تتميز العلاقات التجارية المصرية التركية بالقوة ،وتتطور يوما بعد اخر ،ويعتبر استيراد تركيا للغاز المصري أحد أوجه التعاون بين البلدين ، وتسعي تركيا الي استيراد الغاز المسال المصري بعقود طويلة الأجل، في إطار خطة أنقرة للتحول إلى مركز دولي لتجارته، وفق رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي.
مصر، حققت رقما قياسيا في صادرات الغاز الطبيعي العام الماضي
تصدير الغاز أرشيفية
وتبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي في مصر 63.30 تريليون قدم مكعبة بنهاية 2021، ما يجعلها الأكثر امتلاكًا للاحتياطيات في منطقة شرق البحر المتوسط،وحققت مصر، ، رقما قياسيا في صادرات الغاز الطبيعي العام الماضي ، لتصل إلى 8 مليون طن هذا العام مقارنة بـنحو 7 مليون طن العام السابق،وبلغت قيمة ما تم تصديره من الغاز الطبيعي خلال العام حوالي 8.4 مليار دولار بالمقارنة بـنحو 3.5 مليار دولار خلال عام 2021، أي بنسبة زيادة 140 بالمئة عن عام 2021، وذلك بسبب زيادة أسعار تصدير الغاز الطبيعي المسال عالمياً.
وتأتي تركيا في مقدمة المستوردين للغاز المسال المصري في عام 2022، بنسبة 27%، تليها إسبانيا،وقفزت واردات تركيا من الغاز إلى أعلى مستوياتها، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بنحو 157.1 مليون متر مكعب يوميًا، مقابل 118.2 مليون متر مكعب يوميًا، في الشهر نفسه من عام 2019.
وشهدت العلاقات المصرية التركية تطورا كبيرا بعد تبادل الزيارات بين وزراء الخارجية ،مما يفتح الطريق أمام مزيد من التعاون في كافة المجالات .
وتسعي تركيا الي تدشين مركز دولي للغاز وقامت بتمرير القرارات التشريعية الأولى الخاصة بمركز الغاز ، مما يمكن شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش)، وغيرها من الشركات من العمل بشكل أسرع وأسهل في هذا المجال.
وتأمل تركيا في ان تتحول للمركز الدولي لتجارة الغاز مما يمكنها من خفض الأسعار ،وفتح الطريق أمام بيع الغاز إلى أوروبا.
اقرأ ايضا:أول محطة للطاقة النووية بتركيا تبدأ انتاج الكهرباء خلال عام
طفرة في العلاقات التجارية بين مصر وتركيا
وشهدت العلاقات التجارية بين مصر وتركيا طفرة بدءا من عام 2005 حيث تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة في عام 2005، إذ بلغت في هذا العام 1.5 مليار دولار.
وواصلت النمو إلى أن بلغت 8.5 مليار دولار في 2021، ثم قفزت إلى ما يقارب الـ10 مليارات دولار في العام المنصرم، لأرتفاع واردات تركيا من الغاز المسال المصري.
ومن المتوقع ان يستمر تفوّق قيمة الصادرات المصرية على الواردات من تركيا في الميزان التجاري بين البلدين، خلال العام الجاري (2023)، بفضل الغاز المسال القادم إلى أنقرة من القاهرة.
وتمتلك مصر بنية تحتية وخبرات كبيرة في مجال الغاز ،وتمتلك مصانع لإسالة الغاز في مقدمتها مصنع ادكو بدمياط علي ساحل البحر المتوسط ويتكون المصنع العملاق من خطين تكنولوجيين بسعة 3.6 لكل منهما مليون طن من الغاز الطبيعي المسال كل عام (ما مجموعه 10 مليار متر مكعب من الغاز). تم بناء خزانين سعة كل منهما 140.000 م 3 لتخزين المنتجات قبل الشحن.
والقدرات المصرية تعطي ميزة للقاهرة لتكون لاعبا هاما في سوق الغاز ،ويتيح الفرصة لمزيد من التعاون بين تركيا ومصر في هذا المجال ،وزيادة الصادرا الي تركيا والتي يمكن ان تعيد تحويل الغاز المسال الي طبيعي وأعادة تصدريه الي اوربا .
اقرأ ايضا :القارة السمراء تستحوذ على 56% من السعة العالمية لمحطات الغاز المسال العائمة
تركيا بدأت تصدير كميات من الغاز الي جنوب اوربا
حاملات الغاز المسال -أرشيفية
وبدأت تركيا بالفعل مؤخرا بتصدير الغاز منذ مدة طويلة، ولكن بحجم صغير، ما زاد من أهميتها في توزيع الغاز، والذي يتدفق حاليًا إلى تركيا من دول عديدة، مثل روسيا وأذربيجان وتركمانستان وإيران والجزائر وقطر، في صورة الغاز المسال، ثم يُعاد تصديره إلى جنوب أوروبا وشرقها،
وتنفذ تركيا المرحلة الثانية من تدشين مشروع إطلاق مركز دولي لتجارة الغاز، الذي تستهدف من خلاله الحصول على الغاز الروسي وتصديره إلى شمال أوروبا.
وشهدت العلاقات التركية الروسية طفرة غير مسبوقة بعد الأزمة الاوكرانية حيث لعبت تركيا دورا هاما سعيا لإجراء مفاوضات بين البلدين ،وايضا اقرار اتفاقية الحبوب .
