تمتلك المملكة إرثا تاريخيا وثقافيا كبيرا وتعكس عدة عادات حرص السعوديون على هذا الإرث العريق،منطقة نجران كغيرها من مناطق المملكة التي تتميز بعادات وتقاليد أصيلة توارثها أهالي المنطقة منذُ القدم، للحفاظ على قيم التسامح والتكاتف الاجتماعي التي أوصى بها ديننا الحنيف، وتحث عليها قيمنا العربية الأصيلة.
"المنّصدْ" تقليد اجتماعي قديم يرجع تاريخه إلى عدة قرون
المنّصدْ من العادات الجميلة لأهالي نجران
ووفقا لموكالة الأنباء السعودية 'واس' فأن 'المنّصدْ'،من تلك العادات والأعراف الاجتماعية التي لا زالت لوقتنا الحاضر ويعد تقليداً اجتماعياً قديماً يرجع تاريخه إلى عدة قرون، ويستخدم كوسيلة للتواصل وتبادل الأفكار والآراء؛ لحل القضايا الاجتماعية بين أفراد المجتمع بالدعوة إلى الصلح والتسامح، وإنهاء الخلافات في بادرة اجتماعية نبيلة.
وأوضح لـ 'واس' المواطن علي بن محمد الصقور، في العقد الثامن من العمر، أن المنّصدْ يعد من العادات المحمودة المتوارثة بالمنطقة، التي تهدف إلى إصلاح ذات البين، حيث يبدؤون الذين يقومون بالمنّصد بما يسمى بـ'الزامل' وهو أبيات من الشعر تنشد بلحن معين وتتضمن طلب العفو والسماح، وتتيح لمن هم أمامهم طلب ما يريدون وهذا الأمر عادة ما يسمى بـ(حكم الرضى).
المتقدمين لطلب الصلح والعفو
وأشار إلى أن 'المنّصدْ' من العادات التي يشارك بها الكثير من الناس مع المتقدمين لطلب الصلح والعفو، وهم صف واحد مرددين الزامل وبعد أن يتم استقبال الزامل من قبل أصحاب الحق الذين قد تهيئوا مرحبين بقدومهم ويتم بينهم ما يسمى بـ'السوال' وهي عادة لأهالي نجران تتم بين الضيف والمضيف وتقال فيها كلمات خاصة ومتلاحقة تنتهي بـ 'مأجور والسلامة'، ويستمعون منهم إلى ما يريدون قوله بخصوص موضوع الصلح ويسمى 'العلم والخبر'، ثم يدخلونهم موقعهم الذين اتخذوه ويقدمون لهم القهوة ثم يردون على طلب العفو الذي أتى في الزامل بزامل آخر تخبرهم أبياته بأن الرضا قد تم, أو يتيح لهم معرفة ما هو الطلب الذي قد يحقق الإصلاح، لافتاً إلى أن هذه العادة من العادات الحميدة التي تسهم في بقاء المجتمع متماسكًا، وتحافظ على العلاقة الطيبة بين أفراده للتعايش بمحبة وإخاء في وطن الخير والسلام.