تختلف حالات فرض الضرائب من دولة لأخرى، والتى يعود بعضها لأسباب غريبة تبعًا للعادات والتقاليد بين شعوب تلك الدول إما لتغيير بعض السلوكيات أو جباية الأموال، منها على سبيل المثال لا الحصر ضريبة اللحية، ضريبة أصحاب الأبقار، وغيرها من الضرائب التى يستعرضها الكاتب الصحفي عبدالله الردادي.
تناول 'الردادى'، عبر مقال بعنوان 'ضريبة اللحية' بصحيفة 'الشرق الأوسط' ، أغرب حالات فرض الضرائب في عدة دول مختلفة عبر التاريخ، موضحًا أن أبرز ما يذكره التاريخ ضريبة اللحية التي فرضها (بيتر الأكبر) قيصر روسيا في القرن الثامن عشر.
وبين أنه في بداية توليه الحكم ذهب في رحلة أوروبية استمرت عامين، هدف منها إلى معرفة أسباب تفوق أوروبا على روسيا، وحين عاد إلى روسيا كان قد عزم النية لتغييرها لتكون أقرب إلى أوروبا، وكان أول قراراته هو فرض قانون يحتم على الرجال حلق لحاهم ليكونوا أقرب إلى مظهر الأوروبيين المعاصرين.
النبلاء أول ضحايا حلق الحلى
فرض هذا القانون في الحفل الذي أعد لاستقبال بيتر الأكبر من رحلته، وكان أول ضحايا هذا القانون النبلاء الذين حضروا لاستقباله. معقبا : ولكي يظهر جديته، فقد استلّ (بيتر الأكبر) موسه وقام بحلق لحى النبلاء بنفسه.
وأمام اعتراضات الكنيسة الكاثوليكية أنذاك، سمح للرجال بترك لحاهم مقابل ضريبة اختلفت بحسب الطبقات الاجتماعية، فدفع الفلاحون مبالغ ضئيلة، بينما يدفع النبلاء والمسؤولون العسكريون مبالغ باهظة.
ضريبة على أصحاب الأبقار
لم تكن قصة القيصر في ضريبة اللحية الأغرب في التاريخ، حيث قررت حكومة نيوزيلندا عام 2003 م ضمن جهودها في مكافحة التغير المناخي، فرض ضريبة على أصحاب الأبقار، بسبب غاز الميثان المنبعث منها! وعدد الأبقار في نيوزيلندا - لمن لا يعلم - يزيد على عدد الشعب النيوزيلندي نفسه (6.2 مليون مقابل 5.1 مليون)، واعتماد البلد الاقتصادي على المواشي لا يستهان به، ولذلك فقد لاقى القرار سخطاً شعبياً، كما جوبه بسخرية على المستوى العالمي حين سمي بـ«ضريبة الفساء»، أجلّكم الله. وقد أوقفت الحكومة بعدها هذا القرار ولم ينفذ.
وبعد 20 عاما على هذا القرار، عادت الحكومة النيوزيلندية لطرح هذا القرار، الذي تداولته وسائل الإعلام المعتبرة باسم «ضريبة التجشؤ والفساء»، وقد يطبق بالفعل بحلول عام 2025.