اختتم اليوم الإثنين المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ـبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله تحت عنوان: (دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال)، بمشاركة وزراء ومفتين ورؤساء مجالس إسلامية ب 62 دولة، والذي أقيم بمكة المكرمة.
اقرأ ايضا:بالصور.."دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي"في الجلسة السابعة المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف
تعزيز الوسطية والاعتدال وخدمة الإسلام
وأشاد المؤتمر في بيانه الختامي الصادر اليوم بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولى عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ المبذولة في تعزيز الوسطية والاعتدال وخدمة الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء، كما يثمن المؤتمر جهود الدول الأعضاء في التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية متطلعين إلى مزيد من العطاء في خدمة الشأن الإسلامي.
إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة
المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ناقش العديد من القضايا
وأكد المؤتمر في بيانه أن هذا المؤتمر التاسع في مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وبجوار بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً وربط الله بينه وبين المسجد الأقصى الذي بارك حوله في قوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير)، على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية العادلة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحمايته من الاعتداءات الوحشية والإبادة الجماعية ووقف العدوان على غزة وأهلها ، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود سنة 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية واستعادة كافة حقوقه المشروعة لتحقيق السلام العادل والدائم ويدعو المؤتمر المجتمع الدولي وكافة المنظمات الخيرية والإنسانية والإغاثية الرسمية والأهلية إلى دعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه في محنته وإنهاء معاناته.
ضرورة المحافظة على الجماعة ووحدة الصف
وحث المؤتمر ضرورة المحافظة على الجماعة ووحدة الصف واجتماع الكلمة لأنها من أعظم أصول الإسلام، عملاً بقوله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) آل عمران: 103 محذرين من كل ما يؤدي إلى الفرقة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم لما في ذلك من المفاسد العظيمة من سفك الدماء واستباحة الأموال وانتهاك الحرمات وإذكاء الطائفية.
كما أكد المؤتمر على أهمية حماية القيم الأخلاقية والأسرية في المجتمعات، ورفضه لأي محاولات لفرض مفاهيم اجتماعية دخيلة أو أي صورة أخرى مزعومة للأسرة أو أي علاقات جنسية بديلة خارج إطار الزواج تخالف الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها.
ضرورة مواجهة خطابات الكراهية
وشدد المؤتمر على ضرورة مواجهة خطابات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ووضع برامج ثقافية ورؤى مستقبلية لمناهضة تشويه صورة الإسلام والتحريض على العنف على أساس الدين أو العرق، وفي هذا الإطار أعرب المؤتمر عن ترحيبه باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن ' تدابير مكافحة كراهية الإسلام ' وتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة ( الإسلام فوبيا ).
توصيات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف
المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ناقش العديد من القضايا
وصدر عن المؤتمر ثمان توصيات هي:
أولاً:
تعزيز الدعوة إلى منهج الوسطية والاعتدال وتصحيح فهم الخطاب الديني ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد والتأكيد على مسؤولية وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات في ترسيخ هذا المنهج من خلال تأهيل وتدريب الائمة والخطباء والدعاة وتكثيف البرامج في ذلك.
ثانيا:
التوكيد على ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويواكب مستجدات العصر ونوازله ويراعي حاجة المجتمعات مع الحذر من الفتاوى الشاذة والفتاوى في قضايا الأمة من غير الجهات الرسمية والمجامع العلمية المعتمدة .
ثالثا:
زيادة التنسيق والتعاون وتبادل الزيارات والخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء في المؤتمر في مجال الشأن الإسلامي وتعزيز العلاقات مع الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية.
رابعاً:
وضع برامج نوعيه لتعزيز قيم التسامح والتعايش تستهدف الوقاية والمعالجة لحماية المجتمعات من آفات الطائفية والعنف المبني على أساس الدين أو العرق.
خامساً:
تعزيز المواطنة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف لتحقيق الاستقرار في المجتمعات الإسلامية.
سادساً:
استمرار العمل على تبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في عمارة المساجد وصيانتها وتعزيز كفاءة منسوبيها وتوظيف كافة الإمكانات والتقنيات الحديثة بما يحقق تعظيم رسالة المسجد السامية حسياَ ومعنوياَ.
سابعاً:
العمل على توظيف الإعلام ووسائل التواصل في خدمة ونشر رسالة الإسلام السمحة وقيمه الحضارية.
ثامناً:
التعاون بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات في مجال الأوقاف وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المستدامة وتوعية أفراد المجتمع ومؤسساته بأهميتها وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع.
تقديم الشكر لخادم الحرمين لرعايته المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف
وفي ختام المؤتمر، قدم المشاركون الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ــ حفظهما الله ــ على رعايتهما واهتمامهما بالمسلمين عامة، مثمنين ما تبذله قيادة المملكة من أعمال مباركة لخدمة الإسلام والمسلمين، كما قدموا شكرهم لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بمعالي وزيرها الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي لتنظيمهم هذا المؤتمر الإسلامي وإخراجه بصورة متميزة وكما شكروا أعضاء المجلس على جهودهم وعنايتهم لإنجاح أعمال.
جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف
وكان المؤتمر قد أشتمل على عشر جلسات شارك فيها نخبة من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وهي: -تجديد مفهوم الخطاب الديني ودوره في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال
-مواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب
-أهمية تحصين المنابر من خطابات الكراهية والتطرف
-القيم الإنسانية المشتركة وقيم التسامح والتعايش والكراهية ضد المسلمين
-دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي الإجمالي،
-الصناديق الوقفية ودورها الإنمائي والاستثماري
-ر التجارب المقدمة من وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في المواصفات الفنية والمعمارية في بناء المساجد وصيانتها وتعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة والبرامج المنوطة بهم، وخطورة الفتوى بدون علم أو تخصص وأثر انحرافها عن منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز المواطنة في دول العالم الإسلامي، ووسائل التواصل الحديثة ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في الاستفادة منها والوقاية من أخطارها، ومخاطر الإلحاد وسبل مواجهته.