الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة، يعيش العالم الإسلامي والمسلمون في شتى بقاع الأرض أفضل أيام في العام وهي العشر الأوائل من شهر ذي الحجه المحرم والذي فيه يوم عرفة، حيث يتسأل المسلمون عن الفرق بين يوم عرفة وليلة القدر وأجر كل منهما.
أيهما أفضل يوم عرفة ام ليلة القدر؟
وحرصا من صحيفة 'السعودي اليوم' لخدمة قرائها ومتابعيها نرصد لكم في السطور التالية الفرق بين يوم عرفة وليلة القدر وأجر كل منهما وأيهما أفضل.
يوم عرفة أعظم أيام الله
تعتبر ليلة القدر ويوم عرفة أفضل يوم وليلة ينتظرهما المسلمون كل عام لما لهما من أجر عظيم واستجابة للدعاء، ولكن هناك فرق بين يوم عرفة وليلة القدر، فلكل منهما فضل مختلف؛ فيشهد اليوم يوم عرفة أعظم أيام الله، الذي تغفر فيه الذنوب، وتجاب فيه الدعوات، وينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا وينادي الملائكة ليبلغهم بالمسلمين الذين أتوا إليه يطلبون الرحمة والمغفرة من كل حدب وصوب، ويشهدهم إنه قد غفر له وهو أحد أركان حجة الإسلام.
ليلة القدر أفضل ليلة في السنه
كما تعتبر ليلة القدر أفضل ليلة في العام فيها يضاعف الثواب وتغفر الذنوب أيضًا، وتتنزل الملائكة و تصفد الشياطين وإن من عبادة الله في تلك الليلة القيام والدعاء والتسبيح، وليلة القدر هي الليلة التي قال عنها الله تعالى في كتابه الكريم: 'لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ'.
الفرق بين يوم عرفة وليلة القدر
وورد عن النبي ما يوضح الفرق بين يوم عرفة وليلة القدر إذًا أيهما أفضل عند الله، اختلف العلماء في تحديد الأفضل عند الله فكلاهما لهما فضله ومكانته، وقد قال صلى الله عليه وسلم ما يؤكد أن يوم عرفة هو الأفضل عند الله:
-الرأي الأول:
يؤكد أن ليلة القدر هي الأفضل مستندًا بقوله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، ولها فضل عظيم ليقول رأى أخر عن ليلة القدر أنها ثاني أفضل يوم عند الله بعد يوم عرفة.
-في رأي آخر:
قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: ”انظروا إلى عبادي، جاءوني شعثًا غبرًا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة'.
ليلة القدر ويوم عرفة أفضل الأيام والليالي
واختلف علماء الدين حول تحديد اللية الأفضل عند الله ولكن وفقا للقرآن والسنة النبوية والأحداديث فليلة القدر ويوم عرفة من أفضل الأيام والليالي عند الله عز وجل ولا يوجد ما هو أفضل منهم وأكثر أجر لمن قام وصام ودعا الله فيهم.
هل ينزل الله يوم عرفة؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين).
يوم الحج الأكبر، وهو يوم الرحمة ويوم المغفرة، وشاءت إرادة الله (عز وجل) ألا يحرم فيه أحدًا من الفضل العميم، فبينما يتجلى سبحانه على حجاج بيته الحرام برحمته ومغفرته فإنه يفتح هذه الأبواب واسعة لخلقه أجمعين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن رب العزة (عَزَّ وَجَلَّ) في الحديث القدسي: «إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غفَرْتُ لَهُمْ».
هل نزول الله حقيقي يوم عرفة؟
ونزوله تعالى إلى السماء الدنيا إنما هو نزول حقيقي يليق بجلاله سبحانه، ولا يعرف كيفيته إلا هو عز وجل، ولا ينافي استواءه على العرش، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب السلف والأئمة أنه مع نزوله إلى سماء الدنيا لا يزال فوق العرش لا يكون تحت المخلوقات ولا تكون المخلوقات محيطة به قط، بل هو العلي الأعلى: العلي في دنوه، القريب في علوه، ولهذا ذكر غير واحد إجماع السلف على أن الله ليس في جوف السماوات، ولكن طائفة من الناس قد يقولون: إنه ينزل ويكون العرش فوقه ويقولون: إنه في جوف السماء وإنه قد تحيط به المخلوقات وتكون أكبر منه، وهؤلاء ضلال جهال مخالفون لصريح المعقول وصحيح المنقول، كما أن النفاة الذين يقولون: ليس داخل العالم ولا خارجه جهال ضلال مخالفون لصريح المعقول وصحيح المنقول، فالحلولية والمعطلة متقابلان.
ما هو الوقت الذي ينزل فيه الله يوم عرفة؟
قالت اللجنة الدائمة للإفتاء في الممكلة: لا تعارض بين نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من كل ليلة مع اختلاف الأقطار وبين استوائه عز وجل على العرش، لأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، ففي الإمكان أن ينزل كما يشاء نزولا يليق بجلاله في ثلث الليل الأخير، بالنسبة إلى كل قطر، ولا ينافي ذلك علوه واستواءه على العرش، لأننا في ذلك لا نعلم كيفية النزول ولا كيفية الاستواء، بل ذلك مختص به سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه يستحيل في حقه أن ينزل في مكان ويوجد بمكان آخر في تلك اللحظة ـ كما هو معلوم ـ إلا الله عز وجل فهو على كل شيء قدير، ولا يقاس ولا يمثل بهم، لقوله عز وجل: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ـ وقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.