يعد البحر الأحمر شريان إمداد رئيسي، لكنه بعد الهجمات المتكررة من الحوثيين وتهديدهم المستمر للسفن المتجهة الى إسرائيل، ردًا على الحرب التي يشنها الاحتلال على حركة حماس في قطاع غزة.
وتهدد الاضطرابات التي تشهدها الملاحة في البحر الأحمر بتعميق آلام الاقتصاد العالمي، بعد أن قررت شركات عالمية كبرى زيادة أسعار الشحن، لتجنبها السير عبر البحر الأحمر وقناة السويس التي تمثل نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية.
تجنب طريق البحر الأحمر الرئيسي
فعلى إثر الهجمات ارتفعت تكلفة شحن البضائع بشكل ملحوظ مع استمرار شركات الشحن العملاقة في تجنب طريق البحر الأحمر الرئيسي، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن بنسبة 80 بالمئة في الأسبوع الماضي، بعد أن ارتفعت بالفعل بنسبة 50 بالمئة تقريبًا في الأسبوع السابق، طبقاً لتقرير نشرته 'سكاي نيوز' البريطانية.
ارتفاع رسوم نقل البن
وفي هذا الصدد، قالت المنظمة الدولية للقهوة، إن شركات الشحن التي تنقل البن زادت رسوم النقل في بعض المسارات نتيجة هجمات في البحر الأحمر دفعت السفن التجارية لاتباع طرق بديلة.
وقالت المنظمة في تقرير إن الموقف في المنطقة دفع بعض شركات الشحن لتغيير مساراتها لتقليل المخاطر.
ويعتمد زبائن في أوروبا على كميات كبيرة من البن من دول آسيوية منها فيتنام، ثاني أكبر منتج في العالم، وكذلك إندونيسيا. كما يشترون أنواعا من البن عالية الجودة من إثيوبيا وكينيا في شرق أفريقيا.
وقد يكون للمشكلات في البحر الأحمر تداعيات إضافية على البن والكاكاو والقطن خاصة وأن السلع الزراعية هذه تنقل عادة في حاويات.
تعليق رحلات الشحن
وأعلن عديد من عمالقة الشحن عن تعليق رحلاتهم عبر البحر الأحمر، عقب تعرض السفن لهجمات هناك، وفي ضوء التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة، والتي ترفع علاوة المخاطر، من بين تلك الشركات 'سي أم آ سي جي أم' العملاقة الفرنسية، و 'شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن' MSC الإيطالية السويسرية.
وارتفع سقف أسعار الشحن البحري، الأسبوع الماضي نتيجة تحويل مسار السفن من البحر الأحمر.
فيما وصل السعر إلى 2694 دولارًا لكل حاوية قياس 20 قدمًا من شنغهاي إلى أوروبا، وذلك بعد أن كانت الأسعار في الأسبوع الذي سبقه 1497 دولارًا لنفس الحاوية، وفقًا للبيانات المقدمة إلى سكاي نيوز من قبل الخدمات اللوجستية العالمية، شركة دي إس في.
فلم يكن السعر مرتفعًا إلى هذا الحد منذ 30 سبتمبر 2022، أي قبل 15 شهرًا.
وبالطبع يؤثر ارتفاع أسعار الشحن على المبالغ التي يتم دفعها عند الخروج ويمكن أن يكون له تأثير تضخمي، حيث أن معظم البضائع ستنفق خلال الرحلة حتى الوصول إلى المستهلكين.
يمكن أن يؤدي تجنب المنطقة بتغيير المسار لإضافة ما يصل إلى أسبوعين من وقت بدء الرحلة، حيث أن البديل هو السفر إلى جنوب إفريقيا وحولها عبر رأس الرجاء الصالح.