تواجه الزراعة في تركيا أزمة حادة نتيجة لتأثيرات تغير المناخ، والتي تهدد بإضعاف الإنتاج الزراعي وزيادة أسعار المواد الغذائية.
تغير المناخ يهدد الزراعة في تركيا
وفقًا للتقارير الأخيرة، تعاني منطقة سيحان في ولاية أضنه من نقص شديد في المياه بسبب الجفاف المستمر، مما يهدد بقاء زراعة محاصيل رئيسية مثل الصويا والبطاطس والبصل. وقد أدى هذا النقص إلى انخفاض كبير في الإنتاج المحلي والتصدير، مما يؤثر بشكل مباشر على إيرادات المزارعين.
انخفاض مخزون المياه في سد سيحان
في رسالة وجهتها السلطات الزراعية إلى المزارعين، تم الإبلاغ عن انخفاض مخزون المياه في سد سيحان إلى 357.31 هيكتومتر مكعب، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات الري لجميع المحاصيل. وأدى هذا النقص إلى دعوة المزارعين لتأجيل زراعة المحاصيل في فصل الخريف إذا لم يتمكنوا من تأمين إمدادات المياه بأنفسهم. وقد أثار هذا القرار استياءً كبيرًا بين المزارعين، الذين انتقدوا ضعف الاستثمارات في قطاع المياه وسوء إدارة الموارد.
تسعى تركيا للتعامل مع هذه الأزمة من خلال دعم البنك الدولي، الذي وافق على تقديم تمويل بقيمة 600 مليون دولار لمواجهة تأثيرات الجفاف والفيضانات. ومع ذلك، شهدت أسعار الفواكه والخضراوات في البلاد ارتفاعًا ملحوظًا خلال أشهر الصيف، حيث تراوحت أسعار الطماطم والخيار بين 40 و50 ليرة، بينما بلغ سعر الكرز والعنب حوالي 100 ليرة.
تتوقع وزارة الزراعة الأميركية انخفاض محصول القمح في تركيا بنسبة 11% على أساس سنوي، مما يضيف إلى الضغوط التي يواجهها القطاع الزراعي. الجفاف أدى إلى زيادة استعمال المبيدات الحشرية، مما ساهم في رفع تكلفة الإنتاج الزراعي، بينما زادت أيضًا أسعار الديزل والنقل. هذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى تراجع كبير في إنتاج الحبوب في منطقة الأناضول بنسبة تصل إلى 30%.
الارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتدهور جودة المحاصيل يشكلون تحديات رئيسية للقطاع الزراعي في تركيا، مما يتطلب استجابة فعالة ومستدامة لضمان الأمن الغذائي في المستقبل.