أصبحت فكرة العثور على شقة سكنية للإيجار في العاصمة الهولندية (أمستردام)، تمثل تحديًا كبيرا للمغتربين والمقيمين الجدد نظراً لارتفاع الإيجارات هناك وندرة المساكن في المدينة – لا سيما في المناطق الوسطى – ومناطق الأسواق.
حيث يقوم ملاك العقارات الخاصة برفع الإيجارات وبيعها استجابة لأسعار الفائدة المرتفعة والضرائب العالية.
26.55 يورو للمتر المربع
ووفقا لموقع تأجير العقارات باراريوس دوت كوم Pararius.com، فقد ارتفع متوسط الإيجارات 7.6 في المائة بين أبريل ويوليو، ليصل إلى 26.55 يورو للمتر المربع.
مستويات نظام الإسكان بهولندا
ويشمل نظام الإسكان بهولندا مستويين، حسب الحجم ووسائل الراحة وإذا كانت النتيجة أقل من مستوى معين فستقتصر المنازل على مستأجري الإسكان الاجتماعي - أولئك الذين يكسبون أقل من 44.035 يورو سنويا أو 48.625 يورو للشريكين.
ويبلغ الحد الأقصى للإيجار الاجتماعي 808 يورو في الشهر. وقالت ستورمان: 'إذا انخفض دخل الإيجار الخاص بك بوصفك مالكا من ألفي يورو إلى 800 يورو، فستخسر المال. وبمجرد أن يغادر المستأجر، فإنك تبيع'.
وبحسب موقع باراريوس دوت كوم Pararius.com ، فأنه مقارنة بالعام الماضي، كان هناك عدد أقل بمقدار الخمس من العقارات غير المنظمة المتاحة في أمستردام في الربع الثاني من 2023.
الحصة السوقية الوطنية للعقارات
قال جاسبر دي جروت، الرئيس التنفيذي لموقع باراريوس، إن القصة هي نفسها في جميع أنحاء هولندا. 'إن الحصة السوقية الوطنية للعقارات المعدة للإيجار غير الخاضعة للتنظيم والتي تبلغ 8 في المائة فقط تتناقض بشكل صارخ مع حصة الإسكان الاجتماعي البالغة 32 في المائة. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار إيجار العقارات المتبقية في سوق الإيجار غير المنظمة بشكل كبير'.
ويعتزم هوجو دي جونغ وزير الإسكان خفض عتبة ما يمكن وصفه سكنا اجتماعيا العام المقبل. من شأن هذه الخطوة أن ترحل 327.500 عقار مستأجر غير منظم - أي نحو نصف إجمالي العدد الحالي - إلى قطاع الإيجار الاجتماعي على مستوى البلد، وفقا لشركة الاستشارات العقارية سي بي أر إي.
زيادة تكلفة الرهن العقاري
كما أمرت الحكومة الهولندية بزيادة الضرائب على الملاك هذا العام. وقالت ستورمان إنه مع ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكلفة الرهن العقاري، فقد كان هذا عاملا آخر دفع كثيرين إلى البيع، ما أدى إلى تقليل المعروض بشكل أكبر. وأضافت: 'يعتقد السياسيون أن ملاك العقارات هم أناس أثرياء يستغلون الفقراء، لكن الأمر ليس كذلك'.
كما أسهم تدفق العمال ذوي الياقات البيضاء في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ارتفاع إيجارات المباني الخاصة إلى مستويات عالية جديدة. أنشأت كثير من الشركات متعددة الجنسيات مقارها الأوروبية في أمستردام ومنذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، كان هناك تدفق للمديرين التنفيذيين من لندن.
منافسة شديدة
إن المنافسة على الشقق في أمستردام شديدة لدرجة أن الناس على استعداد للدفع للحصول على إشعارات بمجرد توافر عقار جديد. تتقاضى شركة رينتسالم 30 يورو شهريا لإرسال رسائل إلى العملاء خلال 30 ثانية من إعلان عقار يمكن أن يناسبهم.
وقال بيتر دي فريدي، الرئيس التنفيذي لشركة رينتسلام: 'السوق غير متوازنة لدرجة أن لديك نحو ثلاث دقائق للرد على عقار يتم عرضه عبر الإنترنت. هناك ما بين 50 إلى 200 شخص يردون ويتوقف الوكيل عن الرد بعد أول عشرة إلى 15 شخصا'.
يمتلك دي فريدي مكانا يؤجره وقال إنه يمكن أن يكسب من عرضه على موقع أير بي إن بي، الذي يقتصر على 30 يوما سنويا في أمستردام، من تأجيره لمدة طويلة. وأضاف أن ملاك العقارات الآخرين اختاروا القيام بمثل هذه الخطوة، مضيفا أن الحل الوحيد هو بناء مزيد من المساكن.
كما ارتفع النقص في المساكن في هولندا من 315 ألف منزل عام 2022 إلى 390 ألفا هذا العام، وفقا للتوقعات السنوية للحكومة من شركة أيه بي إف ريسيرش. يريد دي جونغ بناء 900 ألف منزل بحلول 2030، لكن شركة أيه بي إف تتوقع أنه سيكون من الممكن بناء 834 ألف منزل فقط. وقال الباحثون إنه لمعالجة النقص بشكل صحيح، يحتاج البلد إلى 981 ألف منزل جديد بحلول 2030.
ندرة الأراضي الصالحة للبناء
كما إن الأراضي المتوافرة حول العاصمة الهولندية، نادرة وباهظة الثمن، ما أدى لارتفاع تكاليف مواد البناء والعمالة وقيام المطورين التجاريين بتجميد خططهم.
وكشفت منظمة'وون' المعنية بحقوق المستأجرين والتى تدعمها الحكومة ، إن تدفق المغتربين وملاك العقارات المؤسسيين، أدى إلى تغيُر نسيج المدينة وارتفاع الأسعار واستحالة المعيشة بالنسبة للسكان الأوائل.
