يُعتبر إيهاب جلال واحداً من أبرز المدربين المصريين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم كرة القدم المصرية. على مدار سنوات طويلة، تميز جلال برؤية فنية فريدة وحس تكتيكي عالي، مما جعله أحد المدربين المتميزين في إدارة الفرق المحلية. ومع رحيله، فقدت الكرة المصرية شخصية رياضية مهمة قدمت الكثير للرياضة.
البداية كلاعب من الملاعب إلى الإدارة الفنية
ولد إيهاب جلال في 14 أغسطس 1967، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب في صفوف نادي الإسماعيلي، حيث تألق في مركز الدفاع. على الرغم من أنه لم يكن من النجوم البارزين على المستوى الجماهيري، إلا أنه اكتسب خبرة كبيرة في الملاعب، وهو ما ساعده لاحقاً في دخول عالم التدريب بعد اعتزاله.
التحول إلى التدريب: الخطوة الأولى
بعد اعتزاله اللعب، قرر إيهاب جلال التوجه إلى عالم التدريب. بدأت مسيرته التدريبية في الأندية الصغيرة حيث حصل على فرصة تدريب نادي كهرباء الإسماعيلية، حيث أثبت كفاءته وقدرته على تطوير أداء الفرق. عمله الجاد وشغفه باللعبة جذب الأنظار إليه، مما مهد الطريق لفرص تدريب أكبر.
النجاح مع أندية الدوري المصري
وصل إيهاب جلال إلى قمة شهرته التدريبية عندما قاد نادي مصر المقاصة في الدوري المصري الممتاز. تمكن من تحقيق نتائج متميزة مع الفريق، وقاده إلى المنافسة على مراكز متقدمة في جدول الدوري. خلال تلك الفترة، اشتهر جلال بأسلوبه التكتيكي المميز والقدرة على تطوير أداء اللاعبين. لم تتوقف مسيرته هنا، بل قاد فرقًا أخرى مثل إنبي والزمالك والمصري البورسعيدي، حيث حقق نجاحات متفاوتة.
المنتخب المصري: محطة جديدة في مسيرته
في عام 2022، تم تعيين إيهاب جلال مديراً فنياً للمنتخب المصري خلفًا للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش. كانت هذه الخطوة واحدة من أبرز محطات مسيرته التدريبية. ومع ذلك، لم تدم فترته مع المنتخب طويلاً، حيث تم إنهاء التعاقد معه بعد سلسلة من النتائج غير المرضية، لتكون تجربة مختصرة ولكنها تركت أثراً كبيراً.
التحديات والإنجازات
واجه إيهاب جلال خلال مسيرته العديد من التحديات، خاصة في ظل ضغوط الجماهير والإعلام. وعلى الرغم من ذلك، تمكن من تجاوز العديد من الصعوبات وتحقيق إنجازات ملحوظة. كان له دور كبير في اكتشاف مواهب جديدة وتطوير اللاعبين الشباب في الفرق التي قادها.
الرحيل: خسارة للكرة المصرية
في 13 سبتمبر 2024، توفي إيهاب جلال بعد صراع مع المرض، ليفقد الوسط الرياضي المصري مدرباً قديراً ورجلاً كرّس حياته لتطوير كرة القدم. كانت وفاته خسارة كبيرة لعالم الرياضة المصرية، حيث ترك إرثاً كبيراً من العمل الجاد والإنجازات.
إرثه وتأثيره على الأجيال القادمة
ترك إيهاب جلال إرثاً كبيراً في عالم التدريب في مصر، حيث قدم نموذجاً يحتذى به للمدربين الشباب. سيكون لتجربته التدريبية تأثير طويل الأمد على الأجيال القادمة، سواء من اللاعبين أو المدربين، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الكرة المصرية.