أزمة اقتصادية كبيرة تواجه العالم خلال الفترة الماضية وخاصة بعد إعلان عدد من البنوك افلاسها، وألقت هذه الأزمة بظلالها على الأسواق المالية والأصول حول العالم.
بنك سيلكون فالي الأمريكي
وانطلقت هذه الشرارة بانهيار بنك سيلكون فالي الأمريكي قبل نحو عشرة أيام، ومن ثم تعثر العملاق السويسري 'كريدي سويس' الذي انتهت معاناته باستحواذ بنك يو بي إس أكبر بنك في سويسرا عليه في صفقة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار.
النفط وتأثرة بالأزمة الاقتصادية
وأثرت هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي وكان التأثير الأكبر على النفط حيث تراجع 11.8 في المائة خلال الفترة من 10 مارس الجاري حتى تداولات أمس، لتهبط الأسعار إلى أدنى مستوى في 15 شهرا بتداوله عند 70.7 دولار للبرميل، في ظل المخاوف من أن تؤدي أزمة القطاع البنكي العالمي إلى ركود اقتصادي من شأنه أن يقود إلى تراجع الطلب على الخام، إضافة إلى المخاوف من رفع محتمل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
الأسهم الأوروبية
فيما كان ثاني أكثر المتضررين، الأسهم الأوروبية التى تراجعت مؤشراتها بنسب راوحت بين 3.4 و6.6 في المائة، حيث تراجع مؤشر يوروستوكس 50 الذي يضم 50 سهما من 11 دولة في منطقة اليورو وتعد من الشركات الرائدة في المنطقة ومن أكبر الأسهم وأكثرها سيولة، بنسبة 4.5 في المائة خلال الفترة المذكورة.
بينما تراجعت الأسهم اليابانية 5.9 في المائة، والأسهم السعودية 2.3 في المائة، ثم جاء مؤشر الدولار بتراجع 2 في المائة.
فيما كانت الأسهم الصينية والأمريكية الأقل تراجعا بنسبة 1.2 في المائة لداو جونز الأمريكي، و1.3 في المائة لمؤشر شنغهاي الصيني.
أسعار الذهب
على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار أونصة الذهب 9.8 في المائة، مسجلة أعلى مستوى خلال عام، متجاوزة ألفي دولار للأونصة، في ظل تحول المستثمرين إلى المعدن الأصفر كملاذ أمن وقت الأزمات.
قد يهمك.. بعد إغلاق مصرف سيليكون فالي.. هل تمر الولايات المتحدة بأكبر موجة إفلاس مصرفي بعد كارثة 2008؟
كما ارتفعت أسعار أشهر عملة مشفرة 'بيتكوين' بنسبة 38.6 في المائة، متجاوزة مستوى 28100 دولار للوحدة، في ظل تزايد احتمالات عدم توجه الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع نتيجة أزمة البنوك الأمريكية والعالمية، بما يفيد الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل العملات المشفرة.
كما أن عودة ضخ السيولة 'التيسير النقدي' من البنوك المركزية لإنقاذ البنوك المتعثرة، عادة ما يكون مفيدا للعملات المشفرة، وهذا ما حدث وقت الأزمة المالية العالمية 2008 وكذلك بالتزامن مع جائحة كورونا 2020، الذي شهد ارتفاعات قوية للعملات المشفرة.
ويبدو معدل ارتفاع العملات المشفرة حادا وذلك نظرا لارتفاعها من مستويات منخفضة للغاية، ما يؤدي إلى تسجيل معدلات ارتفاع كبيرة مع أي ارتفاعات بسيطة في القيمة.
ويؤكد ذلك أنه على الرغم من الارتفاعات الأخيرة تبقى عملة بيتكوين منخفضة 59 في المائة عن قمتها التاريخية في نوفمبر 2021.
وكانت عملة بيتكوين قد هوت إلى مستويات 15500 دولار خلال نوفمبر 2022، منخفضة بنحو 78 في المائة من قمتها التاريخية المسجلة في نوفمبر 2021 قرب 69 ألف دولار للوحدة.