوف من تحركات "أشباح البشير"


الخميس 27 ابريل 2023 | 04:17 صباحاً
أوكرانيا تنقل 138 مدنياً من السودان إلي مصر
أوكرانيا تنقل 138 مدنياً من السودان إلي مصر
فريق- السعودى اليوم

يدخل القتال الدائر على الأراضى السودانية، يومه الثانى عشر، بعد فشل محاولات دولية لوقف الاقتتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع للمرة الثالثة، وسط تبادل الاتهامات بين طرفى النزاع.

تجدد الاشتباكات المسلحة 

وقد تجددت في الساعات الأخيرة الاشتباكات والضربات الجوية العنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم، والتى تسبَّبت في تفاقم الوضع الإنساني في السودان وفي موجات نزوح كبيرة كما نجمَ عنها مقتل حوالي 459 مدنيًا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين بحسبِ إحصائيات نقابة أطباء السودان

وإزاء تلك التطورارت، تطرق مدير التحرير التنفيذى لصحيفة الإندبندنت عربية عماد البليك، إلى السيناريوهات المتوقعة لإمكانية ما سيحدث في الفترة المقبلة، بالرجوع إلى آخر التطورات السياسية التي قادت للراهن من احتدام القتال في المركز السوداني ممثلاً في الخرطوم.

سيناريوهات القتال فى السودان 

ويوضح أنه من المرجح فى السيناريو الأول الاتجاه للتهدئة واللجوء إلى الوضع السلمي وعودة التفاوض من جديد للخروج من مجمل المأزق السوداني المترتب ما بعد نهاية نظام البشير،، هنا سيطرح سيناريو العودة إلى الاتفاق الإطاري الذي كان متوقعاً أن يتم التوقيع عليه في مطلع أبريل، وقد يقود هذا الاتفاق لتشكيل حكومة مدنية انتقالية تقود الأهداف السابقة في بسط الطريق إلى الانتخابات والمسار الديمقراطي في البلاد،

تبدو مسألة الرجوع للاتفاق السياسي الإطاري مرحب بها من قبل الأطراف الخارجية، وفريق الوساطة الذي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول الإيقاد، إضافة إلى الآلية الرباعية، وهي مجموعة وساطة غير رسمية تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، من خلال التصريحات والبيانات الرسمية لهذه الأطراف فإنه لا طرف يرغب في أن يتصاعد لهيب الحرب السودانية.

تحركات أشباح البشير 

ورغم ما ينطوى عليه الاتجاه الأول من طرح متفائل لكن هناك تعقيد مرتبط بالنظام السابق الذي يعتقد بأنه لا يزال يعمل كأشباح تهدد انتقال البلاد إلى السلام والاستقرار، وهي رواية ضمن المشهد تؤثر فيه حتى لو بجزء طفيف في الراهن، وقد تستخدم في بعض الأحيان كخطاب سياسي أو فزاعة للتخويف، في حين أو الواقع الحالي يفيد مباشرة بأن حالة الحرب والقتال ألغت الماضي وأوصلت السودان لمرحلة جديدة يجب الانطلاق منها للتفكير الصحيح في الحلول المستقبلية.

فيما يوصل السيناريو الثاني إلى مزيد من التعقيد، إذ يقود إلى مزيد من التوتر والعنف والموت والدمار، في حرب قد تستمر لتكون أهلية وتعم البلاد، وجراء ذلك سيعمل المجتمع الدولي على ممارسة أسلحة الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية التي لن تكون مجدية وقد مورست في عهد البشير لسنوات طويلة.

سيناريو الحرب 

فى حال سيناريو الحرب، قد لا يكون هناك من ظافر على المدى القريب، حتى أن انتصاراً للجيش لن يعني نهاية المعركة، إذ سيقود إلى الهيمنة على الخرطوم وهي مركز الصراع الحالي، في حين ستبقى الجيوب والأقاليم الأخرى مفتوحة لمعارك مستمرة وطويلة بين الطرفين المتعاركين، ما يشبه حروب الحركات المسلحة التي عرف بها تاريخ السودان في الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وغيرها، لهذا فالحديث عن الإجهاد والإضعاف لطرف وتحقيق نصر كاسح يبدو غير واقعي الآن.

ويعزز استمرار الحرب نزوح أفراد الشعب السودانى إلى دول الجوار، حيث تشير التقارير الأولية إلى مغادرة ما لا يقل عن ربع مليون لدول الجوار، أيضاً التهديد بالمجاعة وقبل ذلك الموت المجاني والانهيار التام لبنية الدولة السودانية، كما أن توسع نطاق القتال في الأراضي السودانية سيهدد دول الجوار السبع.