كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بليموث في المملكة المتحدة أن ألعاب الإنترنت، مثل لعبة 'Dungeons and Dragons' (D&D)، قد تساعد في تعزيز المهارات الاجتماعية للأشخاص المصابين بالتوحد. وأوضحت الدراسة أن وضع هؤلاء الأفراد في بيئة اجتماعية مريحة، حيث يمكنهم التفاعل بحرية، قد يساهم في تحسين أدائهم الاجتماعي والشخصي.
ألعاب الإنترنت تعزز المهارات الاجتماعية للمصابين بالتوحد
أُجريت الدراسة على مجموعة صغيرة تتألف من 8 أفراد مصابين بالتوحد، شاركوا في لعبة 'Dungeons and Dragons' عبر الإنترنت لمدة 6 أسابيع. اللعبة هي لعبة تقمص أدوار شهيرة، تتيح للمشاركين تمثيل شخصياتهم في سيناريوهات خيالية، وذلك تحت إشراف مدير اللعبة. هدفت الدراسة إلى معرفة مدى تأثير هذه البيئة الاجتماعية الافتراضية على المشاركين، وما إذا كان بإمكانهم تطبيق ما تعلموه في حياتهم اليومية.
وأظهرت النتائج أن المشاركين كانوا قادرين على إخفاء بعض أعراض التوحد أثناء اللعب، وشعروا بالاندماج الطبيعي مع اللاعبين الآخرين في جو ترحيبي وداعم. كما أشار المشاركون إلى أنهم تمكنوا من تجربة أدوار جديدة وشخصيات مختلفة في اللعبة، مما ساعدهم على تحسين تصورهم الذاتي وزيادة ثقتهم في التواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور جراي أثيرتون، الباحث الرئيسي في الدراسة: 'تتحدى لعبة Dungeons and Dragons العديد من الأفكار الخاطئة حول التوحد، مثل الاعتقاد بأن المصابين بالتوحد غير مهتمين بالأنشطة الاجتماعية أو يفتقرون إلى الخيال'. وأضاف أن اللعبة تركز على العمل الجماعي والتفاعل في بيئة خيالية، مما يجعلها وسيلة فعالة لتعزيز المهارات الاجتماعية للمصابين بالتوحد.
تشير هذه النتائج إلى أن الألعاب عبر الإنترنت قد تكون أداة مفيدة في دعم الأشخاص المصابين بالتوحد من خلال خلق بيئة تفاعلية تمكنهم من التواصل والتعبير عن أنفسهم بحرية.
