أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، أن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء، بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية.
مصير العالقين في مستشفى الشفاء
وقال في حديثه للصحفيين عبر الاتصال المرئي من القدس الشرقية اليوم، إن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء، حيث تم الإبلاغ عن استشهاد ثلاثة ممرضين.
وذكر أن بعض الأشخاص استطاعوا الفرار من المستشفى في ظروف خطيرة للغاية، ولكن آخرين ما زالوا عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية.
وأضاف: ' أبلغنا الهلال الأحمر الفلسطيني أن لديه ما يكفي من الوقود لمدة 24 ساعة فقط، وأي إمكانية للبحث أو العثور على الوقود شبه مستحيلة وخطيرة للغاية نظراً لوجود قناصة يطلقون النار على المستشفى وحوله'.
نزوح 250 ألف شخص من شمال غزة إلى الجنوب
وقال دي دومينيكو إن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يقدرَون أن ما مجموعه 230 ألف شخص تقريباً فروا من شمال غزة إلى الجنوب باستخدام 'الممر' الذي تم الإعلان عنه بشكل أحادي من قبل جيش الاحتلال.
وحول توصيل المساعدات إلى شمال غزة، أكد دومينيكو أن العاملين في مجال الإغاثة تمكنوا من توصيل بعض المساعدات، وقال: 'يخاطر زملاء من منظمة الصحة العالمية وغيرها بالعبور وتوصيل المساعدات إلى مستشفى الشفاء'.
وحتى هذه الأعمال لم تعد ممكنة منذ خمسة أيام، حيث أصبح الوضع خطيرًا للغاية مع وصول قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى وسط المدينة، وقال إن عاملي الإغاثة لم يتمكنوا منذ ذلك الوقت من تنسيق أي عمليات في الشمال.
وأشار مسؤول الـ (أوتشا) إلى أن 76 شاحنة دخلت غزة أمس، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي 980 منذ السماح للشاحنات بدخول القطاع في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر، موضحاً أن هذا العدد لا يزال بعيداً جداً عن المطلوب.
القوافل الإنسانية ليست آمنة
وأكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وقوع بعض الحوادث المثيرة للقلق البالغ، بما في ذلك حالات 'تعرضت فيها القوافل لإطلاق النيران'، مما يعني أنه حتى القوافل الإنسانية ليست آمنة، 'على الرغم من أنها مرئية تمامًا ويمكن التعرف عليها على هذا النحو'.
ولفت الانتباه إلى أن الظروف التشغيلية بشكل عام 'تتدهور كل ساعة'، مضيفاً: 'أنه ليس لدينا وقود ولا اتصالات ولا ضمانات باحترام مباني الأمم المتحدة أو إخطار المواقع، بما يقوض قدرتنا على العمل'.
وكانت الأونروا قد ذكرت أن دار الضيافة تعرض لثلاث ضربات مباشرة من البحرية الإسرائيلية، وقالت إن هذا 'الهجوم مؤشر آخر على عدم وجود مكان آمن في غزة'.
وأضاف: 'تم إطلاق ثلاث قذائف مختلفة على الدار، لذلك يبدو الأمر إشكالياً بعض الشيء من وجهة نظرنا'.
وقف فوري لإطلاق النار
وقال مسؤول الـ (أوتشا ) إن المجتمع الإنساني يدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، الأمر الذي يتطلب موافقة جميع الأطراف.
وأعرب عن دعم مجتمع العمل الإنساني تسهيل إيصال المساعدات حيثما يكون الناس في حاجة إليها.