لم يكن التفرد فى حياته الأمير بدر بن عبد المحسن قاصرًا على موهبته فى الأدب والشعر إلى الحد الذى جعله أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، لكن الأمر أمتد أيضًا إلى جوانب أخرى من حياته اليومية ومحطات رحلته عبر الزمن ممن صادف الحظ ليكون رفاء دربه على امتداد سنوات عمره.
حياة ثرية
عاش صاحب السمو الملكى الأمير الشاعر حياة ثرية بالكثير من الأحداث والتنقلات بين البلدان، والتى أحدثت أثر كبير فى نفسه ومشاعره، ولعبت دور فى بلورة موهبته الأدبية، تكشفت بعض تفاصيليها أثناء استضافته في ليلة تكريم البدر، التي أقامتها هيئة الترفية بالمملكة خصيصًا للاحتفاء بالأمير الشاعر عام 2019.
حبه النهار
أفصح الأمير بدر بن عبدالمحسن عن حبه النهار ورؤية الشمس أكثر من الليل، لما يشعر فيه من تفاؤل وبهجة حين يرى ضوء شمسه خاصة في الصباح، فيقول: 'أفرح بالنهار عند استيقاظي، وأحب أن أقف أمام شباكي المطل منه ضوء الشمس، إذ يشعرني ذلك بتفاؤل كبير مع استقبال يوم جديد، فإذا استقظت يومًا متأخرًا بعد الظهيرة أحس وقتها بقليل من التحسر على فوات النهار'.
اعتاد البدر أيضًا على قلة خروجه من المنزل وقلة الأماكن التي يمكن له زيارتها، فهو يفضل الاستقرار في المنزل، خاصة أمام شاشة التلفاز التي تساعده أحيانًا على التأمل حين يجلس أمامها، ومشاهدة المسلسلات، ليس لذاتها، لكني أدخل حالة تأمل عند جلوسي أمام التلفزيون'.
الغربة عن الوطن
عبر الأمير الشاعر فى أبياته عن الغربة من وحى التنقل في طفولته وشبابه بين عدة بلدان خارج المملكة، كما تنقل داخل المملكة بين مدنها أكثر من مرة قبل وصوله الـ10 من عمره، إذ اغترب مع أخيه حين كانا في سن الـ10 والـ11 من عمرهما، بانتقالهما إلى مصر للدراسة، وكانت السنة الأولى له صعبة للغاية، كثر فيها اشتياقه لبلده وأهله، حتى أنه كان يرى جدته في منامه كل ليلة من تلك السنة.
ومع ذلك فقد استطاع 'مهندس الكلمة' التعايش مع تلك الغربة، حتى أتم تعليمه بين مصر وبريطانيا وأمريكا، ليبدأ رحلته الشعرية من أرض المملكة ويصل بها إلى العالمية.