اصيبت بالسرطان مرتين..امال اسماعيل سيدة مصرية هزمت التحديات وحصلت على الماجستير بعمرالـ80


الاربعاء 29 مارس 2023 | 06:29 مساءً
امال اسماعيل قصة كفاح
امال اسماعيل قصة كفاح
فريق_السعودي اليوم

الكثير منا تتحطم احلامه مع تقدم العمر وتنكسر على صخور التحديات الجمة التى تواجهه،الا ان السيدة المصرية آمال إسماعيل هزمت هذه التحديات واستطاعت ان تعود للتعليم بعد ان توقفت لمدة 30 عامًا،حيث لم تحصل حينها سوي على الشهادة الاعدادية  ،ومع مضي الايام لم ينتهى الحلم فى استكمال التعليم  لتعود مرة ثانية لتحصل على الشهادة الجامعية، وتستكمل الرحلة بالحصول على درجة الماجستير بعمر الـ80 عامًا.

ومازلت امال تحلم بالمزيد من النجاح ،حيث تخطط للحصول  على الدكتوراه، مما يجعل قصة كفاحها ملهمة   للنساء اللواتي يرغبن فى إكمال تعليمهن .

ولدت امال في إحدى القرى الريفية بدلتا مصر، قائلة: 'لم يكن يدور في مخيلتي أن أتزوج وأتعلم في الوقت ذاته، إذ كنت البنت الصغرى في ترتيب أخواتي الأربعة، وسبقتني فتاتان تزوجا في سن صغيرة، وأصبحت مؤهلة للزواج مثلهما'.

الالتحاق بالمدرسة الفرنسية

تلقى والدها والذى كان يعمل عمدة لقريتهم نصحية من  'أحد الضباط ، أقنعه بضرورة أن تلتحق  بالمدرسة الفرنسية بمدينة المنصورة، حتى يصبح لها شأن'، ووافق والدها رغم أنه لم يكن معتادًا في وقتها على دراسة البنات في هذه الفترة.

وبعد انتقالها للدراسة، تقدم لها زوجها، وعقدت خطوبتها، واستكملت دراستها في الوقت ذاته.

اقرأ ايضا :تفويض وزير التعليم بالتباحث مع الصين في مجال التدريب التقني والمهني

الاصابة بالسرطان 

اصيبت امال  بمرض خطير في الغدة الدرقية استلزم علاجه عدة أشهر،وبعد رحلة معناة من الله عليها بالشفاء ،ولكن كان ذلك بداية لعدة تحديات واجهتها امال .

تقول :بعد شفائي في عمر الـ14 سنة لم أعاود الدراسة مرة ثانية، وتزوجت في العام ذاته لتعلقي الشديد بزوجي، واستمرت حياتنا وأنجبت أبنائي، إلا أنه بعد وصولي لعمر الـ38 عامًا قررت العودة للتعلًم، وحصلت على الشهادة الإعدادية، وتوقفت مرة ثانية 30 عامًا استجابةً لزوجي الذي رفض استكمالي التعليم'.

وبالرغم من ذلك ،لم تنسي امال حلم استكمال التعليم، قائلة 'انشغلت طوال الـ30 عامًا بتربية الأبناء ومساعدة زوجي في الإنفاق على الأسرة، كما تعرضت للإصابة بمرض السرطان، واستفدت منه في تعلم الصبر والتمسك بالحياة'.

وعند وصولها  لعمر الـ68 عامًا شجعتها ابنتها  للعودة لاستكمال التعليم في ظل شغفي بالقراءة، واقتنعت بكلامها وتقدمت لوزارة التعليم بأوراق حصولي على الشهادة الإعدادية، لأبدأ بدراسة الثانوية العامة، واجتزت المرحلة بمجموع 83% والتحقت بكلية الآداب'.

الحصول على الماجستير

واستمر مسلسل التحديات الذى واجهته امال بصبر ، بعد إصابتها للمرة الثانية بمرض السرطان، ولكن من الله عليها مجددا ، واستكملت التعلًم في كلية الآداب، وفي يوم تخرجها من الكلية في عام 2018، تقدمت بطلب دراسة الماجستير.

وتضيف: 'وبعدما بدأت في دراسة تمهيدي ماجستير، تعرضت لكسر في الحوض، ما أقعدني في المنزل لمدة 6 شهور متواصلة، إلا أن ذلك لم يمنعني من استكمال الدراسة، بل شجعني أكثر للحصول على الماجستير'.

واختارت امال ، عنوان 'أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة' لرسالة الماجستير، والتي تناولت أهمية ودور المسنين في النسق الاجتماعي داخل الأسرة، وأكدت على أهمية الحفاظ على كبار السن، والاستفادة من خبراتهم، والتي تراهم 'ثروة' يجب الحفاظ عليها وعدم إهدارها.

وتعتبر امال  أن الأهم من إنجازها بالحصول على درجة الماجستير في عمر الـ80 عامًا، هو حصولها على درجة الامتياز في الماجستير، وتوصية اللجنة العلمية بطباعة الرسالة على نفقة جامعة المنصورة وتبادلها بين الجامعات المصرية.

وتحلم امال بمواصلة مشوارها التعليمي والحصول على درجة الدكتوراه خلال الفترة المقبلة، قائلة :'إذا كان في العمر بقية لن أتوقف عن التعلّم، وسأسعى لإعداد رسالة ماجستير ثانية عن المخدرات، لتوعية الشباب بخطورتها، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني'.

اقرأ أيضا